العدد 4436 - الأربعاء 29 أكتوبر 2014م الموافق 05 محرم 1436هـ

المطبخ الهندي: «كوكتيل» توابل وديانات

استطاع طباخو الهند تحويل طبق العدس العادي لطبق يستحق التلذذ والإعجاب به، وذلك من خلال تفنن المطبخ الهندي بتركيبة فريدة من البهارات لا تكتمل المائده الهندية إلا بها.

ولا تأتي كلماتنا المادحة لأطباق الهند من منطلق تأثرنا كدولة - البحرين - بالثقافة الهندية، فالمطبخ الهندي واحد من أشهر المطابخ العالمية، وله معجبون حول العالم يتشاركون في حُب الأطباق الزاخرة بالتوابل.

الطبق الهندي مثال للتنوع الثقافي

لقد تأثر المطبخ الهندي بالديانة الهندوسية لدرجة ملحوظة؛ لأنها الديانة السائدة هناك. فتلاحظ الأطباق الهندية تحتفي بالخضراوات بشكل أساس إذا ما قورنت باللحوم، نظراً لحرمة اللحوم في الهندوسية.

ولكن ذلك لن يمنعك من تذوق التنوع الثقافي في أطباق الهند، فتنوع الثقافات والأديان انعكس بشكل جليّ على المطبخ الهندي بحيث تتميز كل بلدة في الهند بأسلوب طبخ مغاير ونكهات خاصة.

فربما تتناول الطبق ذاته في أمكنة عدة، ولكن مظهراً ورائحةً ولوناً ونكهةً مختلفةً تأسرك لوجهة جديدة، ولكن بالتأكيد ستتمكن من هضم كل تلك الأطباق لمذاقها اللذيذ.

وتأثر المطبخ الهندي بالثقافة الإسلامية وذلك ينعكس على أسماء بعض الأطباق مثل الكباب، الكفتة، والبرياني.

بين الشمال والجنوب الهندي

وهنالك اختلاف واضح بين الشمال والجنوب الهندي، نظراً للتغيرات المناخية والتاريخية والجغرافية. ففي الشمال هنالك برودة في الطقس، ما يتطلب الحاجة أكثر للقوت وتناول اللحوم. ويعتبر إعداد الطعام في الشمال أقل حرارة مع البقاء على استخدام البهارات الهندية. إلى جانب ذلك فالأرز هو أقل شعبية من الخبز هناك.

أما إذا كنت من محبي الأطباق الحارة والأطباق النباتية، فالجنوب الهندي سيكون وجهتك المفضلة، كما أن الأرز البسمتي مستخدم هناك بكثرة لتبريد اللسان، ولا تتعجب من عدم وجود أدوات للأكل في الجنوب، فهنالك يكثر تناول الطعام باليد اليمنى.

السر في التوابل

وهنالك عشرة أنواع من التوابل لا يستغني عنها الهنود، وهي الفلفل الحار الأحمر، الهيل الأسود، صمغ الأنجذان، القرفة، التمر الهندي، الكاري، بذور الخردل، الكمون، بذور الكزبره، والكركم.

ويُعتمد على الثالوث المكون من الكمون والكزبرة والكركم في جميع الخلطات الهندية.

وجميع تلك البهارات لها فوائد على صحة الإنسان، فالفلفل الحار الأحمر أو كما يلقب بـ «ملك التوابل»، والذي لا يُستغنى عنه في إعداد الأطباق الهندية، يحتوي على كميات كبيرة من فيتامين «A» و«C»، ولقد ثبت إسهامه في فتح الشهية، خفض الكوليسترول وتخفيف آلام المفاصل والروماتيزم. إلى جانب تنظيف الدورة الدموية ومنع حدوث الجلطات في الدم، وهذا ما يفسر قلة عدد سكان الهند المصابين بأمراض تجلط الدم.

وفي بحث نشرته «المجلة الأميركية للتغذية» تبين أن للفلفل الحار الأحمر يسهم في علاج السكري بنبسبة 60 في المئة؛ لتأثيره على انخفاض معايرة أنسولين الدم.

كما أنه مفيد في خفض معدل الإصابة بسرطان القولون وسرطان المعدة، لذلك نرد الدول الأكثر استهلاكاً للفلفل الحار مثل المكسيك وأميركا أقل إصابة بتلك الأنواع من السرطانات، ولكن بالتأكيد الإفراط في تناوله يأتي نتائج عكسية.

الثوم والزنجبيل وجوز الهند

ومن المكونات الأساسية والتي تضيف جواً مميزاً للأطباق الهندية هو الثوم والزنجبيل، إلى جانب بحليب جوز الهند.

ويتم تتبيل السمك في السواحل الهندية بحليب جوز الهند إلى جانب الفلفل الحار هو تجربة مذهلة لا تُنسى، فيكفي أن تذهب لولاية كيرلا لتكتشف جودة طعم الأسماك والمأكولات البحرية.

لا تحتاج إلا لمقلاة

وعلى خلاف المطابخ التي تعتمد على تقنيات عالية، يمتاز المطبخ الهندي بالبساطة، حيث لا يتطلب ذلك منك سوى امتلاك مقلاة مطلية من نوع جيد، فهنالك أنواع من التوابل لا تظهر نكهتها بشكل جيد إلا عندما تحمص بذورها في مقلاة بشكل جاف كالكزبرة مثلاً، وذلك قبل طحنها.

الصناعات الغذائية الهندية

وورد في إحصاء منشورة في شهر أبريل/ نيسان 2014 على موقع المؤسسة الهندية لحقوق العلامة التجارية (IBEF)، التي أنشأتها وزارة الصناعة والتجارة الهندية، أن الهند هي ثاني أكبر منتج للغذاء في العالم. كما أن الصناعات الغذائية تعتبر واحدة من أكبر الصناعات في الهند وتأتي في المرتبة الخامسة من حيث الإنتاج والاستهلاك والصادرات والنمو المتوقع.

وفي الإحصاء نفسه، ذُكر أن الزراعة في الهند ازدهرت نظراً لتقدم التكنولوجيا والعلوم الزراعية، ما جعل الزراعة الهندية تساهم بنسبة 14 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وإتاحة فرصة عمل لـ 52 في المئة من السكان. وبالنسبة لإجمالي سوق الأغذية في البلاد فتمثل صناعة الأغذية الهندية 32 في المئة.

أما من الثروة السمكية، فالهند هي ثالث أكبر منتج للأسماك، والثانية في إنتاج الأسماك في المياه الداخلية في العالم.

ولدى الهند ثروة حيوانية متمثلة في 205 ملايين رأس من الأبقار و90 مليون رأس من الجواميس، إلى جانب إنتاج 450 مليون دجاجة و33 مليار بيضة سنوياً. معدل نمو إنتاج البيض والدجاج هو 16 في المئة و20 في المئة على التوالي طبقاً لإنتاج اللحوم في البلاد، وذلك بحسب الإحصاء المنشور.

العدد 4436 - الأربعاء 29 أكتوبر 2014م الموافق 05 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً