قوبلت عودة بعثة البحرين من دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في مدينة انشيون الكورية الجنوبية محملة بالعدد الأكبر من الميداليات الملونة مقارنة بالمشاركة السابقة لتكون بذلك نتائج آسياد انشيون الأفضل، لذا فهو يعتبر إنجازا تاريخيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى باستقبال رسمي يتناسب مع ما تحقق هناك.

إلا أنه وكما جرت العادة، قوبلت عودة البعثة بجفاء منقطع النظير من الشركات والمؤسسات الوطنية، ولم تبادر أي منها بالدعوة أو المساهمة لتكريم اللاعبين المنجزين في آسياد انشيون وكأن شيئا لم يحدث باسم البحرين هناك، مثل هذا التجاهل ليس بالجديد للرياضة الوطنية، وكما يقول المثل الشعبي «عمك أصمخ».

يبدو أن الشركات والمؤسسات الوطنية لا ترى بأن الرياضة جزء من مسئوليتها المجتمعية، هناك من اعتادت من خلال مسئوليها على الظهور في الوسط الرياضي إما بتوصية من أحد أو بعلاقات شخصية، إنما لا يفكر هؤلاء بالمبادرة أبدا، فإذا كانت هذه الشركات والمؤسسات لا تبادر ولا تتفاعل مع إنجاز كهذا فمتى!

بغض النظر عن القبول أو الرفض لهذه المبادرة «التأمين ضد التعطل»، فإن البحرين الدولة الخليجية الأولى التي تطبقها كمبادرة شراكة مجتمعية، هذه الفكرة لقيت اعتراضا واسعا من شريحة واسعة من المجتمع البحريني إلا أنها فرضت وطبقت بسرعة من دون الاكتراث بالأصوات المعارضة، كما قامت غالبية الشركات والمؤسسات الوطنية وغيرها بتحمل الضريبة نيابة عن موظفيها.

على غرار مبادرة «التأمين ضد التعطل»، يفترض أن تفكر الحكومة في فرض ضريبة على كل الشركات والمؤسسات الوطنية منها أو غيرها تحت أي مسمى كان بحيث تخصص لقطاع الشباب والرياضة، فهي (أي الحكومة) تقدم تسهيلات من أجل جلب الاستثمارات للعمل هنا وكل ما يقدم للمواطن العادي من دعم يقدم لها كالكهرباء والبنزين والأمور الأخرى.

إنشاء «صندوق الشباب والرياضة» بحيث يكون محصلة لدعم الحكومة وضرائب الشركات والمؤسسات (ولو 1 في المئة) من شأنه أن يخلق واقعا جديدا للرياضة التي تطورت فعلا وتحسنت وانتقلت خطوة للأمام ولكن ليس بمستوى التغير الحاصل في الدول المحيطة بنا على الأقل، والبقاء على الدعم الحكومي فقط يعني أن التغيير سيكون طفيفا.

آخر السطور

أخبار سعيدة سمعناها بعد عودة منتخب كرة اليد من الآسياد متوجا بالميدالية البرونزية لأول مرة في تاريخ المشاركات البحرينية في هذه اللعبة بأن ملف «توظيف العاطلين في المنتخب» قد تحرك، ولانزال ننظر بتفاؤل بأن ينهي القائمون على الرياضة في البلد هذه المعضلة قبل أن يشارك المنتخب في نهائيات كأس العالم المقبلة في الدوحة في يناير المقبل.