احتفت وزارة الثقافة ضمن برنامج “الفن عامنا” بمعرض “الفن السعودي الحديث والمعاصر، مجموعة المنصورية”، الذي نظمته وزارة الثقافة بالتعاون مع مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع، مساء أمس الخميس (6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014م) في متحف البحرين الوطني، بحضور رئيسة مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت ماجد آل سعود، وصاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد آل سعود ووزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، إضافة إلى ضيوف حضروا من مختلف أنحاء العالم ومنهم الأميرة الكمبودية شانسيتا سيسوات والبارون البلجيكي رافاييل هنري إسترامانت وعدد من الشخصيات الدبلوماسية والمعنيين بالنشاط الثقافي والفني في مملكة البحرين.
وبهذه المناسبة أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت ماجد بن عبد العزيز خلال افتتاح المعرض، أن المملكة العربية السعودية ترتبط مع مملكة البحرين بروابط الأخوة والعائلة، مشيدة بالدعوة التي تم توجيهها من قبل وزيرة الثقافة الشيخة مي آل خليفة لاستضافة مجموعة المنصورية في متحف البحرين الوطني.
كما أشارت إلى أن مجموعة المنصورية تقدم لتيارات الفن السعودي منذ بداية نشأته، في نتاج الرواد منذ الستينيات واستمراراً لتياراته المعاصرة في الجيل الفني الجديد وأعماله التفاعلية، مؤكدة أن المجموعة ماضية في التكامل والاستمرار في مواكبة النتاج الفني المتجدد.
وقالت سموها: “لقد بدأ الفن عندي كحاجة شخصية وانتهى مسئولية وطنية وإقليمية، بدأ كجهد فردي وانتهى كعمل مؤسساتي راسخ الأسس، وإنني لأشكر الشيخة مي ــ وهي المثل الأعلى لكل العاملين في المجال الثقافي وذلك لاستضافتها لمجموعة المنصورية. وإن مسئوليتها ومسئوليتنا نابعة من حس عميق بدور الثقافة، وإن رعاية الفن والثقافة هي رعاية واستنهاض لروح الشعوب والرؤى المتفوقة لأفرادها”.
وأوضحت أن مدينة جدة تعتبر عروسة الفن كونها تعد مقراً لأكبر متحف مفتوح في العالم. وأردفت “فمنذ الستينيات قام رئيس بلدية جدة في ذلك الحين، محمد سعيد فارسي بطرح فكرة مشاريع تجميل مدينة جدة وبدعم من المسئولين ومن رجال الأعمال من أهالي المنطقة، تمكن من إحياء هذه المشاريع فأصبحت متنفساً للأهالي، فابتدأ الفن يترعرع في جدة”.
وأكدت أن جدة بلد فنية حضارية شهدت الحركة التشكيلية منذ البداية، حيث شكل الفن جزءاً من البنية الأساسية لهذه المدينة العريقة، قائلة إن مجموعة المتحف بدأت بأعمال فنانين سعوديين، فكان العمل الأول للفنان عبدالحليم الرضوي عام 1968م، ومن ثم أعمال أخرى لفنانين سعوديين آخرين مثل ضياء عزيز ضياء وغيرهم، موضحة أن الأعمال لم تتوقف عند الإنتاج المحلي، بل تعدت ذلك إلى النطاق العربي والعالمي، حيث شملت أعمالاً لفنانين عالميين منهم 53 عملاً للفنان الإسباني جوليو لافوينتي، 5 أعمال للفنان البريطاني هنري موور، 6 أعمال أخرى للفنان الفرنسي سيزار، 10 للفنان فيكتور فازاريللي وغيرهم من الفنانين العالميين مثل أليكزاندر كالدير وجون ميرو وهارب، إضافة إلى أكثر من 40 فناناً من دول مختلفة كونت أعمالهم ما يقارب الخمسمئة عمل فني موزعة في أرجاء المدينة، مما حث على بث الفن في جميع زوايا المدينة.
بدورها أعربت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة عن سعادتها باستضافة المعرض، قائلة: “لقدرة الفن على قراءة الغد، وتدوين الماضي، فإن وزارة الثقافة في مملكة البحرين تسعد باستضافة معرض “مجموعة المنصورية للفن السعودي الحديث والمعاصر”.
وأردفت “ونحن نفتح للعالم سماء أخرى في المنامة، نفسح للثقافات المختلفة متسعاً، نبقي صلتنا بامتدادنا الحضاري والتاريخي ونطال سماء المستقبل في مملكة البحرين التي تحتضن المعرض الفني لواحدة من أكثر المجموعات الفنية العربية أصالة ومعاصرة”.
كما أشارت إلى أن مجموعة المنصورية عززت حضور الفن كوسيلة للتعبير وأداة للتواصل. وأوضحت أن المجموعة قفزت بالفن السعودي إلى قلب القضايا المعاصرة عبر ممارسات توثيقية، تثقيفية، وتشكيلية”. مضيفة أنها تعمل على تكريس حضورها كواجهة حقيقية لتطور الحركة التشكيلية السعودية في السنوات الأخيرة.
ويجسد معرض “الفن السعودي الحديث والمعاصر، مجموعة المنصورية” تطور ونشوء الفن السعودي المعاصر من ستينيات القرن العشرين إلى وقتنا الحاضر من خلال أعمال 30 فناناً، وتتنوع الأعمال المختارة لهذا المعرض بين اللوحات والمنحوتات وفن الخط العربي والفيديو، كاشفة بذلك عمق وحيوية الفن السعودي.
يذكر أن مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع قامت بتأسيسها صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت ماجد بن عبد العزيز، بهدف الإشراف على أعمال الفنانين السعوديين وتوجيهها والتوثيق لها وعرضها ونشرها وجمعها، لتصبح بذلك المنصورية مورداً هاماً لكل الفنانين والباحثين والمتلقين للفن في السعودية على حد سواء. كما تشكل “مجموعة المنصورية للفن السعودي الحديث والمعاصر” الواجهة العامة للمؤسسة. فهي ترمي أولاً إلى تقديم الفن السعودي للجمهور، كما أنها توفر سجلاً متكاملاً ومتميزاً للحركة التشكيلية السعودية وتطورها على مر السنين.
العدد 4444 - الخميس 06 نوفمبر 2014م الموافق 13 محرم 1436هـ