تُرى هل نزار قباني نادمٌ لكونهِ أجادَ الإلهام؟ هل يبكي حسرةً على تلوث المقامات الشِعرية الطاهرة في ذهنهِ على ألسنةِ البعض؟
أحقاً سيستمرُ هذا الحال؟ هل سيأتي يومٌ نحتسي فيهِ كوبَ قهوةٍ مع جسدِ امرأةٍ عارية من مَلك يمينِ أحدِ المخضرمين القادمينَ من مكانٍ ما! وهل ستشهدُ لهمُ الساحاتُ بصولاتهم الليلية والنهاريةِ أحياناً؟
ترددتُ كثراً قبل أن أكتبَ مقالي هذا ولم أجد ذريعةً تحولُ دوني والشِكاية سوى الغثيان، وكأنني بعينِ القلب أرى القصائدَ تحتضر بفعلِ البعض ممن يعدون أنفسهم شعراءَ مرموقين وخبراء بوصف (جسد المرأة) والليالي الحمراء في بُقعةِ حِبر، وآخرينَ أقل حظوةً بين الجماهير لكونهم لم يبلغوا السُرّةَ بعد... وكلاهما على أية حال رعاةٌ للقصائدِ الثلجية، المتجسدة عنوة، والتي لا يُلحظ بينَ ثناياها سوى بقايا لعاب وشيءٍ من حريرٍ نتن.
فالذي يكتبُ كل ما يدورُ في خَلَدهِ بلا معنىً رصين ما هو إلا ثرثارٌ في رداء الشعراء ومتملقٌ فوقَ المِحبرة.
عزيزي من وجدتَ انعكاساً لصورتك في كلماتي هذه، توقف عن ترديد قصصكَ السرية والتي غالباً لا يُدارُ رحاها نحو طريقٍ مفهوم ولا تقف كفاصلةٍ مؤقتة، عليكَ أن تكونَ شيئاً ما يستحقُ عنواناً مميزاً، فجميعنا يرغبُ بنقلةٍ حيوية تُنعشُ الكتابة وتُبعدها عن الأسرةِ وغرفِ النوم.
فاطمة عبدالجليل
هناك طرفة تروى أن عربيين كانا يتمشيان في زقاق بلد عربي، فشاهد الأول بلاعة فائضة، فأشار اليها قائلا للثاني: السبب مؤامرة خارجية، فرد الثاني: لو أن المسئولين في المدينة يصلحون هذه البلاعة، لما تجرأ الاجنبي على المؤامرة، فالخلل مكنون فينا وعلينا اصلاحه بأنفسنا، ولا نبرر سلبياتنا بإلقاء اللوم على المؤامرات الخارجية.
لو أن هذه البلاعة كان قد تم اصلاحها وترميمها، لما انتفض التونسيون والمصريون والليبيون والسوريون، ولما مروا بما يمرون به في الفترة الانتقالية من شوائب وأغلاط، ولكن كما حدث في اوروبا، فإن الفترة الانتقالية لابد من المرور عليها والتغلب على عثراتها.
والأنظمة التي مرت بها الانتفاضة كانت كرجل يمشي في الشارع، وهناك عيب في ملبسه من الخلف، فقال له شخص كان مارا بجانبه، ان هناك عيبا في ملبسه، فبدلا من ان يقوم الشخص المعني بشكره؛ لأنه قام بإبلاغه بعيبه، ويرجع البيت لاستبدال ملبسه، غضب عليه وسبه وكاد أن يتعارك معه، واشتكى عليه عند الشرطة بأنه تدخل فيما لا يعنيه.
لو أن الحكام بعد الخلافة الراشدة كانوا يتأسون بما قاله الخليفة ابوبكر الصديق (رض) عندما تولى الخلافة بعد الرسول (ص) «أما بعد أيها الناس، فإني قد وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن احسنت فأعينوني، وإن اسأت فقوموني»، لما حدثت هذه الانتفاضات ولما خرجت علينا الحركة الداعشية التي تسيء إلى الإسلام أكثر من مشركي قريش، فمشركو قريش لم يدّعوا الإسلام كما يدعي هؤلاء الداعشيون، ولكانت الأمة الإسلامية بألف خير.
