قال استشاري الأمراض الجلدية حسين جمعة، إن مشكلة الصلع تهدد قرابة نصف البحرينيين، من الجنسين، مستنداً في ذلك إلى ما أسماه «النسب العالمية في هذا الشأن واتساق الشأن المحلي معها، وعلى المشاهدات والملاحظات العامة».

ونبَّه إلى أن الفترة الأخيرة سجلت أعداداً متزايدة من إقبال البحرينيين على عمليات زراعة الشعر، تحديداً في إيران وتركيا.

من جانبه، قال استشاري الطب النفسي طارق المعداوي: «إن للتوتر النفسي تداعياته وتأثيراته التي يتركها على الجلد بصورة عامة»، متحدثاً في هذا الإطار عن «مصطلح الأمراض النفس جسمانية، وهي نوع يشتمل على كبت وصراع نفسيين، لا يستطيع الإنسان التعبير عنهما، فيقوم الجسد بذلك بدلاً منه». وأوضح أن «الجلد ويشمل الشعر أيضاً، أبرز المتضررين جراء ذلك، من خلال تعبيره عن الحالة النفسية لينعكس ذلك على هيئة التهاب الجلد والمعروف بالأكزيما إلى جانب تساقط الشعر».

المواطنون يحجون لتركيا وإيران لاستعادة بريق شعورهم

أطباء: الصلع يهدد نصف البحرينيين... والإقبال يتزايد على عمليات زراعة الشعر

الوسط - محمد العلوي

قبل 10 أعوام، تفاجأ المواطن سيدشبير سيدحسين العلوي، العائد من أداء فريضة الحج في العام 2005، بتوقف شعر رأسه عن النمو، وذلك بعد حلقه بالكامل بحسب مقتضيات الحج لأول مرة.

«ليس هذا فحسب، بل إن ما كان موجوداً من شعيرات، بدأت بالتساقط هي الأخرى، الأمر الذي حدا بي للتفكير جدياً في إجراء عملية لزراعة الشعر»، يقول العلوي.

ويضيف «على إثر ذلك، توجهت قبل نحو أسبوعين لمدينة شيراز في إيران، وذلك بعد دراسة مستفيضة عن أماكن العلاج في المنطقة ومقارنتها من حيث الأفضل والأكثر خبرة ومهارة، إلى جانب الاطلاع على تجارب الكثير من الأصدقاء ممَّن سبقوني في إجراء هذا النوع من العمليات».

العلوي الذي ضحى بـ 720 ديناراً للحصول على شعر جديد، و100 دينار للأدوية التي سيستخدمها لمدة 6 أشهر، بين أن تكلفة العلاج ليست واحدة، بل تختلف من شخص لآخر، وكل ذلك يعتمد بصورة أساسية على بنك الشعر المتوافر لدى الشخص، حيث تحتسب العيادة التكلفة بحسب الكمية المتوافرة.

وبالنسبة له، يشير إلى أن العملية التي أجراها، تضمنت زرع 12 ألف بويصلة شعرية من بنك الشعر المتوافر لديه.

ورغم ذلك، يعترف العلوي بعدم وجود أية ضمانات لنجاح العملية، «إلا أن تجارب الأصدقاء وكل من التقيت بهم ممن أجروا العملية نفسها، أوجد لدي اطمئناناً، وكانوا هم الضمانة بالنسبة لي»، على حد قوله.

وعبر تجربته، يؤكد على أن إقبال البحرينيين على عملية زراعة الشعر في تزايد، ويضيف «بل إنني لم أتوقع ما شاهدته عيناي وأنا في شيراز، حيث العيادة التي ترددت عليها، تجري نحو 20 عملية زراعة شعر يومياً، معتقداً أن هذا المجال سيفتح في المستقبل القريب أبواباً للاستثمار الطبي في البحرين وفي منطقة الخليج بشكل عام.

جمعة: الصلع مشكلة يمكن استدراكها

إلى ذلك، تحدثت «الوسط»، مع استشاري الأمراض الجلدية حسين جمعة، والذي أكد أن مشكلة الصلع تهدد قرابة نصف البحرينيين، من الجنسين، مستنداً في ذلك على ما أسماه «النسب العالمية في هذا الشأن واتساق الشأن المحلي معها، وعلى المشاهدات والملاحظات العامة».

جمعة الذي يعتبر أن المشكلة قابلة للعلاج، يبين أن ذلك مرهون بالاكتشاف المبكر لها، وأن تأخير ذلك سيحصر الحل في زراعة الشعر، موضحاً أن المشكلة لها 7 مراحل، تبدأ الأولى بعد سن المراهقة مباشرة، وتتمثل في التساقط التدريجي للشعر في مقدمة الرأس، وتنتهي بتساقطه من بداية الرأس لنهايته، حتى يبقى في منطقتي الجانبين فقط.

وينوه بتفاوت الناس في ذلك، فمنهم من تتساقط منه كمية كبيرة من الشعر بعد سن المراهقة مباشرةً وهنالك من يصمد حتى سن الثلاثين أو الأربعين، ومع الوصول لسن الخمسين تكون صورة الصلع التام قد اتضحت.

