هي ليست الصورة الأخيرة، وإنما عَمَّدنا أبرزها وضوحاً، في مقالاتنا وهذه الرابعة، لنفرغ للوقائع المواطنية والإنسانية الأخرى، ووجوب علاجها، إلا أن هذه الصور المتعددة تتبلور في الصورة الجامعة الأكبر، وهي مدلولات تراجع الدولة وفقدها دورها في إدارة المجتمع، بما يحفظ للجميع حقوقهم، وتكليف الجميع واجباتهم، «... لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة» المادة 18 من الدستور، ونضيف ولا فرق بينهم لِغِنى أو فقر، لجاهٍ أو ضِعَة.
وأول الركائز الإنسانية، التي تُبيّـِن دور الدولة، في تكلّـُف توفيرها لعموم مواطنيها والمقيمين، هي ركيزة الأمن والطمأنينة، على النفس والعرض والمال، وحرية العبادة في الدين وحرية الممارسة للعقيدة، وحرية التعبير عن الذات والفكر، وحرية التنقل والتواصل على كامل مساحات الوطن، إلا ما تخصصه الدول للإستراتيجيات والإستخدامات العسكرية، التي عادةً ما تكون خارج المدن والمناطق المأهولة بالسكان، وإذا أقيمت بعض مباني إداراتها في المدينة، فلأنها غير ذات استراتيجية عسكرية، وإنما هي ذات صلة بعملها الإداري وبالمدنيين، فتُسيج وتُحرس بواباتها.
أما أن تُطوق الدولة مساحة مفتوحة في قلب المدينة التجاري، كدوار اللؤلؤة لما يناهز الثلاث سنوات، فإن في الأمر شيئاً غير طبيعي، بما يشي بالرمزية التحذيرية للانتصار الفئوي، الأمر الذي ينذر بتراجع جانب من إمكانيات الدولة، في توجيهها خارج نطاق دورها، وتراجع جانب من أركان الدولة، في انحيازها لفئة مجتمعية ضد أخرى.
تتابعت «التصرفات الفردية، غير المنهجية» كما تصفها مؤسسات الدولة المعنية، لتصل إلى التعرض للمعتقدات الدينية، التي ألفها المجتمع البحريني منذ مئات السنين، وقد صان ممارستها الدستور والقوانين، «حرية الضمير مطلقة، وتكفل الدولة حرمة دور العبادة، وحرية القيام بشعائر الأديان والمواكب والإجتماعات الدينية طبقاً للعادات المرعية في البلد» المادة 22 من الدستور. فالدستور هنا، لم يُرجِع أو يحيل تنظيم القيام بشعائر الأديان، والمواكب والاجتماعات الدينية، إلى قانون أو قرار، بل أوكلها للدولة تكفلها طبقاً للعادات المرعية والقائمة في البلد. وقد نصّ دستور 1973 على مثل ذلك أيضاً، بما يعني أن تلك العادات المرعية، سابقة حتى على دستور 1973 بسنين طوال، جعلت منها عادة مرعية.
هذه «التصرفات الفردية غير المنهجية»، تكررت في غزوات أسواق جواد، من قبل مرتَدِين اللباس المدني والزي الأمني على حد سواء، من بعدما انتشرت ذات التصرفات الخارجة على القانون، وإفلات مرتكبيها من العقاب، إبان بدء الأزمة في مارس 2011، وما تلاها، من تجمعات لأفراد يحملون السلاح الناري والأبيض، في منطقة البسيتين، وذاك الشهير بالجري في دوار اللؤلؤة رافعاً العصا، ليضرب بها الممرضات من النساء، المسعفات للمصابين، ولكونها حسب تقديرات الجهات المعنية، بأنها «تصرفات فردية غير منهجية» فقد غاب القانون وأفلت مرتكبوها من العقاب. فقد غاب قانون رقم (32) لسنة 2006، بتعديل بعض أحكام المرسوم بقانون رقم (18) لسنة 1973 بشأن الاجتماعات العامة والمسيرات والتجمعات، الصادر في يوليو 2006، هذا القانون الذي أقره مجلسا النواب والشورى، في دلالة على تصرفات السلطة بالإهمال لقوانين يقرها المجلسان، وبالخصوص المادة المضافة رقم (6) «كما لا يجوز لأي شخص أن يشترك في اجتماع عام وهو يحمل سلاحاً ولو كان مرخصاً له بحمله. ويعتبر سلاحاً في تطبيق أحكام هذا القانون، الأسلحة النارية وذخائرها والأسلحة البيضاء والمواد الحارقة والقابلة للإشتعال أو الإنفجار، وكذلك العصي والأدوات الصلبة أو الحادة غير المعتاد حملها في الأحوال العادية».
فكان التمييز والإفلات من العقاب، إهداء وثواباً لحاملي السلاح الأبيض من السواطير والسيوف والسكاكين، وأيضاً حاملي الأدوات الصلبة والحادة، فقد كانت «تصرفاتهم فردية وغير منهجية». وكذلك من دعا ونظّم وأشرك، كثرةً من غير المواطنين، من العمالة الوافدة، في التظاهرات والتجمعات في الفاتح وعراد، ودفع لهم المال جزاءً، في تعدٍّ صارخ وإضرار بحقوق المواطنين التي لا يحق لغيرهم من غير المواطنين، مشاركتهم فيها.
