فيما تواصل الأجهزة الأمنية تعقب المُشتبه في تورطهم في أحداث قرية الدالوة (محافظة الأحساء)، في غير منطقة سعودية، وبخاصة في وسط البلاد وشرقها، نفذ وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف رحلات مكوكية، متنقلاً خلال ساعات لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة بين حائل والقصيم، مقدماً فيهما واجب العزاء في الشهيدين العريف مظلي تركي رشيد الرشيد، والنقيب محمد العنزي اللذين استشهدا خلال مواجهة الخلية الإرهابية التي نفذت الاعتداء على حسينية المصطفى في قرية الدالوة، بحسب ما أفادت صحيفة الحياة.
وفي الليلة ذاتها كان الأمير محمد بن نايف يشاطر أهالي الأحساء المصاب في ضحايا الحادثة، إذ زار موقع الاعتداء (الحسينية) والتقى أسر المصابين، ونقلهم التعازي. واستبق هذه الزيارة بالاطمئنان على المصابين في الحادثة، المنومين في مستشفى الملك فهد بالهفوف. ونقل لجميع من التقاهم في المناطق الثلاث تعازي قادة البلاد، مؤكداً في كل محطة «الضرب بيد من حديد على من تسول له نفسه العبث في أمن البلاد والعباد».
إلى ذلك، أبلغت «الحياة» مصادر أمنية مطلعة أن التحقيقات مع العناصر التي تم القبض عليها خلال الأيام الماضية، ممن يُشتبه في تورطهم بالحادثة، تتواصل، وتحرز تقدماً في كشف ملابسات ما جرى مساء الاثنين الماضي، والتخطيط الذي سبق العملية، وكيفية تنفيذها وتوزيع الأدوار بين أفراد الخلية. فيما لا يزال بعض من تم إيقافهم يخضع للرعاية الصحية، إثر إصابتهم خلال المواجهات، وبخاصة في عمليات الدهم التي شهدتها مدينة بريدة (منطقة القصيم).
ورفضت المصادر الكشف عن الارتباطات الخارجية للخلية المنفذة، التي تضم «مبدئياً» أكثر من 20 عنصراً، وما إذا كانت تلقت «أمر عمليات» من الخارج، أو أنها بادرت إلى تنفيذ العملية من تلقاء نفسها. إلا أنها أشارت إلى احتمال إلقاء القبض على آخرين لهم «صلة ما» بمن تم إيقافهم إلى الآن.
وفي الأحساء، تتسارع الاستعدادات لدفن ضحايا الحادثة الأليمة التي شهدتها بلدة الدالوة، بعد أربعة أيام من مقتلهم. وقررت اللجنة المنظمة لمراسم دفن المتوفين في الحادثة، عصر اليوم الجمعة، في الساحة الملاصقة لمسجد المرتضى. فيما سيكون مكان العزاء في المخيم المُعد على أرض إقامة مهرجان الزواج الجماعي في الجهة الغربية الجنوبية من البلدة. وسيبدأ استقبال المعزين من ليلة السبت إلى يوم الاثنين عصراً وليلاً. كما ستوفر اللجنة عدداً من الحافلات لنقل المعزين من بقية المدن والقرى.
فيما يتوقع أن يتوافد على القرية آلاف المعزين من مناطق المملكة كافة، إثر تشكيل وفود لتقديم العزاء والمواساة لأسر الضحايا وأهالي البلدة، في محاولة للتعبير عن الوحدة الوطنية، وتفريغ الحادثة من بعدها «الطائفي»، الذي حاول منفذو الجريمة إيجاده، سعياً لشق وحدة المجتمع السعودي. فيما تواصلت الأصوات المنددة بالجريمة، والمعبرة عن «ترابط المجتمع السعودي بجميع أطيافه، ولا يمكن أن تؤثر فيه مثل هذه الأعمال الرعناء غير المسؤولة»، مشددين على أهمية التنبه لـ «المؤامرات التي يحيكها العابثون، من أصحاب الفكر الضال والمنحرف، الذي لا يمت للدين والأخلاق بأدنى صلة».