أمرت الحكومة المصرية السكان بالقرب من الحدود مع قطاع غزة بإخلاء منازلهم لإقامة منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة الفلسطيني بعد أيام من هجومين أسفرا عن مقتل 33 جندياً على الأقل في سيناء التي تتاخم القطاع.
والمنطقة العازلة - التي يصل عرضها لنحو 500 متر وتمتد على طول الحدود مع غزة - جزء من عدة تدابير أمنية اتخذتها مصر بعد الهجومين اللذين وقعا يوم الجمعة الماضي ويحملان بصمات جماعة أنصار بيت المقدس التي تتمركز في شمال سيناء وهي أخطر الجماعات الإسلامية المتشددة في مصر.
وأصدر مجلس الوزراء قراراً أمس (الأربعاء) يقضي بعزل منطقة بمدينة رفح في شمال شرق البلاد وإخلائها من السكان مع تعويضهم مادياً. وتضمن القرار تكليفاً لمحافظ شمال سيناء بتنفيذه.
وتقول الأجهزة الأمنية في مصر إن الأنفاق غير القانونية التي تربط بين مصر وغزة عبر الحدود تستخدم لدعم المتشددين بالسلاح والأفراد.
القاهرة - أ ف ب
بدأت مصر أمس الأربعاء (29 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) إقامة منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة الفلسطيني بإخلاء منازل عشرات الأسر في مدينة رفح في شمال سيناء، في محاولة لمنع تهريب الأسلحة وتسلل المتشددين بعيد هجوم انتحاري أدى إلى مقتل 30 قتيلاً.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعلن السبت غداة هجوم دامٍ الذي وقع الجمعة أن المنطقة الحدودية مع قطاع غزة «ستؤخذ (بشأنها) إجراءات كثيرة خلال الفترة المقبلة (...) لإنهاء هذه المشكلة من جذورها».
وقتل 30 جندياً على الأقل الجمعة في هجوم انتحاري على حاجز أمني في منطقة الشيخ زويد شرقي العريش في أسوأ هجوم ضد الجيش منذ الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو/ تموز 2013.
وبحسب مصادر أمنية، فإن السلطات المصرية ستقيم منطقة عازلة كبيرة مع قطاع غزة بطول 10 عشرة كيلومترات وعرض 500 متر. وقالت مصادر أمنية إن عملية إقامة المنطقة ستتم على مرحلتين.
وأشارت المصادر إلى أن 1100 أسرة تقيم في 800 منزل سيتم إجلاؤها من منازلها.
وأكد مسئول أمني كبير في شمال سيناء لوكالة «فرانس برس» طالباً عدم كشف هويته بدء إقامة المنطقة العازلة التي قال إنها «مهمة للأمن القومي وتحقيق الاستقرار في شمال سيناء».
وتأمل مصر في أن تسمح المنطقة العازلة بوقف تهريب الأسلحة وتسلل المسلحين من وإلى سيناء عبر الحدود وللحد من هجمات المتشددين.
وقال شهود عيان في مدينة رفح الحدودية طالباً عدم كشف اسمه إن «عشرات الأسر بدأت منذ مساء أمس (الثلثاء) في إخلاء منازلهم».
وتحدث شاهد آخر عن «عدة شاحنات تحمل أثاثاً لأسر تركت رفح في طريقها للإقامة بالشيخ زويد والعريش» القريبتين من مدينة رفح، بينما قال شاهد آخر إنه شاهد جرافات تابعة للجيش تهدم منازل متصدعة ومهجورة في مدينة رفح.
لكن المتضررين من قرارات الحكومة بإقامة المنطقة العازلة لهم رأي مختلف. ويقول الطبيب وسام الآغا لوكالة «فرانس برس» إن القرار سيجعله يخسر بيته الذي تربى فيه والذي يأوي تسعة من أفراد أسرته وأرضاً زراعية مساحتها عشرة فدادين. وأضاف بحسرة في اتصال عبر الهاتف «نحن مع الأمن القومي وتأمين الحدود ولكن ليس على حساب مصالحنا وبيوتنا وآدميتنا».
