لأول مرة في تاريخ نوادي التوستماستر المنتشرة حول العالم، يستمع أعضاء نادي البتروكيماويات للتوستماستر لخطبة رجل أصم بعنوان «نريدكم معنا»، تحدّث فيها عن تجربته الخاصة وبعض تفاصيل التعامل اليومي لزملائه من فئة الصم في الحياة العامة.
جاءت هذه المبادرة النوعية بمناسبة مرور تسعين عاماً على إنشاء أول أندية التوستماستر للخطابة في العالم، التي انطلقت في الولايات المتحدة الأميركية. وقد استضاف نادي البتروكيماويات للتوستماستر أعضاء جمعية الصم البحرينية في البرنامج الذي أعده مساء الخميس الماضي (22 أكتوبر/ تشرين الاول 2014)، وخصصت إحدى فقراته لنائب رئيس الجمعية السابق راضي العلي، للحديث عن تجربته الشخصية، وأهمية لغة الإشارة في التعامل مع محيطه، بما فيها المؤسسات الرسمية كوزارة الصحة والتربية.
واستعرض العلي تاريخ الجمعية منذ تأسيسها في العام 2007 حيث هدفت إلى خدمة ذوي الإعاقة السمعية، وكرست جهودها في تنفيذ برامج تدريبية وتعليمية وتثقيفية وصحية ودينية متنوعة. وأضاف: «أنا متزوج من سيدة صماء ولدي بنتان صغيرتان ناطقتان وهما متفوقتان في دراستهما، وأنا أعلمهما وأتعلم منهما أيضاً، وأنا فخورٌ بهما جداً. وقد استطعت أن أحقّق الدمج في عائلتي الصغيرة، ولكن أسألكم كيف نحقق الدمج؟ من أجل تحقيق الدمج لابد أن نتواصل».
وقدّم عريف الاجتماع ياسر النعيمي تعريفاً بنادي شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات للتوستماستر، واعتبره يوماً مميزاً حيث يستضيف فعالية غير مسبوقة على مستوى الوطن العربي، إن لم يكن على مستوى العالم من حيث الاستماع لخطبة شخص أصم.
وأشارت رئيسة نادي البتروكيماويات للتوستماستر رائدة سبت الشميري إلى أن أندية التوستماستر منظمة غير حكومية وُلدت قبل تسعين عاماً، على أيدي أناس كانوا بحاجة للتعبير عن آرائهم، وكان شعارهم نلتقي لنتواصل ونتناقل الأفكار والمعلومات ونتعلم. وقد تم اختيار عبارة «أُلهَم لأُمَكّن» شعاراً للنادي هذا العام.
وقدم عضو نادي التوستماستر نضال الشوملي فقرةً أخرى تحدّث فيها عن أحداث 11 سبتمبر/ ايلول، (الهجمات على نيويورك وواشنطن العام 2001) وكيف أن لكل حدثٍ مهما كان سلبياً، جوانب إيجابية أيضاً، وأوضح فكرته من منظور اقتصادي، حيث أدت تلك الأحداث إلى عودة رؤوس الأموال العربية إلى الخليج وانطلاق مشاريع عقارية كبرى، كما حدث في دبي والبحرين.
وقدّم عضو النادي محمد جواد فقرةً ثالثةً بعنوان «كن قوياً»، لكي تعيش حياة سعيدة، فالأقوياء قلّة في المجتمع، وهم أفراد ناجحون، وتأثيرهم كبير على المجتمع، وصحّح تعريف القوة بأنها قوة الشخصية والأخلاق وليست قوة العضلات. وفي الختام قدم عضو النادي منذر بوجيري فقرةً بعنوان «بعد الملتقى» تحدّث فيها عن الصداقة والوفاء.
وخُصّص جانب من الحفل للخطب الارتجالية التي تستمر لدقيقة أو دقيقتين، بحسب أنظمة النادي، شارك فيها أعضاء الجمعية ونادي التوستماستر، وتم التصويت السري لاختيار الخطباء الفائزين، حيث فاز راضي العلي بالمركز الأول، وزميلته سلمى العصفورة بالخطبة الارتجالية. وحضر الاحتفال مدير الموارد البشرية بالشركة يوسف فخرو، حيث تم في ختام الأمسية، توزيع عدد من الدروع والهدايا التذكارية.
العدد 4432 - السبت 25 أكتوبر 2014م الموافق 02 محرم 1436هـ