أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأحد (9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) أن «الفجوة لا تزال كبيرة» في المفاوضات النووية الدولية مع إيران، مشككاً في إمكانية نجاح تلك المحادثات.
وتساءل في مقابلة مع شبكة «سي بي إس» أمس (الأحد) «هل سنتمكن من سد هذه الفجوة الأخيرة بحيث تعود إيران إلى المجتمع الدولي وترفع عنها العقوبات تدريجياً ونحصل على تطمينات قوية وأكيدة يمكن التحقق منها بأنهم غير قادرين على تطوير سلاح نووي؟».
وتأتي تصريحات الرئيس الأميركي في الوقت الذي بدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف محادثات أمس في سلطنة عمان، في أحدث مسعى دبلوماسي قبل انتهاء المهلة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي في 24 نوفمبر الجاري.
مسقط - أ ف ب
سعت طهران وواشنطن أمس الأحد (9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) إلى إحراز تقدم في الملف النووي الإيراني إلا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما حذر من أن «الفجوة لا تزال كبيرة» في المفاوضات الجارية، مشككاً في إمكانية سدها قبل انتهاء المهلة في 24 نوفمبر الجاري.
وتساءل أوباما في مقابلة مع شبكة «سي بي إس» أمس «هل سنتمكن من سد هذه الفجوة الأخيرة بحيث تعود إيران إلى المجتمع الدولي وتُرفع عنها العقوبات تدريجياً ونحصل على تطمينات قوية وأكيدة يمكن التحقق منها بأنهم غير قادرين على تطوير سلاح نووي؟».
وأضاف أن «الفجوة لا تزال كبيرة. وقد لا نتمكن من التوصل إلى ذلك».
وتأتي تصريحات الرئيس الأميركي في الوقت الذي بدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف محادثات أمس (الأحد) في سلطنة عمان.
وتسعى إيران والدول الخمس الكبرى (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة) إضافة إلى ألمانيا، إلى التوصل إلى اتفاق بشأن خفض نشاطات إيران النووية مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها مع اقتراب موعد انتهاء الاتفاق المؤقت السابق في 24 نوفمبر.
من جانبه اعتبر ظريف في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أنه «لايزال هناك تباعد» في مواقف الجانبين بشأن «حجم برنامج التخصيب وآلية رفع العقوبات». وأضاف «إذا برهن الجانب الآخر على إرادة سياسية حسنة يمكننا التوصل إلى اتفاق».
وأضاف في تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي الإيراني «منذ نيويورك قررنا التركيز على الحلول بدلاً من التركيز على الخلافات».
ويُعقَد الاجتماع الذي يستمر يومين في سلطنة عمان التي استضافت من قبل محادثات سرية بشأن الملف النووي الإيراني بين البلدين قبل انتخاب الرئيس المعتدل حسن روحاني في يونيو/ حزيران 2013.
وتأتي هذه المحادثات بعد معلومات عن رسالة وجهها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الذي يملك السلطة العليا في هذا الملف. وتدعو الرسالة إلى التوصل إلى اتفاق نووي، مشددة على أن لإيران والغربيين مصالح مشتركة في المنطقة.
ولم يؤكد أوباما أمس توجيه هذه الرسالة، مشدداً مع ذلك على أن الأميركيين «لا يقيمون أي رابط بين المفاوضات النووية ومشكلة تنظيم الدولة الإسلامية» الذي تقود الولايات المتحدة تحالفاً دولياً ضده في سورية والعراق لا تشارك فيه إيران.
وأوضح الرئيس الأميركي أن تنظيم «الدولة الإسلامية عدوّنا المشترك لكننا لا نجري أي تنسيق مع إيران بشأنه».
وقد سبق أن نفى كيري أن تكون مسألة مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية والعراق مطروحة خلال المناقشات.
وقد أكد نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مقابلة مع شبكة «العالم» التلفزيونية الإيرانية، أن التوصل إلى «اتفاق نووي يصب في صالح الطرفين والمنطقة (...) ولا يريد أحد العودة إلى الوضع الذي كان سائداً قبل اتفاق جنيف، لأنه سيكون سيناريو خطراً للجميع».
لكن السياسة الداخلية في كلٍّ من الولايات المتحدة وإيران يمكن أن تؤثر على المفاوضات.
ففي واشنطن واجه الرئيس الديمقراطي هزيمة انتخابية قاسية بفقدان حزبه السيطرة على مجلس الشيوخ الذي انتزع الغالبية فيه الجمهوريون الذين ينتقدون بحدّة المفاوضات مع إيران.
وفي حال تعثرت المفاوضات، يمكن أن يقرر الكونغرس فرض عقوبات جديدة جاهزة على إيران وإن كان أوباما يستطيع تعطيلها.
ويخضع ظريف أيضاً لضغوط إذ إن بعض أعضاء مجلس الشورى الذي يهيمن عليه المحافظون أكدوا أن الاتفاق الشامل يجب أن يصادق عليه النواب ليصبح سارياً.
وأمس (الأحد) طالب 200 من هؤلاء بأن «يدافع المفاوضون بقوة» عن حقوق إيران النووية وأن يضمنوا «الرفع الكامل للعقوبات».
وحذر الأكثر تشدداً منهم حكومة حسن روحاني من تنازلات قد يقدمها فريق التفاوض الإيراني.
وبعد هذا اللقاء الثلاثي في سلطنة عمان، سيعقد اجتماع لمسئولين سياسيين كبار في إيران ودول مجموعة 5 + 1 غداً (الثلثاء).
وستدخل المفاوضات بعد ذلك مرحلتها الأخيرة في 18 نوفمبر للتوصل خلال ستة أيام إلى اتفاق نهائي يمكن أن يشكل انتصاراً دبلوماسياً لحسن روحاني وباراك أوباما.
العدد 4447 - الأحد 09 نوفمبر 2014م الموافق 16 محرم 1436هـ