اعترفت حكومة السويد رسميّاً بدولة فلسطين أمس الخميس (30 أكتوبر/ تشرين الأول 2014)، وهي أول دولة في غرب أوروبا تقوم بذلك الأمر الذي يسلط الضوء على السخط الدولي تجاه عملية السلام المعلقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقالت وزيرة الخارجية السويدية مارجوت فالستروم للصحافيين إن حكومتها تأمل أن يؤدي هذا إلى تحريك الأوضاع من جديد.
وأشاد الرئيس الفلسطيني بهذه الخطوة، بينما انتقدتها إسرائيل واستاءت منها الولايات المتحدة.
وعلى إثر ذلك، استدعت إسرائيل سفيرها في استوكهولم للتشاور.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إيمانويل نحشون: إن «هذا الأمر يثير فعلاً استياءنا وانزعاجنا حيال قرار لا طائل منه، لا يساهم في إمكان العودة إلى المفاوضات».
ميدانيّاً، قتلت الشرطة الإسرائيلية أمس (الخميس) فلسطينيّاً يشتبه في أنه أطلق النار الأربعاء على أحد قادة اليمين المتطرف الإسرائيلي وتسبب في جرحه وأعلنت منعها للمصلين المسلمين من دخول المسجد، وفي وقت لاحق قررت إعادة فتح المسجد مع منع الرجال الذين تقل أعمارهم عن خمسين عاماً من دخوله.
استوكهولم، القدس - أ ف ب
أصبحت السويد أول دولة في غرب أوروبا تعترف بدولة فلسطين في مبادرة رحب بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووصفها بـ «الشجاعة والتاريخية» فيما اعتبرتها واشنطن «سابقة لأوانها».
وقد اعترفت حوالى 135 دولة في العالم بدولة فلسطين بحسب السلطة الفلسطينية، بينها سبع دول أعضاء حالياً في الاتحاد الأوروبي هي تشيكيا والمجر وبولندا وبلغاريا ورومانيا ومالطا وقبرص إلى جانب هذه المملكة الواقعة في الهضبة الاسكندينافية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل ابو ردينة لوكالة «فرانس برس» إن الرئيس عباس «يرحب بقرار السويد» ويصفه «بالشجاع والتاريخي».
وكان الإعلان عن هذا الاعتراف مطلع أكتوبر/ تشرين الأول قد استقبل بالتشكيك من قبل إسرائيل والولايات المتحدة التي اعتبرته «سابقاً لأوانه».
وقال ليبرمان في بيان صادر عن مكتبه «قرار الحكومة السويدية الاعتراف بدولة فلسطينية قرار مؤسف من شانه فقط تعزيز العناصر المتطرفة وسياسة الرفض لدى الفلسطينيين».
وقالت وزيرة الخارجية السويدية مارغو فالستروم في مقال نشرته صحيفة «داغينز نيهيتر» إن «الحكومة تتخذ اليوم قرار الاعتراف بدولة فلسطين. إنها خطوة مهمة تؤكد حق الفلسطينيين في تقرير المصير».
وأضافت «إن الحكومة تعتبر أن معايير القانون الدولي لاعتراف بدولة فلسطين قد استوفيت»أي أرض «ولو بدون ترسيم حدود»، شعب وحكومة، معربة عن أملها «في أن يدل ذلك الآخرين إلى الطريق».
وكتبت «أخشى أن يأتي (هذا القرار) متأخراً جداً وليس مبكراً جداً».
وفي وقت لاحق استدعت إسرائيل سفيرها في ستوكهولم للتشاور.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ايمانويل نحشون لوكالة «فرانس برس» إن «هذا الأمر يثير فعلا استياءنا وانزعاجنا حيال قرار لا طائل منه لا يساهم في امكان العودة الى المفاوضات».
واضاف المتحدث انه تم استدعاء السفير إسحق بشمان الذي يتولى منصبه منذ العام 2012 لفترة غير محددةوكتبت وزيرة خارجية السويد «لن ننحاز لأي طرف (...) آمل ان تتلقى إسرائيل ذلك بطريقة متوازنة وبناءة».
الى ذلك، قررت السويد زيادة مساعداتها للفلسطينيين بمبلغ 500 مليون كورون (54 مليون يورو) بحيث تصبح قيمتها خلال خمس سنوات 1,5 مليار كورون. وللسويد قنصلية عامة في القدس.
ميدانياً، قتلت الشرطة الإسرائيلية أمس (الخميس) فلسطينياً يشتبه بأنه أطلق النار الأربعاء على أحد قادة اليمين المتطرف الإسرائيلي وتسبب في جرحه وأعلنت منعها للمصلين المسلمين من دخول المسجد الأقصى في خطوة وصفتها الرئاسة الفلسطينية «بمثابة إعلان حرب».
ويأتي الهجوم بينما يتفاقم التوتر في المدينة المقدسة بعد أشهر من مواجهات يومية بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة.
وقال الناطق باسم الشرطة، ميكي روزنفيلد لـ «فرانس برس» إن «الفلسطيني الذي كان المشبوه الوحيد في هجوم مساء الأربعاء تم القضاء عليه في منزله في حي ابو طور في القدس من قبل وحدة للقوات الخاصة للشرطة في تبادل لإطلاق النار». وذكرت مصادر فلسطينية أن الفلسطيني الذي قتلته الشرطة يدعى معتز حجازي.
وبحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية فإن حجازي قضى 11 عاماً في السجون الإسرائيلية لقيامه «بأنشطة إرهابية».
وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو الخميس «بزيادة مهمة» في أعداد رجال الشرطة الذين سيتم نشرهم في القدس.
وافاد بيان صادر عن مكتب نتنياهو «أمرت بزيادة مهمة في القوات بالإضافة إلى الوسائل (التي سيتم توفيرها لهم) لنتمكن من ضمان أمن القدس والإبقاء على الوضع الحالي في الأماكن المقدسة».
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية إغلاقها للمسجد الأقصى ومنع المسلمين من الدخول إليه.
وقالت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية، لوبا السمري لوكالة «فرانس برس» إن دخول «جبل الهيكل (باحة الأقصى) محظور حتى إشعار آخر على كل الزوار وبصورة استثنائية على المسلمين الذين جاؤوا للصلاة بسبب التوتر الحالي». وفي وقت لاحق قررت إسرائيل إعادة فتح المسجد مع منع الرجال الذين تقل أعمارهم عن خمسين عاماً من دخوله، بحسب ما أعلنت الشرطة.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري إن القرار سينفذ فوراً.
وقد طالبت الولايات المتحدة أن يسمح لجميع المصلين المسلمين بدخول المسجد الأقصى ودعت جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس إزاء تصاعد التوتر.
العدد 4437 - الخميس 30 أكتوبر 2014م الموافق 06 محرم 1436هـ