بدأ التونسيون الإدلاء بأصواتهم أمس الأحد (26 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) في الانتخابات البرلمانية في الوقت الذي أصبح فيه تطبيق نظام ديمقراطي كامل قريب المنال بعد نحو أربع سنوات من الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي.
ويعد حزب النهضة الاسلامي المعتدل وحزب نداء تونس العلماني المنافس له الحزبين الأوفر حظاً للفوز بمعظم المقاعد في الانتخابات والتي تمثل ثاني انتخابات حرة تجرى في تونس منذ فرار بن علي إلى المملكة العربية السعودية.
ويسود تونس وضع أفضل من جيرانها الذين أطاحوا أيضاً بحكام استمروا في السلطة فترة طويلة خلال انتفاضات الربيع العربي وتجنبت إلى حد كبير الاستقطاب والفوضى اللذين شهدتهما تلك الدول المجاورة على الرغم من مواجهتها توترات مماثلة بشأن الإسلاميين في مواجهة حكم أكثر علمانية.
وبدا الإقبال في الساعات الأولى في ستة مراكز اقتراع بأنحاء تونس منتظماً ومنظماً ولم ترد سوى بضع شكاوى من ناخبين مسجلين لم يجدوا أسماءهم في كشوف الناخبين.
وقالت السلطات الانتخابية إنه من إجمالي أكثر من 12 ألف مركز اقتراع في أنحاء البلاد ظلت خمسة مراكز فقط مغلقة لأسباب أمنية في القصرين حيث تشن القوات التونسية حملة على إسلاميين متشددين قرب الحدود مع الجزائر.
وفاز حزب النهضة بمعظم المقاعد في انتخابات العام 2011 وقاد ائتلافاً قبل أن تجبره أزمة بشأن حكمه وقتل زعيمين علمانيين إلى إبرام اتفاق للتخلي عن السلطة لرئيس وزراء مؤقت.
ويقول زعماء النهضة الذين واجهوا انتقادات بسبب سوء الإدارة الاقتصادية وتراخي التعامل مع الإسلاميين المتشددين إنهم تعلموا من أخطائهم في السنوات الأولى بعد الثورة.
ولكن حزب «نداء تونس» الذي يضم بعض الأعضاء السابقين في نظام بن علي يعتبر نفسه من التكنوقراط العصريين القادرين على إدارة التحديات الاقتصادية والأمنية بعد الفترة المضطربة من الحكم الذي كان يقوده الإسلاميون.
وقال زعيم «حركة النهضة» راشد الغنوشي لـ «رويترز» أمام مكتب اقتراع ببن عروس «هذا اليوم تاريخي لتونس تتحقق فيها أحلام أجيال من التونسيين ليصبح لنا برلماناً». وأضاف الغنوشي الذي وصل إلى مركز الاقتراع برفقة عائلته «مهمتنا اليوم أن نحافظ على الشمعة الوحيدة التي تضيئ الربيع العربي وأن نظهر أن الديمقراطية والإسلام لا يتعارضان».
العدد 4433 - الأحد 26 أكتوبر 2014م الموافق 03 محرم 1436هـ