عكرت فضيحة فساد شركة بتروبراس آخر مناظرة متلفزة في الحملة الانتخابية الشديدة الحماسة للاقتراع الرئاسي المقرر الاحد في البرازيل بين الرئيسة المنتهية ولايتها ديلما روسيف وخصمها من يمين الوسط آيسيو نيفيس.
وشاهد عشرات الملايين من المشاهدين قناة تي في غلوبو آخر مرحلة من الحملة الانتخابية الاكثر احتداما منذ ثلاثين سنة في البلد الناشىء العملاق باميركا اللاتينية الذي يمر بمرحلة تحولية.
والسبت بقي المرشحان في معقليهما من اجل ظهورهما الاخير.
ويتوقع ان تتجول روسيف في شوارع بورتو اليغري، هذه المدينة التي تعتبر مهد المنتدى الاجتماعي العالمي لمناهضي العولمة وواجهة حزب العمال الذي تتزعمه حيث عاشت فترة شبابها.
من جهته سيتوجه نيفيس الى ساو جوا دل راي في ولاية ميناس جيريه (جنوب شرق) حيث سيزور قبر جده تانكريدو نيفيس المعارض للديكتاتورية والذي انتخب رئيسا في 1985 لكنه توفي قبل ان يتسلم مهامه.
وستنشر نتائج الاستطلاعين الاخيرين عند الساعة 18,00 بالتوقيت المحلي (20,00 ت غ) عشية قرار ال142,8 مليون ناخب.
واتهم نيفيس الذي حقق تقدما واضحا خلال الايام الاخيرة على منافسته اليسارية على ما افادت الاستطلاعات، الرئيسة بانها خاضت "الحملة الاكثر دناءة" في تاريخ البرازيل.
وركز على القنبلة الاعلامية التي اطلقتها مجلة "فيجا" التي قالت ان ديلما وسلفها لولا كانا على علم بنظام الفساد السياسي في بتروبراس.
وكتبت "فيجا" على صفحتها الاولى استنادا الى اعترافات مفترضة قالت ان البرتو يوسف، احد المشبوهين الاساسيين في هذا الملف، ادلى بها للشرطة "كانا يعلمان كل شيء".
وسأل نيفيس الرئيسة "هل كنت تعلمين كما قالت مجلة فيجا؟"
واجابت روسيف "انها محض افتراءات وتشهير" ونددت ب"عملية دعائية انتخابية" ومحاولة "تضليل" الناخبين.
واضافت "سارفع دعوى لدى القضاء للدفاع عن نفسي وانا متيقنة ان الشعب البرازيلي سيعرب الاحد عن استيائه برفضه برنامجك الذي يمثل تراجع البرازيل الى الوراء".
وقد لطخت قضايا الفساد سمعة حزب العمال الذي تنتمي اليه روسيف ويحكم البلاد منذ 12 سنة ما دفع بالعديد من الناخبين اليساريين الى النفور منه وجعل نيفيس من ذلك منذ البداية احد محاور حملته الانتخابية.
وكانت روسيف دائما تدافع عن نفسها بالقول انها غير متسامحة مع الفساد، مؤكدة انه اذا نشرت التحقيقات اليوم ذلك لانها منحت الشرطة الفدرالية استقلالية كاملة، في حين عندما كان الحزب الاجتماعي الديمقراطي البرازيلي يحكم البلاد بين 1995 و2002، "كانت تلك القضايا تدفن منهجيا".
وقالت روسيف انها ستطلب عقوبات اشد على المفسدين والفاسدين وستمنع الشركات من تمويل الحملات الانتخابية.
وقال نيفيس "هناك طريقة لانهاء الفساد، وهي تنحية حزب العمال من الحكم".
وحجبت هذه العبارات الشديدة القساوة رهانات الاقتراع الذي يثير انقسام البرازيليين.
ويشعر الاكثر عوزا من سكان المناطق الاكثر فقرا في شمال شرق البلاد، بالامتنان لليسار وبرامجه الاجتماعية التي استفاد منها اكثر من خمسين مليون منهم.
بينما تريد الطبقات الميسورة وضع حد لحكم حزب العمال وتحمله مسؤولية تباطؤ الاقتصاد ودخول البلاد مرحلة انكماش خلال النصف الاول من السنة.
وتدور المعركة من اجل كسب اصوات الطبقة المتوسطة التي اصبحت تشكل الاغلبية التي يتقاسمها الولاء لمكاسب سنوات لولا (2003-2010) وشعور متزايد بالاستياء من الحكومة الحالية.
وفي صفوف هذه الفئة الاجتماعية سجلت روسيف العدد الاكبر من النقاط في الايام الاخيرة ولا سيما في الجنوب الشرقي الصناعي.
من جهته، يعد نيفيس بانهاض الاقتصاد ومكافحة التضخم.