كان ثوار كربلاء خلاصة الخلاصة، ونخبة النخبة، في تلك الحقبة المضطربة من حياة المجتمع الإسلامي، حيث كانت الدولة الجديدة تتحوّل سريعاً من نظام حكم عادل إلى امبراطورية يحكمها الاستبداد.
لم تكن هذه الفئة القليلة التي اختارها الله لأداء دور ريادي في التاريخ الإسلامي، وجِلَةً أو متردّدة، ولم يخالجهم الخوف أو الجزع وهم يواجهون جيشاً جراراً يدركون أنه سيجهز عليهم خلال ساعتين من الزمن.
ولم يكن قائد الثوّار يجهل موازين القوى في عصره، والدوافع التي تتحكم في نوازع الناس، فالدنيا - كما قال بوضوح - «لعقٌ على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم فإذا مُحّصوا بالبلاء قلّ الديانون». ولم يكن الإمام مخدوعاً، ليُقال إن أهل الكوفة خدعوه بوعودهم، فقد عاش بين أظهرهم خمس سنوات، فترة خلافة أبيه (ع)، فهو على معرفةٍ تامةٍ بمجتمع الكوفة وطواياه، ودسائس قياداته ونوازعهم ومطامعهم ورؤوسه التي تُباع وتُشترى بالمال.
كان الحسين (ع) يعرف ما يريد، وينظر بعيداً إلى المستقبل، وكان يردّ على من قدّموا له النصائح، الصادقة أو المغشوشة، ردوداً دبلوماسية من نوع: «شاء الله أن يراني قتيلاً»، وحين يشيرون عليه بالإبقاء على النساء والخروج إلى العراق وحده، يجيب: «شاء الله أن يراهن سبايا». كان يعرف ما يريد، ومصممٌ على تنفيذه، والمضي حتى آخر الشوط، حيث رسم للرجل والشاب، والمرأة والطفل والشيخ، أدوارهم.
كان يعرف جيداً أيضاً، شراسة العدو ودمويته، وعدم تردّده في ارتكاب أية جريمة للوصول إلى مبتغاه. لم يكن لدى الحكم أي رادع من أخلاق أو مبدأ أو ضمير. ولذلك احتاط لنفسه فلبس سروالاً ممزقاً قد يُزهد فيه، لمعرفته أن العدو لن يتورّع عن سلبه وقطع خنصره من أجل خاتم.
لم يكن يريد الهروب من مواجهة الواقع المنحل، ولم يأخذ بنصيحة من نصحه بالذهاب إلى اليمن للتحصّن بجبالها والعيش مع أسرته آمناً. لم يكن يفكّر في الخلاص الفردي، وإنما يفكّر في إنقاذ أمةٍ مستباحَةٍ مسلوبة الإرادة تُقاد كالقطعان، وتُبايع كالعبيد. كانت تلك هي رسالته، ولذلك أعلنها بوضوح: «من لحق بنا استشهد، ومن تخلّف عنا لم يبلغ الفتح». لقد كانت رسالة بالغة الوضوح: كربلاء طريق كرامةٍ وشهادة... وليست مشروع حكم وسلطان.
كانت معركةً خاطفةً سريعةً، وقصيرةً جداً، لكنها تركت تردداتها تدوي في أذن الدهر، تهز الضمائر والنفوس. والفظاعات التي ارتكبت خلال هذه الفترة القصيرة من الزمن ظلت مادةً تتناقلها الأجيال، فلا تكاد تصدّق ما جرى من هول ما جرى. وما يزيدها فظاعةً أنها ارتكبت بحقّ أسرة النبي (ص) الذي أوصى القرآن الأمة بحفظه في ذريته ومودة قرباه، أجراً للرسالة، ولكن هذه الوصية لقيت آذاناً صماء.
تفاصيل ما جرى مثّلت مشاهد مؤلمة تهز الضمير والوجدان، حتى وأنت تقرأها شعراً أو نثراً بعد مرور كل هذه القرون. لوحات تبدأ بحصار مجموعةٍ من الخيام في صحراء، وقطع الماء عنهم، وقتل الثوار مجموعات صغيرة أو أفراداً، ثم الهجوم على الخيام لحرقها مع حلول الظلام، وذعر النساء وفرار الأطفال في الصحراء.
