امتلكت الأفلام ثلاثية الأبعاد شعبية كبيرة منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وبلغت ذروتها مع عرض فيلم «أفاتار» بالأبعاد الثلاثية في ديسمبر 2009. وعلى رغم أن هذه التقنية وجدت منذ خمسينات القرن الماضي، إلا أنها تلاشت بعد ذلك؛ نظراً للكلفة العالية للأجهزة والعمليات اللازمة لإنتاج وعرض فيلم بالأبعاد الثلاثية.

فإنتاج أفلام الـ «ثري دي» يستلزم تسجيل الفيلم كرؤية من منظورين، وهذا يتم إما بكاميرا فيديو أو بواسطة الكمبيوتر، كما يستلزم أجهزة خاصة لإسقاط وعرض الصور المتحركة، إضافة إلى ارتداء المشاهدين نظارات تزودهم بالعمق الوهمي؛ ليشعروا وكأنهم أحد أبطال الفيلم وليسوا مجرد مشاهدين سلبيين لهُ.

وتزامنت مع اشتهار هذه الأفلام أسئلة حول مدى تأثير تلك الأفلام على صحة البشر، سواء على صحة أعينهم من جراء لبسهم النظارة الخاصة أو على عمل أدمغتهم من جراء إرباكها بملاحقة الصور المتحركة وتحليلها.

وتؤكد الأكاديمية الأميركية لطب العيون أنه لا توجد دراسات طويلة الأمد أو نظريات قاطعة تؤكد تأثير الأفلام ثلاثية الأبعاد على النظر، إلا أنه يُنصح بأخذ استراحة من الفلم حالما يشعر الشخص بالانزعاج، سواء بالصداع أو الدوار، أو عندما تظهر لديه مشكلة في التركيز أو إدراك الدماغ، فالتقنيات المستخدمة لصنع البعد الثلاثي تسبب انزعاجاً للناس حتى لو كانت لديهم الرؤية طبيعية.

وتضيف الأكاديمية أنه إذا كان الطفل يشعر بالصداع والتعب وعدم القدرة على الرؤية بوضوح عند استخدام المنتجات الرقمية ثلاثية العيون فربما هذا يشير إلى أن لديه اضطراب الرؤية أو العين مثل حول أو انحراف، ما يستوجب أن يُعطى امتحاناً شاملاً من قبل طبيب العيون، وذلك لا يعني أن المنتجات الرقمية ثلاثية الأبعاد هي ما سبب له تلك الاضطرابات.

ربما قرأت تحذيرات على ألعاب الفيديو ثلاثية الأبعاد بأنها غير مسموحة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات، ولكن الأكاديمية الأميركية لطب العيون ترى أنه لا توجد أدلة قاطعة تثبت تأثر رؤية الأطفال أقل من 6 سنوات، ولكن تأتي تحذيرات صانعي الألعاب عن القلق وعن إبراء مسؤوليتها.

وينصح الأطباء مشاهدي الأفلام ثلاثية الأبعاد باختيار مكان وسط في السينما، ما يقلل الجهد على العين، فالجلوس في جانب القاعة يجبر الدماغ على بذل جهد مضاعف لمطابقة الصورتين القادمة من العين اليسرى والأخرى القادمة من العين اليمنى، كما ينصح بتناول الكثير من الماء أثناء العرض.