بإبداعٍ حُسينيٍ وألوانٍ وفَراشٍ شحذها حُبُ العطاء من أجل تضحيات الإمام الحسين الخالدة جابَ خطاطو ملتقى شباب رأس الرمان قُرى ومُدِن البحرين ليشاركوا عدداً من المآتم الاستعداد لموسم عاشوراء الحسين (ع)، وذلك بخط لافتات السواد الذي تكتسي به مآتم العزاء على الإمام الحسين سبط الرسول الأعظم، فكان أن أبدعوا وأنجزوا رقماً كبيراً من المخطوطات جاوزت في عددها 200 لافتة أو أكثر، توزعت على عددٍ مختلفٍ من مناطق البحرين.

سرعةٌ وجمال ورونقٌ خاصٌ للديواني

عن بداية المشروع يجيب الخطاط عبدالحسين العبو من سترة «لم تكن بدايات هذا العمل نتاج تخطيطٍ سريع أو الأمس القريب، وإنما ذلك ممتدٍ للموهبة التي جمعتنا، وهي موهبةُ فنِّ الخط العربي والتي تجذرت فينا مُنذُ الصِغر، غير أن الفرق أننا أصبحنا نعمل بشكلٍ جماعي»، وعن العمل بشكل مشتركٍ يضيف العبو: «للعمل بشكلٍ جماعي متعة خاصة، وسرعة أكبر على الإنجاز، فضلاً عن اِكتساب مهاراتٍ جديدة لم نكن لنعرفها لولا تبادل الخبرات» وعن أكثر من يميز خط العبو يعلق الفنان محمد النشيمي «العبو شديد التميز في الخط الديواني، وله فيه رونق خاص، بالإضافة لسرعته في خطهِ بجمال أخاذ».

وعن العبارات المختارة يقول الخطاط حسين الشاخوري: «نحرص على اختيار كلمات الأئمة وخصوصاً تلك التي تدل على الوحدة، وتجديد العزاء على الإمام الحسين (ع)»، ويضيف «إن أهم ما نصبو إليه هو التعاون في الاستعداد لإحياء موسم عاشوراء بأفضل صورة».

علي شهاب: تميزٌ في خط النستعليق

وعن تعلق الخطاط الشهابي بهذا الخطِّ النستعليق يقول «على رغم أن هذا الخط نادرٌ ويتطلب التتلمذ على يدي أستاذٍ ماهرٍ لمعرفة أسرارهِ وفنونهِ، إلا أنني أخذتهُ مِن صفحات الكتب وبتعلمٍ ذاتي معتمداً في ذلك على الدراسة والتحليل ومهارتي في الرسم، وكل ما فعلتهُ أني نقلتُ هذا الفنِ من الورق إلى القماش».

ليس هؤلاء هُم كل أولئك الخطاطون العاملون في موسم عاشوراء، بل هُم كثرٌ، ولعلَ أولئك المجهلون منهم أكثر بكثيرٍ من المعروفين، غير أن هذه الثلة من الخطاطين دأبوا على تقديم كُل ما هو جديدٌ ومثمرٌ ببحثٍ وإخلاصٍ لهذا الفن الأصيل، فكشفوا أسراره، وأظهروا مكنونه.