وذكر أن مشكلة الصلع ليست بالجديدة على البحرينيين، والفرق أن الناس بدأت تهتم وتعلم بوجود العلاج، متطرقاً في هذا السياق لمعتقدات خاطئة يحملها البعض، «فهنالك من يعتقد أن لبس الغترة أو القبعة أو حتى استعمال الجل، له دور في تساقط الشعر، وهو اعتقاد خاطئ ودليلنا على ذلك أن التساقط لم يشمل جميع منطقة الرأس».

وبحسب جمعة، فإن السبب الرئيسي لمشكلة الصلع يكمن في الجانب الوراثي، وهذا الأمر يشمل الأبوين، لافتاً إلى أن النساء معرضات للمشكلة نفسها، ولكن بدرجات أقل، بحيث تقل كثافة الشعر من مقدمة الرأس حتى الوسط، وتتشابه مع الرجل في وقت ظهور المشكلة، والتي تبدأ عند المرأة بعد سن المراهقة حتى سن الأربعين.

وبجانب ذلك، ذكر جمعة أن أسباب الإصابة بالصلع ليست محصورة في الجانب الوراثي، مؤكداً أن البرامج الغذائية القاسية قد تؤدي إلى تساقط الشعر لدى الرجال، تحديداً حين يبتعد الشخص عن أكل البروتينات أو أكل الخضراوات والفواكه، والتي تشتمل على جينات مهمة لنمو الشعر.

وأضاف «هنالك أيضاً الأمراض المزمنة والتي تؤثر بشكل عام على نمو الشعر، وليس في الرأس فقط، إضافة إلى بعض الأدوية التي يتناولها رياضيو كمال الأجسام لتنمية العضلات فهي كذلك تتسبب في تساقط الشعر».

كما قال إن للعوامل النفسية دوراً في ذلك، وخص بالذكر الأحداث التي تترك ألماً نفسياً عميقاً، غير أنه بيَّن أن ذلك لا يصنف في خانة المرض وقد لا يتطلب علاجاً، على اعتبار أنه قد يكون مؤقتاً في أغلب الأحيان.

بحرينياً، أوضح جمعة أن العامل الوراثي هو السبب الرئيسي في ظهور مشكلة الصلع، ثم سوء التغذية خصوصاً بين النساء اللاتي يتبعن حمية غذائية أو ممن يمتنعن عن أكل اللحوم.

وبيَّن أن البحرينيين، خصوصاً ممن هم دون سن العشرين بدأوا في البحث عن علاج لمشكلة الصلع، أما من هم أكبر من ذلك فالغالب هو عدم درايتهم بوجود علاج لذلك، ويعتقدون دائماً أن العلاج محصور في زراعة الشعر، ويتداخل مع ذلك رغبة الناس في الحلول السريعة.

ونبَّه إلى أن الفترة الأخيرة سجلت أعداداً متزايدة من إقبال البحرينيين على عمليات زراعة الشعر، تحديداً في إيران وتركيا، والتي تجرى بأسعار معقولة نسبياً، وبطرق أسهل وأسرع مما كانت عليه في السابق، والتي كانت تتسبب بصداع للشخص المعالج، أما الآن فيتم سحب الشعر بجهاز خاص ثم تجرى بعدها الزراعة في الأماكن المطلوبة.

وتوقع جمعة أن تشهد البحرين خلال السنوات المقبلة، نمواً لهذا النوع من العمليات، والتي ستجد طلباً كبيراً.

التوتر وسقوط الشعر... سبب ونتيجة

من جانبه، قال استشاري الطب النفسي طارق المعداوي: إن للتوتر النفسي تداعياته وتأثيراته التي يتركها على الجلد بصورة عامة، متحدثاً في هذا الإطار عن مصطلح الأمراض النفس جسمانية، وهي نوع يشتمل على كبت وصراع نفسيين غير محلول، لا يستطيع الإنسان التعبير عنه، فيقوم الجسد بذلك بدلاً منه.

وأوضح «الجلد ويشمل الشعر أيضاً، هو أحد أبرز المتضررين جراء ذلك، من خلال تعبيره عن الحالة النفسية لينعكس ذلك على هيئة التهاب الجلد والمعروف بالأكزيما إلى جانب تساقط الشعر»، لافتاً إلى أن هذا الأخير يعتبر من الأعراض التي تؤشر على وجود صراع نفسي داخلي ومشكلة نفسية».

وتحدث المعداوي عن وجود هذه المشكلة بين البحرينيين، موضحاً أن كثيراً من المرضى المترددين على العيادات النفسية ومن الجنسين، يشكون من مشكلة تساقط الشعر في بعض الأحيان، قبل أن يستدرك ليبيَّن أن هذه الحالات موجودة بشكل ملحوظ ولا تمثل ظاهرة.

وعن الحلول التي يقترحها فيما يخص الجانب النفسي، قال: «المعالجة تطال الأصل لا الفرع، وبداية ذلك تتم عبر التأكد من عدم وجود مشكلة غير عضوية وراء تساقط الشعر، لنبحث بعد ذلك في السبب النفسي الذي أدى للمشاكل الجسمانية، وصولاً لحل المشكلة النفسية والسيطرة على الأعراض ومعالجة المشكلة من جذورها».