تعتزم روسيا الاعتراف بالانتخابات المقرر إجراؤها الأحد المقبل في المناطق التابعة للانفصاليين بشرق أوكرانيا، على الرغم من الانتقاد الدولي الموجه لها.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الثلثاء (28 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) في حواره مع وسائل إعلام روسية: «سنعترف بالطبع بهذه الانتخابات». وفي المقابل تنتقد أوكرانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية هذه الانتخابات، ويصفونها بأنها غير شرعية.

ومن جانبها طالبت الحكومة الألمانية موسكو بالتأثير على القوات الموالية لها في شرق أوكرانيا، كي لا يتم إجراء الانتخابات. وتابع لافروف أن الانتخابات المقرر إجراؤها في إقليمي النزاع لوغانسك ودونيتسك اللذين يطلق عليهما الانفصاليون «جمهوريات شعبية»، تتمتع بأهمية كبيرة لإضفاء الشرعية على حكام هذه الأقاليم.

وأعرب وزير الخارجية الروسي عن أمله في أن يتم تحديد خط فاصل بين معاقل الانفصاليين في شرق أوكرانيا وبين المناطق التي يسيطر عليها الجيش الأوكراني خلال الأيام المقبلة.

تجدر الإشارة إلى أنه من المقرر أن يكون هناك منطقة منزوعة السلاح في شرق أوكرانيا تبلغ مساحتها 30 كيلومتراً، على أن يتم إنشاء هذه المنطقة بمحاذاة الخط الفاصل بين مناطق الانفصاليين والجيش الأوكراني، ويتم اقتطاع 15 كيلومتراً من كلا الاتجاهين.

وأشار لافروف إلى أن هناك الكثير من الأماكن التي يواجه فيها الجيش الأوكراني والانفصاليين بعضهم البعض، ما تسبب جعل الهدنة المتفق عليها بينهما هشة.

من جهته، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من عودة «أيديولوجية فاشية» في أوكرانيا بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي تم إجراؤها هناك. وقال بوتين إنه يتعين على كييف وموسكو فعل أي شيء للحيلولة دون حدوث ذلك.

وذكر الرئيس الروسي ذلك في بيان صادر من الكرملين في إطار تهنئته للشعب الأوكراني بمرور 70 عام على تحرير أوكرانيا من احتلال ألمانيا إبان الحقبة النازية في الحرب العالمية الثانية.

في غضون ذلك، ذكر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينز ستولتنبرغ أن بوتين يعمل ضد نشر الديمقراطية والسلام في شرق أوروبا.

وقال رئيس الوزراء النرويجي السابق في بروكسل: «روسيا تحاول إحداث ارتداد في التقدم الذي أحرزناه عبر الجهود المشتركة». وذكر ستولتنبرج أن بعض الشركاء في شرق أوروبا يرون أنهم معرضون لضغط كبير من روسيا، مؤكداً في الوقت نفسه أن الناتو لا يرغب في استمرار التصعيد في النزاع الأوكراني.

إلى ذلك، أعلنت لجنة الانتخابات الأوكرانية أن حزب رئيس الوزراء الأوكراني ياتسينيوك (حزب الجبهة الشعبية) تقدم على كتلة حزب الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو.

وذكرت اللجنة أن حزب ياتسينيوك حصل على أكثر من 22 في المئة من الأصوات بعد فرز 85 في المئة من البطاقات الانتخابية، بينما حصل تكتل حزب بوروشينكو على 7ر21 في المئة من الأصوات.

وبشكل عام تقدمت الأحزاب الموالية للغرب في هذه الانتخابات. وتعتزم هذه الأحزاب تشكيل ائتلاف حكومي، وقاموا الاثنين بإجراء مفاوضات بالفعل حول تشكيل هذا الائتلاف.