رأس رمان... منطقة تقع في قلب العاصمة المنامة، تحيطها الفنادق والشوارع التجارية (شارع المعارض) شرقاً، والمنامة غرباً، قامت على سواحلها المدفونة المنطقة الدبلوماسية شمالاً، وعلى الرغم من ذلك، توقفت عجلة التطوير عند منطقة رأس رمان، واكتفت بالمنازل القديمة والأزقة الضيقة التي تخفي معاناة أهلها.

«الوسط» زارت رأس رمان، والتقت بمجموعة من أهاليها، وبأعضاء جمعيتها الأهلية، ونقلوا تفاصيل اكتظاظ المنطقة سكانياً، وحالة عشرات الأسر المتعففة لديها.

ووفقاً لجمعية رأس رمان الأهلية، فإن عدد الطلبات الإسكانية في المنطقة يبلغ نحو 65 طلباً يعود بعضها للأعوام 1993 و1994 و1995، وعدد طلبات الترميم منزل واحد، بينما عدد المنازل الآيلة للسقوط يبلغ 6 منازل.

تضم نحو 65 طلباً إسكانياًّ و6 منازل آيلة للسقوط وعشرات المنازل يتكدس فيها أهلها

رأس رمان... أُنشئت المنطقة الدبلوماسيـــة علـــى سـواحلها فأخفت معاناة منازلها القديمة

رأس رمان - صادق الحلواجي

رأس رمان... منطقة تقع في قلب العاصمة المنامة، تحيطها الفنادق والشوارع التجارية (شارع المعارض) شرقاً، والمنامة غرباً، قامت على سواحلها المدفونة المنطقة الدبلوماسية شمالاً، وعلى الرغم من ذلك، توقفت عجلة التطوير عند منطقة رأس رمان، واكتفت بالمنازل القديمة والأزقة الضيقة التي تخفي معاناة أهلها.

«الوسط» زارت رأس رمان، والتقت بمجموعة من أهاليها، وبأعضاء جمعيتها الأهلية، ونقلوا تفاصيل اكتظاظ المنطقة سكانياً، وحالة عشرات الأسر المتعففة لديها.

ووفقاً لجمعية رأس رمان الأهلية، فإن عدد الطلبات الإسكانية في المنطقة تبلغ نحو 65 طلباً يعود بعضها للأعوام 1993 و1994 و1995، وعدد طلبات الترميم منزل واحد، بينما عدد المنازل الآيلة للسقوط هي 6 منازل.

ونقل أعضاء مجلس إدارة الجمعية أنه «التقى وفد من أهالي منطقة رأس رمان خلال منتصف العام 2010 برئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وقد استبشرنا خيراً بعد توجيهه للوزراء المعنيين بالخدمات مثل وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني، ووزير الإسكان، وغيرهم. وقد سلمنا سموّه طلبات الإسكان في المنطقة وأمر بإعطاء أولوية لها في المناطق القريبة».

وأضافوا «بالنسبة لمشروعي المنازل الآيلة للسقوط والآخر الترميم، فقد وجه وزير شئون البلديات مباشرة بالبدء في جميع الطلبات عقب زيارة ميدانية قام بها، علماً أن سمو رئيس الوزراء أولى موضوع المركز الشبابي الثقافي اهتماماً كبيراً ووجه وزير شئون البلديات لمتابعة إمكانية إنشاء المركز في الأرض المقابلة للسفارة البريطانية، وأكد في موضوع آخر أن منطقة رأس رمان تعتبر مكتظة سكانياً ولابد من الاهتمام بالخدمات والمرافق فيها وتلبية طلباتها الإسكانية»، مشيرين إلى أن «سمو رئيس الوزراء اقترح أن ينشأ نصب عند مدخل المنطقة يحمل رسم فاكهة الرمان كإشارة لاسمها».

وذكر أعضاء مجلس الإدارة أن «الوزراء والمؤسسات الحكومية المعنية خطوا خطوات كبيرة وحدثت العديد من الزيارات الميدانية لرأس رمان بعد زيارة الأهالي لرئيس الوزراء، لكن لم يحدث شيء حتى الآن، لكن لا نلوم أحداً، وقد تكون الظروف السياسية والأمنية هي السبب وراء تعثر بعض المشروعات والخدمات».