كانت كربلاء قمّة ما بلغته السياسة الأموية من البشاعة والبربرية والاستهتار، لتبدأ مرحلة طويلة من الظلم والظلام.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4441 - الإثنين 03 نوفمبر 2014م الموافق 10 محرم 1436هـ
محمد وأهل بيته فقط .
وهل يفتخر بحضارة زائلة قامت على غير دين الله عز وجل وقتلت وإستحلت من حرم الله ماإستحلت ؟؟!!
وحتى أمريكا اليوم واليهود نسو ما فعلو بأهل الأرض الأصليين وما فعل أجدادهم فهل يحق لهم أن يفتخرو بمجازرهم وإستعبادهم لبني البشر ؟؟!! .
السلام على الامام الحسين ع و أهل بيته و أصحابه لولا واقعة كربلاء ل اختفى الاسلام و تعاليمه ... ام محمود
قال الرضا ع : ان المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال فاستحلت فيه دماؤنا وهتك فيه حرمتنا وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا وأضرمت النيران في مضاربنا وانتهب ما فيها من ثقلنا ولم ترع لرسول الله حرمة في أمرنا ان يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا واذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء وأورثنا الكرب والبلاء الى يوم الانقضاء فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فان البكاء عليه يحط الذنوب العظام ثم قال كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يُرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام فإذا كان يوم العاشر كان يوم
ما جاء في الخبر
كيف لا تكون كربلاء أكبر وأعظم ثورة وملحمة وهي التي ستخطف الأنظار يوم القيامة وتكون فيها أكبر محكمة للخلق .
الحضارة
بيننا أسس الأمويين و من بعدهم العباسيين أعظم دولتين في تاريخ العرب و المسلمين لم يعرف عن اعدائهم انهم شيدوا كوخ في غابه
اكثر من 1400 سنة ولازالت ذكرى الحسين باقية حتى يخرج قائم اهل البيت
اكثر من 1400 سنة ولازالت ذكرى الحسين باقية حتى يخرج قائم اهل البيت
شفناها بالعين كربلاء يا حسين
نعم شفناها بالعين خاصة بالاحساء البارحة
سلام الله عليك يااباعبدالله
التاريخ يعيد نفسه في الان
لاحول ولاقوة الا بالله..
نعم انها معركة خالدة والعبر المستخلص منها تحتاج لسنوات لتدرس
عظم الله لكم الاجر وثبتكم على موالات محمد وال محمد والبرائة من قاتليهم الى يوم الدين
اشلون تفهم الجهلاء المخ ضارب
يا سيد مهما قلت ومهما كتبت فهناك فئة عمياء البصيرة مصرة على أن ننسى أحداثاً قديمة وكأننا نتكلم عن فيلم أو مسرحية من تأليف أحد الكتاب ونسوا أننا نتكلم عن أعظم ملحمة في التاريخ والمضحك في الأمر أنهم يتحدثون بما لا يفقهون فأين أنتم من الإمام الحسين عليه السلام وماذا تعرفون عنه ولكن نحن من تشرب هذه المعرفة من الصغر ولكني استنثني المفكرين والعقلاء من كل الملل الذين درسوا ثورة الحسين بكل أبعادها ومبادئها فلهم الحق التحدث عنها أما الجهلاء فخير لهم السكوت ومأجورين
ياحسين
عليك مني سلام الله ابدا مابقيت ومابقي الدهر يا ابا عبد الله…...
غريب الرياض
السلام على الوتر الموتور
معجزة بقاء ذكرى ثورة الحسين ع و صداها كمهاجرة القران. ثورة هي الانبل و ملهمة لكل ثوار الحق و العدل في التاريخ.
كلنا من هنا سنكون حسينيون الهوى و السلوك. ان شاء الله كلنا نتبع اخلاق الحسين و صفات الحسين فعلا و قولا