أفلا يحق للمواطن، أن يخشى على نفسه وماله وعرضه، من احتمال ضعف وتراجع الدولة، أو غيابها عن أداء دورها في المجتمع بالعدالة والمساواة في تطبيق القانون وإزاء الحقوق والواجبات؟
إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"العدد 4446 - السبت 08 نوفمبر 2014م الموافق 15 محرم 1436هـ
العقاب
هنا ف البحرين يتم محاسبة ومعاقبة المعارض واأن كان ع حق وأما الموالاة فالقلم مرفوع عنه وهو عين التمييز المذهبي ...........ضد مكون رئيسي من خلال التضيييق وخنق الحريات بينما يسمح للمكون الاخر بالسب والشتم والتكفير للفئة الاخرى .فالعجب كل العجب عقد مؤتمر للارهاب ف هذا البلد بينما تمارس معظم فنون الارهاب ضد أبناء الشعب العزل.
ما نسمع تصرف فردي الا من جهة الحكومة واجهزتها
بينما من جهة المعارضة حتى الكلمة جريمة ويسجن عليها سنوات بل تتضاعف التهم الكيدية وتتضاعف الأحكام
احسنت ياسيادي
مقالاتك بلسم
سنابسيون
حبيبي الناس تدري ان الحقوق في البلد صارت لفئه دون اخرى وتدري من زمان بس شنو تسوي حبيبي الناس تعودت وضاعت الحقوق والواجبات من حهة الدله وااااه يابلد
أستاذ يعقوب أنت وبكل الفخر من قيل عنه ( رجل والرجال قليل )
وأقصد الرجل صاحب الكلمة الحق الرجل الذي يستحق أن نرفع له القبعةً تقديرا واحتراما فكل ماذكرته في مقالك هو موجع لمكون كبير في البلد ولكنها حقيقة لا أحد ينكرها وإلى متى سيستمر هذا الحال ولكني شخصياً من الناس الذين لهم يقيناً عميقاً أن الله سبحانه وتعالى سيغير هذا الحال بعظمته وقدرته وهو جل جلاله الذي يسبب الأسباب في لمح البصر وفي كل مفاصل الحياة لذلك فالصبر هو الدواء وإن غداً لناظره قريب
زائر 7... انت من أضاع البوصلة ان كنت لا تعلم
عندما تحاول أن تحاور شخصا في أمر يخص البحرين،أجابك بسرعة منفعلا وماذا عن ايران...هذه هي حجتهم... يا رجل ايران لا تعني لنا شيئا،فإذا كانت تعني لك شيئا فإذهب وعش بها....هنا البحرين. بن سيادي رجل لا كل الرجال،فهو إنسان قبل أن يكون يساريا كما تزعم،فهو وسطي عادل محق نزيه نابغ خلوق نحبه لكونه يقول الحق ... الساكت عن الحق شيطان أخرس يا هذا.
سلمت يداك
سيد القول والفكر يا ابن سيادي لا فظ فوك
لا ويقولون انهم يستضيفوا مؤتمر لمكافحة الارهاب؟
شوف التناقض والمواقف المتباينة والتدليس على العالم يستضيفون مؤتمرات لمكافحة الارهاب بينما يتم التعدي على شعائر دينية بحتة لسبط الرسول الاكرم
رد
وش دخل اليسار باليمين...لو مافي رد مقنع؟؟!!
الحق الضائع
الأصلاح صعب والحق اصعب وأصعب على المواطن يرى الوطن فى ضياع واو واو
اليسار وضياع البوصلة
بينما اليسار في كل مكان في العالم يبتعد عن الأمور الدينية الخلافية نجد اليسار البحريني اضاع البوصلة و صار منحاز بشكل كبير لكل ما هو إيراني
رمتني بدائها وانسلّت
رمي الاخرين بتباع ايران حجة الضعيف لأنها من غير دليل
القانون في البحرين على الورق فقط لا تطبيق على الأرض
عندما تكون معارض تحرم حتى من الصلاة في مساجد الله وعندما تكون موالي بإمكانك تحصل على البرائة من كل الجرائم حتى القتل في السجون
رحمة الله على والديك
رحمة الله على والديك
كلام عقلاء.
حماك الله استاد سيادى فهدا الكلام هو كلام العقلاء وسؤال نريد جوابه ممن يعنيه الامر .
غريب الرياض
لان الطائفية هي ديدن أولئك و لان الشيعي يمثل غصة في حلوقهم بقوة منطقه و حجته و ثورته السلمية. و لانهم ضعفاء، يلجأون للعنف و القتل. و تؤيدهم السلطة بعدم معاقبتهم و الأثناء عليهم.
تعسا لهكذا بلد
انشر جزام الله خير
يا غريب الرياض الشيعي والسني عند الله سواء
لأن الله سبحانه وتعالى لن يعاقبنا بمذاهبنا فالدين كله لله ولكن بأفعالنا وإذا كنا مضطهدين كوننا شيعة فتذكر ماذا حدث لآل بيت النبوة من اضطهاد في عصرهم ونحن لسنا بأحسن منهم ولا تنسى أن بينننا من إخواننا السنة الشرفاء لا يرضوا بذلك ولكن من يتوكل على الله فهو حسبه ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج والصبر مفتاح الفرج