وأشاروا إلى أن «محافظ العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة يتابع الكثير من الأمور حالياً بالنسبة لرأس رمان، وقد ساهم من خلال اهتمامه الشخصي في تحريك بعض الملفات، ونحن بدورنا نشيد بمواقفه ونثمنها نيابة عن الأهالي».

وعن ما إن يوجد توجه لدى الجمعية للتوجه إلى القطاع الخاص من أجل دعم المنطقة، بيَّن أعضاء مجلس الإدارة أنه «خلال العام 2005 كانت هناك توجهات لشركات تقع في محيط منطقة رأس رمان بخطابات من أجل المساهمة في تطوير المنطقة، لكن للأسف لم نحصل على أي نتيجة من ذلك».

هذا وتقع رأس الرمان في وسط العاصمة المنامة تحدها الحورة (شارع المعارض) شرقاً والمنامة (فريق الفاضل) غرباً والمنطقة الدبلوماسية شمالاً والقضيبية وفريق الحورة الحدادة جنوباً. كانت تسمى قديما (القحة) وسميت باسم رأس الرمان بسبب مشاتل الرمان التي كانت تبدأ من باربار مروراً بجدحفص وتنتهي في رأس الرمان لذلك سميت برأس الرمان، وتعتبر عائلة الغائب وعائلة الماجد من أعرق عوائل منطقة رأس الرمان، وهناك الكثير من العوائل التي تسكن رأس الرمان أيضاً مثل عائلة الخزاعي وعائلة الوداعي وعائلة البرني وعائلة خليفة بن زبر وعائلة القليحي وعائلة بن شعر وعائلة بن حبيل وعائلة البوسطة، وعائلة العرادي وعائلة حسن بن خلف وعائلة عيسى باقر وعائلة حسن الرأس رماني وعائلة الجزيري ورمضان وعائلة الوادي وعائلة ستوت وعوائل المحسن والعمران وأوال والحايكي وأحمد بن راشد وعائلة الخزاعي وعائلة عبدالله بن إبراهيم والبصري وحبيل والنوخذة والسني والزين وأبو العيش وأم محمود وضيف وأم جاسم والغتم وسوار والعم.

زوجان وافاهما الأجل وهما ينتظران إعادة بناء منزلهما «الآيل»

انتهت قصة حياة سعيد سيدإبراهيم وزوجته بالوفاة تباعاً وبقاء منزلهما الآيل للسقوط الذي ينتظر هدمه وإعادة بنائه مهجوراً، فقد ماتا وهما مازالا ينتظران وصول مشروع هدم وإعادة بناء المنازل الآيلة للسقوط لأعتاب منزلهما.

وبعد وفاة الوالدين، اضطر الابن الذي كان يعيش معهما في المنزل نفسه إلى الخروج واستئجار شقة تؤويه، فلم يعد ذلك المنزل صالحاً للعيش نهائياً، على حد قول شقيقه الأكبر. وقد وجه وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني في وقت سابق إلى سرعة تنفيذ طلب هذا المنزل، إلا أن المشروع ألغي بعدها وحولت جميع الطلبات إلى وزارة الإسكان، كما انتهت حياة الأسرة التي كانت تعيش في هذا المنزل.

أسرة تفترش سفرتها على سرير النوم لأنه أكبر مكان لديها للتجمع

اضطرت أسرة عباس إبراهيم خليل من سكنة منطقة رأس رمان، إلى إزالة المروحة المثبتة في سقف إحدى الغرف حتى لا تصيب رأس أحد أبنائها، لأنها استغلت كل المساحة المتوافرة لديها في الشقة الضيقة بمنزل الوالد، ووفرت سريراً بطابقين للأبناء، على أمل أن يحصلوا على وحدة سكنية ترفع حرج المعيشة عنهم.

ولجأت الأسرة، بحسب ما قالته الزوجة فاطمة علي، إلى افتراش سرير نوم الزوجين من أجل تناول وجبتي الغداء والعشاء، معللة ذلك بأنها أفضل وأوسع مساحة تكون كافية لتجمع الأسرة المكونة من 5 أفراد علاوة على الخادمة.

حبيل: هجرت منزلي لعدم صلاحية السكن فيه... وكل الوزراء زاروني دون فائدة

عبدالرضا حبيل، مواطن في العقد الخامس من عمره، قال إنه هجر منزله لأنه لم يكن صالحاً للعيش فيه، وبات الآن مضطراً للسكن في منزل صغير مجاور بإيجار شهري.

