افتتح الفنان جعفر العريبي أخيراً معرضه المندرج تحت مسمى (الثابت والمتحول) بمساحة الرواق للفنون بمجموعة أعمال مختلفة في الصيغة والطرح بين الرسم والتلوين وأخرى تتعلق بمنظومة الفنون غير التقليدية التي أخذت جوانب جدلية مهمة في تسارع الطروحات الفنية خلال السنوات الأخيرة مما أعطى زخماً بالغ الأهمية لمعرض العريبي من جانب ومن جانب آخر أبرز تحدي الفنان لمواكبة الأطروحات الحديثة.

من خلال رحلات العريبي الفنية والتصاقه مباشرة بالثقافات المختلفة ترسخت عنده تحديات الفنان الأكثر حماساً في التعبير الجدلي عن الأطروحات الفنية المواكبة للتغيير والتجديد، وهذا ما لحظناه منذ رحلته الأولى إلى فرنسا منذ سنوات، مروراً برحلاته المتعددة للدول الغربية، حيث قدم في هذه الأعمال روحه المتلازمة مع ثقافته المحليه بأطروحات استفزازية وغير اعتيادية، مزجها بين الشعر والأدب، بين الواقع واللاواقع، وقدم أطروحات أخرى تدور من خلال نافذة الزمن لطرح استفهامات كبيرة مطروحة على طاولة النقاش في دائرة مجتمع متعدد الاهتمامات والنظريات. أن تترك ثيمات ورموز استفزازية البحث هو بحد ذاته صيغة استفزازية غير مقروءة وذكية، للإطالة في الولوج في دائرة العمل وخصوصاً مع طرحه الذي يسعى من خلاله لإيجاد حلول أقل ضرراً من السقوط والفشل. ينظر إلى الإنسان على أنه معرض للانتكاسات الملازمة لطبيعية البشرية، ولكن هناك نوافذ مفتحة يمكن الاستعانة بها لإيجاد حلول تسعف الإنسان باستمرار لإيجاد الحلول من منطلق استفزاز العقل اللاوعي.

هل يتطرق العريبي إلى بعض الأعراف والتقاليد التي يجب أن تتغير مع تغير الزمان والمكان؟ أم أنها اختيارات بشرية يتوجب على كل شخص أن يوجد نفسه في المكان المناسب والوقت أيضاً. أبواب الاستفهامات في هذا المعرض متعددة وممتعة كلما دخلت في جانب فتح لك جانب آخر أكثر متعة فقد استطاع العريبي أن يحتوي زوار معرضه على طاولته المستديرة يقلبون أوراق أسئلتهم التي لاتفضي إلا إلى استفهامات أكثر تشعباً واستثارة.

الفنان جعفر العريبي من الفنانين الشباب النشطين في الساحة الفنية والدولية أقام العديد من المعارض الشخصية وله مشاركات متعددة وجوائز.