العدد 4434 - الإثنين 27 أكتوبر 2014م الموافق 04 محرم 1436هـ

رسالة مواطن...إحياء عاشوراء وأدبياتها

شهر محرم الحرام على الأبواب وفيه تتجدد إحياء أعظم الشعائر والطقوس الدينية على الإطلاق وهي ذكرى عاشوراء الأليمة التي أحيت الدين والأمة والضمير الإنساني، وهي الثورة الإصلاحية الكبرى الشاملة لتصحيح جميع مسارات الإعوجاج والانحراف في واقع الأمة آنذاك، ومرحلة جديدة لتأسيس بداية انطلاق للتأكيد على القيم والمفاهيم الدينية والأخلاقية والفكرية والثقافية والاجتماعية وعلى جميع الأصعدة والمستويات وفي جميع مناحي الحياة، بل هي النهضة التحررية ضد الباطل والاستبداد والظلم ومن أجل إحقاق الحق وإرساء مبادئ العدالة والمساواة.

فلذا تجد الاستعدادات والتحضيرات في أعلى درجات حالة التأهب سواء المعنوية منها أو المادية، وسواء على مستوى الفرد أو الجماعة والمجموعات المنضوية تحت عضوية المنظمات والمؤسسات الخاصة والعامة، ليلتقوا جميعا للاشتراك في تحقيق التكامل لإقامة الكثير من الأنشطة والفعاليات الدينية والأدبية والشعرية والفنية وغيرها.
ومن ضمن إحدى هذه الفعاليات العاشورائية هي إقامة المضائف والولائم التي تقدم الكثير من الأطعمة المختلفة ولجميع الناس بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو المذهبية، لأنها نابعة من عقيدة راسخة بالإيمان الثابت للتأسي بمآثر أهل البيت عليهم السلام حيث أن الضيافة والكرم هي سمة أصيلة ومتجذرة في أخلاقهم الرفيعة.والتفاعل مع هذه المضائف فاق كل التوقعات وأصبحت من الأمور الأساسية والمهمة في خلق أجواء عشرة محرم الحرام، لما لها من مردودات إيجابية جمة.
وفي هذا السياق ينبغي علينا مراعاة عدة أمور من أجل إظهار هذه الفعالية بالمظهر اللائق التي تتناسب مع ما هو منشود ومطلوب منا فلابد أولا من المحافظة على نظافة شوارعنا وطرقاتنا وأحيائنا وجميع المرافق العامة والأماكن الخاصة للحرص على الصحة والمظهر العام والنأي بها من الأوساخ والمخلفات. فإن الاهتمام بالنظافة تشرح النفوس وتبعث البهجة وحسن المنظر والمظهر للمجتمع الإسلامي، وقد جعل رسول الله (ص) النظافة من الإيمان، لأن في إهمال موضوع النظافة من شأنه أن يوقع الأفراد والمجتمع في الأمراض والأوبئة لا قدر الله.
كما ينبغي علينا أيضا هو إعادة التفكير مليا في كيفية التعامل مع الفائض من الأطعمة والمأكولات خصوصا غير الصالحة للتخزين، وإيجاد الأساليب المثالية والأنجع في تصريفها أو التخلص منها، فما هو الحل إذا لهذه المشكلة؟
الحلول والمعالجات موجودة ولكن تحتاج إلى جهد قليل ولا عناء فيها فمثلا فتح وتنشيط قنوات التواصل عن طريق التنسيق والتعاون فيما بين القائمين على هذه المضائف والولائم لتفعيل عملية الترشيد في الإنفاق والصرف، أو من خلال تشكيل لجنة أهلية تهتم بإدارة وتنظيم هذه المضائف لرفع مستوى كفاءتها للتوازن بين العرض والطلب.كما أنه ومن ضمن الحلول أيضا هو إعطاء المأكولات والمشروبات الزائدة للعمالة الوافدة الفقيرة من الأجانب والذين يقطنون بجوارنا في المنطقة الصناعية.وأما فيما يخص الأطعمة الفاسدة والنفايات فمن الأفضل أن تقدم كعلف للأنعام والحيوانات بدلا من رميها في القمامة وسلة المهملات...وحيث إن الله سبحانه وتعالى قد نهانا في كتابه المجيد عن الإسراف والتبذير وطبقا للآية الكريمة: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.

السيدعدنان السيدحسين

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 5:41 ص

      اتفقك معك

      أحسنت أيها الكاتب واتفق معك في ماذكرت وشكرا لك على هذا الموضوع المهم علما بان االحلول المطروحة هي قمة التعقل.
      واستغرب من البعض تأويل المقال وحرف البوصلة نحو اتهام الكاتب بانه يسعى للنيل من عاشوراء بينما الكاتب يدعو للتنظيم والتنسيق ووضع حلول ومعاجات لكي تكون عاشوراء نموذج يحتذى به بعيدا عن السلبيات.
      شكرا لكم ولا تأولو فالمقال واضح وضوح الشمس واتقو الله في بعضكم البعض

    • زائر 6 | 2:23 ص

      لمن يقول اسراف وخايف على النعمة :) الحل عندنا

      حملة تدبير لحفظ الأطعمة
      خطوط الخدمات 35169968
      33486479
      خط التواصل 35082521
      حساب الانستغرام
      TDBEER_BH
      :)

    • زائر 3 | 1:18 ص

      الله الموفق.

      الموضوع (رسالة مواطن ) برنامج مفيد لطرح ما يعانيه المواطن حبذا لو تطرح كل يوم رساله , والله يحفظ الوسط والي يحب الوسط . خاتون

    • زائر 2 | 12:34 ص

      نمله

      يمكن التنسيق طيلة هذه المناسبة مع باقي المضائف بالتواصل من حيث تزويدهم بالأكل الزائد في حال وجوده فقط يحتاج ترتيب واتفاق وتواصل بينهم والله ولي التوفيق

    • زائر 1 | 12:29 ص

      شاكر

      وقبل ذلك علينا التخلص من فكرة التباهي والتسابق في تقديم الضيافة فخير الكلام ما قل ودل وخير الطعام ما أُكِلْ. لا تشوهوا قضية الحسين بتحويلها إلى مهرجانات للأكل .... فيكفينا ما نلاقيه من بعض الملالي الذين لا يجيدون سوى أساليب العصور الخالية ويجترون نفس التشنج والعويل الذي عفا عليه الزمن.
      القضية الحسينية تحتاج إلى من يتمتع بالإرادة وقوة الشكيمة إضافة إلى الإيمان أكثر مما تحتاج للنحيب واللطم.

    • زائر 4 زائر 1 | 1:39 ص

      نذير بين يدي عذاب شديد

      انا استغرب ليش هذه الحملة على طعام الحسين هناك كثير من الإسراف في بيوت هؤلاء المتشدلقين بهذا الكلام فهل لاحظوا أنفسهم لو الحسين جداره هبيط اتقوا الله في أنفسكم أخاف أن تسلبوا هذه النعمة نعمة إحياء مصيبة الحسين عليه السلام

    • زائر 10 زائر 1 | 9:27 ص

      عبير

      ما في شي اسمه متشدلقين ... فيه متشدقين وفيه متحذلقين . يبدوا أنك سويت كوكتيل منهم.
      عموماً الإسراف هو الإسراف والمبالغة هي المبالغة كلاهما مذموم في كل الأحوال، في البيت أو في المسجد أو في الحسينيات أو في أي مكان.

اقرأ ايضاً