افتتح أخيرا في مساحة الرواق للفنون معرض "واضح - غير واضح" للفنان جعفر العريبي ويضم سلسلة من الأعمال الفنية تتنوع بين اللوحات والكتابات وتنصيبات في الفراغ.
يعد المعرض، الذي يستمر حتى 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، محاولة للتحقيق في مفهوم الثابت مجتمعيا بالبحث في محفزات ذكورية أو أنثوية تم تناولها كسلوك غير مقنع في أحيان كثيرة وأقرب إلى حالة من المحيط غير الثابت داخليا بالنسبة للفرد. ويظهر ذلك في أشكال قابلة للتشكل الحاد والمرن في آن عند الفنان وذلك باستعانته بمعالجات فوضوية في مقابل مساحات خفيفة في تضاد واضح بين القوة والهشاشة.
المعرض هو محاولة لتغيير النظرة السائدة للثابت والمتحرك، وبتوظيف لمفهومي الزمان والمكان وجعلهما مفهومين غير ثابتين يقوم جعفر باستعارة العنصر الإنساني غالبا في عكس بعض المفاهيم العادية المؤثرة إلى حد بعيد في خلق المزاج العام للمجتمع– الرجل والمرأة - على حد سواء.
يلجأ العريبي لخلق حالة من الخلل في ما هو عادي وسائد، وذلك بتناوله لحالة العادي بصورته الواضحة جدا والمباشرة الحادة، مما يترك مساحة من الشك لقراءات مختلفة لا تؤدي إلى إجابات بقدر ما تعطي الفرصة لقراءة الثوابت بأشكال جديدة معاكسة في طريقة إستقرائية لردود فعل متوقعة شائعة لمفاهيم مجتمعية أخذت اتجاهات واحدة أو متعاكسة أحيانا بشكل موروث.
عن طريق ( الواضح و غير الواضح ) يقوم بالتحقق من ردات فعل مباشرة تذهب إلى خصائص الإنسان بصفته مخلوق يقوم باختيار الخطأ الأسلم بنسبة معينة في كل الأحوال _ وفقا لقراءته - ، مما يترك المجال مفتوحا لتفرعات لا تكون متوقعة غالبا، حيث أنها تتفاعل مع المحيط بشكل فوري ، مما يعطيه المجال للتفكير في معالجات بديلة لا تتفق زمنيا أو مكانيا معه، وواقعا هو يقوم فقط بإعطاء الفرصة للتوقف قليلا لعمل مراجعة سريعة جدا تبحث في الذاكرة البعيدة في شكلها الماضي وقد تذهب أكثر من ذلك في انتقالة مستقبلية سريعة ومتوقعة لبدايات أو نهايات متخيلة وفق قوانين ثابتة محيطة غير متخلخلة مجتمعيا على المدى القريب.