سِيروا بِمُصْلَتِ خِنجرٍ ومُهنَّدِ
بحجارةٍ وأسنَّةٍ ومُـحدَّدِ
برماحكم، وعصيِّكم وقسيِّكم
تعلو بسهمِ مُثـلَّثٍ مُتوقِّدِ
ولتشحذوا أحقادكم وسيوفَـكم
ولتحشدوا للحربِ كلَّ معربــدِ
سِيروا يَسوقُكمُ غِلاظُ جنودِكم
وفظاظُكم سَوقَ الجُفاةِ الحُسَّدِ
ولتصحَبُوا للحربِ كلَّ مُشوَّهٍ
مُتجرِّدٍ من أصلِهِ... ومُعـقّدِ
ولتزحفوا (للطف)... حيث (جهادكم)
أن تقتلوا... سبطَ النبيِّ مُحمَّد
ذاك الحُسينُ... وأهلهُ وعيالهُ
عددٌ يكادُ...على الأصابعِ في اليدِ
ما عِندَهُ ما عِندَكم مِنْ عُدَّةٍ
ما عندَكم ما عِندَهُ... مِن مَحتَدِ!
ما عنده غدرُ الضباعِ ولم يعِدْ
نصراً، ويخلف منه صدقَ الموعدِ
هذي رسائلكم...»تعال فإنما
تُقدمْ على جـيشٍ إليكَ مُجنَّدِ»
تلكم رسائلكم وتلك عهودكم
أضحَتْ «بِمُلكِ الرَّيِّ» غفلةَ مُجتدي!
شتّان بين صَغاركم وشموخهِ
ما بين عتمةٍ جهلكمْ والفرقدِ
ما سار - لما قام - سيرَ مُحارِبٍ
مُتمرِّدٍ... مُتوَعّدٍ... مُتهَـدِّدِ
بل جاءَ يمددُ بالسلامِ جناحهُ
في رحمةٍ وتحنُّنٍ وتودُّدِ
ودعاكم... وأراد حِفظَ حياتِكم
لو كان فيكم من يعي أو يهتدي
قد جاء موعدة الكرامة والإبا
سِلماً، ولكن لم يني أو يقعدِ
زحفوا فما انقشع الغبارُ ولا سجى
حيناً - ولا سُمِعَ الأذانُ بمسجدِ
هو ذا الحسين ولم يزل في كربهِ
يَعِظُ العداة بمسمعٍ و بمشهدِ
يلقى الجراحَ بعزّة وشجاعةٍ
لله مِنْ ظامٍ غريبٍ مـُفردِ!
أضحى و(عُسلانُ) الفلاةِ تُحيطه
وبكل موغلة الخساسةِ تعتدي
هذا بصارمهِ، وذا بسنانهِ
يهوي، وثالثُ بالأظافرِ واليدِ!
وسهامُ حرملةٍ أغصُّ بذكرِها
فكأنها في القلب جمرةُ موقد
ودع (الحُصينَ) وصخرةً يرمي بها
وجه (الحُسينِ) بمهجةٍ من جلمدِ والواثبون لسَـبّهِ ولضربهِ
والسالبون بِخسَّةٍ ما يرتدي
والباترون - لخاتمٍ منهُ - اصبِعاً
والغاصبون عمامةً لمُحمَّدِ
والقادِمُونَ على الجيادِ لرَضّهِ
ولنشرهِ مزقاً على التربِ الصدي
والغائرون على الخيامِ لحرقها
ولغصبِ ثكلى ما لها من مُنجدِ
والشامتون بآلهِ و حريمهِ
والساكتون... فما لهم من سـيِّدِ!
جابر علي
إذا كانت مصيبة مقتل الإمام الحسين (ع) لاتزال تتصدر مجالس خطباء المنبر الحسيني وتتداولها أقلام المؤرخين والكتاب المخضرمين في كتبهم يوماً بعد يوم ما يعني أن هناك شركاء آخرين اليوم ساهموا مع قاتلي الإمام الحسين بالأمس وما يسمّونهم بالجدد بأساليبهم العنادية والخرافية رغم فتاوى كبار المراجع!
كما جاء كتاب الملحمة الحسينية للمطهري أن عبيدالله كان قد طلب من عمر بن سعد أن يعطيه الأمر الصادر بقتل الحسين، يعني من الذي أمره بقتل السبط (ع) وأن اللعين الآخر لم يعطِه إياه!
ونقل أيضاً أن مرجانة وهي أم زياد قد قالت أيضاً «يا خبيث قتلت ابن بنت رسول الله، والله لا ترى الجنة أبداً! وأن هند زوجة يزيد حينما سمعت بمقتل الإمام الحسين وقد جيء برأسه بين يزيد فتقنعت بثوبها وخرجت وقالت أهذا رأس ابن فاطمة بنت رسول الله؟ وهي مستنكرة الفعل والأشد من ذلك أن معاوية بن يزيد قام وخلع نفسه من منصب الخلافة وصار يلعن يزيد وأباه معاوية!