عبدالعزيز علي حسين
العِشقُ هَو أن تُهيم حُباً فِي المَحبُوب،
أن يَبقى قَلبُك مُعلقاً بِه رُغم المَسافات ورُغم بُعدهِ عَن نَاظِريك،
أن تَبكي شَوقاً لزِياتهَ وتَروي عَطش حنِينك بِتقبيلِ أعتَابه،
وفِي كُل سَنة تَتفننُ بِعشقهِ، تُضحِّي مِن أجل أن تَحظى بِشرف زِيارته وخِدمته،
أن تُعلم أبناءك وتَزرعُ فِي قَلوُبِهم منذُ الصِغر عِشقَ الحُسيِن،
أن تَتحدى العالمَ بِأسره وتَهدَّ جَميعُ الحَواجِز
مِن أجل أن تُدافعَ عَن عِشقك لمَن ضَحى بِنفسه وأهلهِ
من أجل أن تَسيرَ مِن بعدهِ على نهجِ المصطفى خيرِ البَشر ولا تَكُونَ مَع الضَاليِن المُكفريِن
وعِشقُ الحُسين يَختلفُ جداً عن العِشق المعروف لدينا
فَعشقُ الحسين أطهرُ أنواعِ العِشق وهَو الطَريقُ الوحِيد الذي نسيرُ عليهِ مَن أجل الوصُولِ للكَمالُ والنجاة
ومن أهمُ نِقاط عشقهِ هَو أن تَتطبعُ بِطباعهِ فَهو الكَمالُ بِعينه
وأعَلم بِأن قلبكَ لن تمسهُ نار جَهنم ما دام ينبضُ بِحُب الحُسين.
رباب النايم
نحن نثني على الأوامر والتعليمات الصادرة من الدولة في إيلاء مرضى أمراض الدم الوراثية (السكلر) أهمية خاصة وتوفير رعاية وعناية مناسبة لهم، وخاصة تلك التي صدرت إلى المسئولين في وزارة الصحة وضرورة الاهتمام وتقديم الرعاية الطبية الضرورية التي تناسب وحجم مأساة المرض، وذلك لتخفيف معاناتهم، لكن ما يؤسف قوله إن هذه الأوامر لم تفعل بعد على أرض الواقع، والدليل تجاهل بعض أفراد الطاقم الطبي بقسم الطوارئ للمريض وتركه يعاني الآلآم لأكثر من 12 ساعة تقريباً حتى يتكرم الطبيب المعالج ويقوم بتحويله إلى الطبيب المختص، وهنا تكمن المصيبة الثانية إذ يبقى المريض في الانتظار لأجل حضور الأخصائي الذي يستغرق أحياناً أكثر من ساعتين وأكثر، بمعنى (صبري يا حريقة سار متى يجيك الماي من الحنينية).
ولو نظرنا للواقع أن الطبيب المعالج بإمكانه تشخيص المرض حال وصول المريض للطوارئ بعد نتائج الفحص المختبري، ولا داعي لهذا الانتظار، وغير خافٍ أن ما يثير الاستياء أكثر هو تطبيق هذا النظام على الجميع دون استثناء بحجة واهية أخذوا يسوقونها ويصدقونها وأن المرضى مدمنون على تعاطي الإبر المخدرة، متناسين أن بعض الأطباء هم من أوقعوهم في هذا الإدمان بحسب الاتهام ، وغير خافٍ أن هناك من المرضى من لا يفارقون المستشفى وهناك من لا يحضرون إلا عند الحاجة الضرورية القصوى (في السنة حسنة).
وبهذا نقول إن عدم التفريق بين المرضى هو ظلم وإجحاف في حقهم إذ من الواجب التفريق بين المترددين كثيراً وبين قليلي التردد، ثم إعطاؤهم الأولوية في العلاج ليكونوا قدوة حسنة يحتذى بهم من الآخرين.
وليعلم القارئ أو من يعنيه الأمر بأني لست ضد أو مع أي طرف، ولكن مشاهداتي على أرض الواقع المأساوي هي التي دعتني إلى الكتابة لإيصال الفكرة للمسئولين في وزارة الصحة متمثلة في إدارة مركز السلمانية الطبي وبقية المراكز الصحية.
إنه غير خافٍ أن هناك تصرفات تصدر من بعض المرضى تبعث على الاشمئزاز والسخرية منها على سبيل المثال لا الحصر: جلوس المرضى جماعات وحلقات أمام بوابة قسم ألأمراض الوراثية وهم يدخنون ويتناولون بعض المرطبات... إلخ هي ظاهرة سلبية وغير حضارية ومرفوضة من قبل الجميع وهناك الكثير من الملاحظات لا يسع ذكرها هنا لضيق المجال، وأخيراً وعبر هذا المنبر الحر، أوجه تحياتي القلبية إلى جميع المرضى بصفة عامة وأصحاب الدم الوراثي (السكلر) بصفة خاصة، داعياً المولى جلت قدرته أن يمن عليهم بالشفاء التام من هذا المرض العضال بفضل مساهمة ملاك الرحمة أطبائنا الكرام.
عبدالحسين جعفر إبراهيم
العدد 4445 - الجمعة 07 نوفمبر 2014م الموافق 14 محرم 1436هـ