بعد الآلام الكبيرة التي عانتها، اكتشفت أم عمر (تسكن في السعودية)، أنها مصابة بمرض سرطان الثدي، غير أن الآلام التي سببها لها العلاج الكيماوي كانت معاناة وألماً لا يقارن ليس لها وحدها فقط، بل لابنها عمر العمير كذلك، الذي حرص على دعم والدته والعناية بها في تجربتها المتعبة. وبعد مرور الأشهر الصعبة التي صارعتها أم عمر مع المرض، وبعدما تجاوزته مع عائلتها، مرت سنة اتخذ حينها ابنها عمر قراراً لتوعية الآخرين لعدم المرور بتلك التجربة الصعبة التي مرت بها والدته، وحينها قرر أن يطوف بدراجته الهوائية على عدد من دول مجلس التعاون الخليجي من أجل توعية الناس للفحص المبكر عن مرض سرطان الثدي، في رحلة أطلق عليها اسم «رحلة أمل حول الخليج العربي».
وكانت البحرين المحطة قبل الأخيرة التي توقف فيها عمر العمير، قبل أن يعود إلى مسقط رأسه (السعودية)، وتحدث العمير للصحافيين مساء أمس الأول (الأربعاء)، بفندق جولدن توليب في لقاء نظمته جمعية البحرين لمكافحة السرطان، وحينما سُئل العمير عن السبب الأكبر وراء ما قام به، قال: «أصيبت والدتي بمرض سرطان الثدي في سبتمبر/ أيلول 2013 وتم علاجها في المستشفى التخصصي واستئصل الثدي كاملاً وخضعت بعدها لجلسات العلاج الكيماوي والإشعاعي حتى تماثلت للشفاء بحمد الله وفضله، والتعب من هذه الرحلة التي تتقاطع بها بالأيام لا يقارن بالتعب الذي لقيته والدتي».
مغامرة العمير بركب الدراجة الهوائية، بدأت مع مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2014، وذلك تزامناً مع الاحتفال بالشهر العالمي لمكافحة سرطان الثدي، وكان الانطلاق من سلطنة عمان وتحديداً في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، وأكمل مغامرته مروراً بدولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، وكذلك البحرين، على أن تنتهي الرحلة في بلده السعودية بعد أن قطع 3 آلاف كيلومتر، لمدة 25 يوماً.
عمر العمير، سعودي يبلغ 35 سنة، ويعمل في وزارة الصحة في السعودية، ويقول: «لم أحصل على أي نوع من الدعم الحكومي، لكن كلما عبرت حدود دولة جديدة وشعب تلك الدولة كان يتساءل عما أفعله، أعطيتهم كتيباً يحتوى على كل المعلومات المتعلقة بالكشف المبكر عن سرطان الثدي، وشرحت لهم عن الغرض وراء هذه المغامرة وعن هدفها التي كانت لزيادة التوعية بضرورة إجراء الفحص المبكر، وتلقيت المساعدة من الناس عبر توفير الماء أو من خلال المبادرة بالمشي معي حتى ولو كانت لمسافة بسيطة».
وأضاف العمير، «من خلال هذه الرحلة تواصلت فقط مع جمعيات دول الخليج والتقطت مجموعة صور من خلال رحلتي، وكنت استخدم وسائل الإعلام الاجتماعية من أجل التواصل مع الآخرين وأبلغهم عن ما أقوم به لدعم التوعية بمرض السرطان، ولا أنكر أن السفر إلى دول مجلس التعاون الخليجي كان أمراً سهلاً، من ناحية عدم الاحتياج إلى إذن أو أي تصاريح لعبور الحدود، لذلك لم أعاني من أية مشكلة على الإطلاق في كل الحدود، بل بمجرد معرفة الأشخاص السبب وراء هذه المغامرة كانوا يبادرون بتقديم المساعدة لي».
وأكد العمير أنه خاض هذه المغامرة بسبب «الإيمان بالمقولة إن الوقاية خير من العلاج، وقد تمنيت لو أن والدتي وأنا وكثيراً ممن نعرفهم تثقفوا أكثر وكانت لديهم توعية مناسبة عن هذا المرض، ومن هذا الباب أشعر بالمسئولية تجاه الآخرين من خلال الحرص على نشر التوعية بينهم».
العدد 4430 - الخميس 23 أكتوبر 2014م الموافق 29 ذي الحجة 1435هـ