من جهته، قال الناطق باسم الحكومة المصرية في تصريح صحافي حسام قاويش الأحد إن «هناك حصراً تم للمواطنين (الذين سيتم إجلاؤهم). البعض سيحصل على تعويض لنقله من تلك المنطقة سواء بدل إيجار أو إيجاد قطع أرض بديلة».
وبعيد هجوم الجمعة الدامي، أعلنت مصر حالة الطوارئ وحظراً للتجوال لثلاثة أشهر في المنطقة الممتدة من مدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة حتى غرب العريش، كبرى مدن محافظة شمال سيناء وتتضمن ايضا مناطق وسط سيناء. وتعد تلك المنطقة معقلاً للمسلحين المتشددين الذين يستهدفون قوات الأمن والجيش بشكل متواصل منذ الإطاحة بمرسي. كما قررت إغلاق معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة إلى أجل غير مسمى.
وتقول خبيرة الأمن الإقليمي في مركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية إيمان رجب لـ «فرانس برس» إن اتجاه الحكومة المصرية لإقامة منطقة عازلة «يمثل تحولاً في الاستراتيجية المصرية لمحاربة الإرهاب في سيناء».
وأضافت رجب أن المنطقة العازلة تعد «تعد تغييراً نحو عملية عزل الإرهابين في مناطق خالية من السكان ما يسهل استهدافهم عسكرياً ويقلل من الخسائر في صفوف المدنيين».
لكن رجب قالت إن نتائج هذا التحول يظل «غير محسوم بسبب تعقيدات طبيعة سيناء وعدم وضوح إذا ما كانت المنطقة المستهدفة وكراً حقيقياً للإرهابيين أم مجرد منطقة عمليات تشهد تنفيذ عملياتهم ثم رحيلهم عنها».
وتعلن مصر باستمرار هدم فتحات الأنفاق التي تقول إنها تستخدم لتهريب الأسلحة والمتشددين من سيناء واليها.
واتهم السيسي السبت «جهات خارجية» بتقديم دعم لتنفيذ الهجوم الدامي ضد الجيش لكنه لم يذكر تحديداً الجهة التي دعمت الهجوم.
ولم تعلن أية جماعة مسلحة مسئوليتها بعد عن هجوم الجمعة. وسبق أن تبنى تنظيم «أنصار بيت المقدس» الجهادي الذي يستلهم أفكار «القاعدة» مسئوليته عن غالبية الهجمات ضد الجيش في سيناء.
وأمس الأول (الإثنين)، أعلن الناطق باسم الجيش إرسال تعزيزات إضافية إلى شمال سيناء تشمل عناصر من «وحدات التدخل السريع التي تم نقلها جواً وعناصر من العمليات الخاصة للأمن المركزي التابعة لوزارة الداخلية».
كذلك أعلن الجيش في اليوم ذاته مقتل ثمانية «إرهابيين» في مواجهات أثناء مداهمات في شمال سيناء بعد هجوم الجمعة الدامي.
العدد 4436 - الأربعاء 29 أكتوبر 2014م الموافق 05 محرم 1436هـ
الصراعات المتواجدة التى انحرفت بالمسارات
إنها مرحلة تمر بها المنطقة حدث فيها ما قد حدث من احداث فى غاية الخطورة التى فقد السيطرة عليها، واصبح هناك الفوضى العارمة والانفلات الامنى الخطير، الذى وصل إلى حد الكارثة والنكبة، والتى تحتاج إلى معالجات ايجابية وفعالة فيها من الاصلاح واعادة البناء والسير فى الطريق السوى التى لا عودة فيه إلى ما يتسبب فى هذه التوترات والنكبات مرة اخرى، بل يكون الاستقرار المنشود من اجل النهوض بالامة نحو المستقبل الافضل والغد المشرق. ما يحدث من توترات وقلاقل وبلبة فى الامة هو شئ خطير يثر الانزعاج الشديد للجميع، فإن
أخاف من أن تكون الأهداف أكبر من "الحرب على الأرهاب" !
الأنفاق لها منافع متعدده... فبعضها يستخدم ( للمقاومه الفلسطينيه ضد إسرائيل)
الوردي
منصور بأذن الله ياسيسي