إذن إذا كانوا اليوم ضعاف النفوس والإيمان أيضاً مازالوا يصرّون على أفعالهم وأساليبهم والتي تغضب الله والرسول وأهل بيته والذين يوازون في عملهم مع من مارس قتل فلذة كبد الرسول (ص) وهم يتبرأون من مقتل السبط! فمن المسئول الأول والأخير عن مقتل الإمام الحسين؟
أبا عبدالله الحسين... لا يوم كيومك
سيدي... أبا عبدالله الإمام الحسين (ع)... ما أروعك... وما أكبر شأنك ومنزلتك عند الله!
سيدي... صلت على جسدك سيوف الغدر في بدر وحنين ورماح الفساد الأموية! وهل هناك أشد سيفاً من سيف الشمر اللعين الذي قطع أوداج نحرك الشريف قطعة قطعة! وهل هناك أشد حجر من حجر أبي الحتوف الجحود التي شقت جبهتك الشريفة!
تقوست أقواساً ونبالاً في وجه المارقين! وهل هناك أعظم قوس من قوس الشمر المثلث الخؤون الذي مزق قلبك الشريف!
يومها وقفت في وجه الفاسدين حتى صاروا أصفاراً وأقزاماً! كنت كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك حين استغاثوا بك يوم عاشوراء!
كنت كوكباً يتلألأ بين السيوف والأقواس والنبال والأقوام والأقزام حتى سمَّاك الله ونصرك الله منهم!
تصبرت على الشدائد والمحن!
تعاليت فوق المتكبرين الشياطين وسموت بنفسك رحمة وإنسانية للعالمين حتى صرتَ قبلة للزائرين ولجميع المسلمين فوحدتهم تحت راية الإنسانية النبيلة بدمك الطاهر الذي لا ينبض حياة وجهاداً وتضحية ضد الطغاة الجبناء!
مهدي خليل
حروب وصراعات لم تنته إلى أن يرث الله الأرض و من عليها، ألم يكف ما تم تقسيمه بإعلان معاهدة سايكس بيكو السرية في 16 مايو/ أيار 1916م، فلسطين تحت الانتداب البريطاني ثم تسليمها لليهود على طبق من ذهب، لواء الإسكندرون السوري بميناه المطل على البحر المتوسط المحافظة الخامسة السورية يسلم إلى تركيا، الآثار الشامية التاريخية، المساجد الأثرية الكنائس أضرحة أزيلت من فوق الأرض.
في مقالة في صحيفة الحياة اللندنية بتاريخ 23 سبتمبر/أيلول 2013 رصد إبراهيم العريس حوادث وحروب وقعت في تاريخ العالم الإسلامي قال بعد مقتل الإمام علي، وبسط أحوال وقيام الفتنة واستئثار بني أمية بالخلاقة وخروجها من أهل البيت، ومقتل الإمام الحسين وأهل بيته في كربلاء، استأثر الأمويون بالسلطة وحولوها إلى ملك عضوض بالتوارث بعد ما كانت شورى كما يقول البعض.
من هنا كان لابد من ثائر منقذ، إصلاحي لكي لا يستفحل استئثار الغير بمقدرات الأمة، فلم يكن غير حسين بما يمتلك من مقومات ومعطيات النهضة ليصحح الوضع ويسترد الإسلام عافيته.
لماذا الثورة (الحركة)؟ الثورة على الدوام تعبر عن فساد في الحكم ونضج في الناس، والثورة تصحيح ما فسد في جهاز حكم ما فاضطر الناس إلى الثورة ليصحح ويضحي، إن الإسلام واضح في كل الثورات، ليس من أجل قلب نظام حكم أو ثروة بل الثورات على القيود التي تمنع العقل من التفكير، أو تفرض جماعة خاصة تستأثر بالموارد وإليها ترد الأمور ومن الإسلام انطلقت الدعوة إلى تحرير الفكر البشرى من الوثنية، وانطلقت الدعوة إلى التحرر من طغيان الظلم وعدم الخضوع لجور المستبدين والتخلص من عبادة البشر (الرق).
من هذا المنطلق أعلن ثورته من واجبه الشرعي الذي لم يستهدف نصراً آنياً أو اقتناص حكم أو الاستيلاء على ثروة، استهدف هو وأصحابه بعث الحياة في الأمة لتمارس فعل الرفض لكل ما يمس كرامتها وإنسانيتها.
علوي محسن الخباز
العدد 4440 - الأحد 02 نوفمبر 2014م الموافق 09 محرم 1436هـ