وذكر حبيل لـ «الوسط»: «كل المسئولين والوزراء المعنيين زاروا منزلي طوال الأعوام الماضية، وعاينوا مدى عدم صلاحية العيش الآدمي فيه، نظراً لترهل بنيته التحتية وتصدعه وتهاوي أجزاء منه علي أنا وأسرتي، إلا أن تلك الزيارات انتهت عند التصريحات والوعد فقط».

وأفاد حبيل بأن «لدي طلباً في وزارة الإسكان يعود للعام 1995 ولم يُلبَّ بعد، واضطررت للعيش أنا وأسرتي في مكان آخر الآن بقيمة 200 دينار شهرياً على الرغم من ضيق الحالة المعيشية»، مستدركاً «استغرقت عاماً ونصفاً تقريباً سعياً للحصول على رخصة بناء أو ترميم، وذلك قبل خروجي لمكان آخر، إلا أن البلدية تعذرت بعدم إمكانية إصدار الترخيص نظراً لعدم سماح وزارة الثقافة بذلك».

الحاج علي حسن: اقترب أجلي ومازلت أنتظر إعادة بناء منزلي «الآيل»

الحاج علي حسن، سبعيني من سكنة رأس رمان، أصبح وحيداً في منزله بعد أن نقلت زوجته المسنة أيضاً إلى المستشفى لدواعٍ مرضية بحكم سنها، يعيشان في منزل آيل للسقوط منفذه الوحيد لا يتجاوز عرضه متراً واحداً. يقول حسن: «اقترب أجلي، وباتت أيامي في هذه الدنيا معدودة، والمضحك المبكي أنني مازلت أنتظر إعادة بناء المنزل الآيل الذي أدرج على قوائم الانتظار»، مضيفاً «جدران المنزل تصدعت، وقبلها قلوبنا من الانتظار، وللأسف لا فائدة إلا الزيارات المتكررة من جانب المعنيين والمسئولين للاطلاع فقط».

أسرة تدعو وزير الإسكان لقضاء ليلة في منزلها

اكتفى المواطن إبراهيم جعفر بدعوة وزير الإسكان أو من ينوب عنه من المسئولين لقضاء ليلة في منزله بمنطقة رأس رمان، وألحق طلبه بالقول: «سأرى مَن من المسئولين يستطيع العيش في وضع كحالتنا من الضيق».

وأضاف جعفر: «نعيش أسرتين في منزل قديم، يتضمن غرفاً ومرافق صغيرة للغاية، ولدينا طلبات إسكانية تعود للعامين 1993 و1996 لم تُلبَّ بعد»، مشيراً إلى أن «التقيت بوزير الإسكان ووعدني خيراً، لكن لم يحصل أي شيء، وفي مرة أخرى اصطحبت زوجتي لكن دون أدنى فائدة أيضاً».

وبيَّن جعفر أنه «لدينا تقرير من المستشفى يثبت إصابة ابننا بضيق التنفس، وبناءً على هذا التقرير أعطتني وزارة الإسكان طلباً مستعجلاً للحصول على شقة مؤقتة، وحتى هذه الشقة لم نحصل عليها أيضاً».

6 عائلات تتكدس في منزل... وغسالة ملابسهم استقرت بجوار سرير النوم

منزل الحاج حسن البصري بمنطقة رأس رمان، 6 عائلات تتكدس في هذا المنزل، لكل واحدة منها غرفتان لا يزيد حجم الواحدة منهما على 9 أمتار مربعة ودورة مياه مشتركة.

أسرتان من أصل الـ 6 لديهما طلبان إسكانيان لدى وزارة الإسكان، لكن جميعها تعيش في منزل قديم مضى عليه أكثر من 20 عاماً، وجميع المرافق فيه ضيقة بالكاد تتسع للعيش الآدمي، فدورة المياه مثلاً عليك أن تفتح بابها بالكامل أولاً لتستطيع الدخول، لأن مساحتها لا تزيد على متر ونصف مربع. وأما الصالة الرئيسية لكل أسرة، فإنها بالكاد يمكن تسميتها بالممر الضيق الذي افترشه أحد الأبناء للنوم فيه أيضاً.