على أرض القاهرة، تلتقي حضارتان من الحب في أجواء تختزل التجارب الإنسانيّة والذاكرة القادمة من البعيد، حيث تستحضر الأيام الثقافيّة البحرينيّة شيئاً من نكهة العلاقات الممتدّة بامتداد الإرث التاريخيّ والثقافيّ. ذلك النسيج الذي تمّت حياكته بمهارة من قبل السكّان الذين شكلّوا التقارب الجميل رغم المسافات الجغرافيّة. فقد جاءت مملكة البحرين، بدعوة من وزارة الثقافة المصرية، بما تحمله من أصالة وعراقة وما تأمله من نجاحات وتطوّر.

وزارة الثقافة تحّط في جمهورية مصر العربيّة، لخلق شيء من البهجة والسعادة الممتدّة لعدّة ليال. إذ تبدأ الأيام الثقافيّة البحرينيّة في مصر من خلال مؤتمر صحافيّ ظهر يوم الخميس 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، حيث تعلن انطلاقة تلك الأيام كما يعلن اسم المكرّم في جائزة البحرين للكتاب للعام 2014. وذلك عن مبحث "دوّر الفنون في الارتقاء بالمجمعات"، عنوان العام الحاليّ.

وكان القائمون على الجائزة قد أعلنوا في وقت سابق عن تلقيّ اللجنة عشرات المساهمات الفكريّة والأدبيّة للمشاركة، كما تؤكد وزارة الثقافة من خلال دعم جائزة البحرين للكتاب على التزامها بدعم الحسّ الكتابي وتعزيز مكانة الكلمة. تلك الجائزة التي تركز على تشجيع الأعمال الأدبيّة والعلميّة والمؤلفات والمنشورات بمختلف أنواعها، إذ ترصد قوائم في مواضيع محددة كل عام، بناء على حقل معيّن يتم انتقاؤه في كل دورة للجائزة، كما يتم فرز الكتب الواردة لاختيار الأكثر جدارة منها لنيّل الجائزة، من خلال لجنة تحكيم تركز على دراسة الأعمال والمؤلفات المشاركة في كل دورة من دوراتالجائزة. ولهذه السنة، يترأس لجنة تحكيم جائزةالبحرين للكتاب الدكتور صلاح فضل (مصر) والتي تضم كلاً من السيد ابراهيم بوهندي (البحرين) والسيد علي حرب (لبنان).

وفي صباح اليوّم الأوّل كذلك .. سيكون الزائرون للأيام الثقافيّة البحرينيّة على موعد مع ندوّة بعنوان "دور الفنون في الارتقاء بالمجتمعات"، وهي حديث ممتّد لمبحث جائزة البحرين للكتاب، حيث تجمع الندوّة كلاً من د. صلاح فضل رئيس جائزة البحرين للكتاب، الأستاذ علي حرب والفنانة بلقيس فخرو وذلك للحديث عن دور الفنون في التأثير على حركة المجتمع وكيف يمكن أن تصبح الفنون عاملاً في تطوير الوعي الاجتماعي والثقافي للمجتمعات.

مساء اليوم الأول كذلك سيتضمن افتتاح معرض للفن التشكيليّ البحرينيّ، حيث التزام وزارة الثقافة بدعم الفنون بشتّى أشكالها، خصوصاً مع احتفائها بعنوان (الفن .. عامنا)، بمناسبة مرور 40 عاماً على إقامة معرض الفن التشكيليّ في البحرين. ولأن وزارة الثقافة تؤمن بالفن كلغة حضاريّة تصل إلى القلوب بدون ترجمات، فقد حرصت على أن تتضمن الأيام الثقافيّة البحرينيّة على تشكيلة متنوّعة من الأعمال الفنيّة البحرينيّة، والتي تعرض في قاعة محسن شعلان. تحمل المشاركات البحرينيّة نماذجاً متنوّعة من اللوحات الفنيّة البحرينية بما تتضمن من أفكار متنوّعة ومدارس فنيّة. أما اللوحات المشاركة فهي للفنانين عبدالرّحيم شريف، بلقيس فخرو، إبراهيم بو سعد، خليل الهاشميّ، هلا آل خليفة، عدنان الأحمد وهدير البقّاليّ.

هذا وسوف يحتضن نوفمبر ثلاث حفلات فنيّة لفرقة محمد بن فارس لفن الصوّت الخليجيّ، وذلك في الثامنة من مساء يوم الخميس على مسرح الجمهوريّة، والجمعة والسبت على مسرح معهد الموسيقى العربيّة. حيث تقدّم فرقة محمد بن فارس لفن الصوت الخليجي أغنيات وألحان بحرينية أصيلة، وتكشف جمال الفن الشعبي البحريني في ثلاث سهرات استثنائية متتالية.