كشفت المكتبة البريطانية النقاب يوم أمس الأربعاء (22 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) عن نصف مليون صفحة تختص بتاريخ الخليج والمنطقة، منها آلاف الوثائق عن البحرين، وذلك عبر «بوابة إلكترونية» مفتوحة للجميع.

البوابة الإلكترونية يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت والهواتف الذكية، وذلك عبر الواصل الإلكتروني http://www.qdl.qa، وتحتوي البوابة على محرك للبحث باللغتين العربية والانجليزية.

البوابة الإلكترونية التي أطلقتها المكتبة البريطانية بدعم من مؤسسة قطر كلفت مرحلتها الأولى نحو 9 ملايين جنيه استرليني، وتوفر كنزاً من الوثائق التاريخية عن منطقة الخليج، وهذه تعتبر بداية لمرحلة جديدة لفهم ودراسة تاريخ المنطقة، وهي ثورة معلوماتية بكل ما للكلمة من معنى.

البوابة الإلكترونية المفتوحة للجميع تفسح المجال للباحثين والمهتمين وكل من يود الإطلاع على تقارير ورسائل ووثائق تخص الفترة التي كانت بريطانيا تسيطر خلالها على منطقة الخليج، وهي طوال الفترة التي سبقت، وتخللت وأعقبت القرن التاسع عشر، ومن ثم التحولات الكبرى في القرن العشرين، وهذه ستكون المرة الأولى التي تتوافر فيها كمية كبيرة جداً من الوثائق ذات القيمة العالية مجاناً على الانترنت، ومن مصدرها الأساسي.

آلاف منها تتطرق لتاريخ البحرين...

المكتبة البريطانية تكشف عن نصف مليون صفحة تختص بتاريخ الخليج... وتوفرها مجاناً على الإنترنت

الوسط - محرر الشئون المحلية

كشفت المكتبة البريطانية النقاب يوم أمس الأربعاء (22 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) عن نصف مليون صفحة تختص بتاريخ الخليج والمنطقة، وذلك عبر «بوابة إلكترونية» مفتوحة للجميع، بدعم من مؤسسة قطر. البوابة الإلكترونية يمكن الحصول عليها عبر الإنترنت والهواتف الذكية http://www.qdl.qa وتحتوي على محرك للبحث باللغتين العربية والإنجليزية. ويمكن للمتصفح أن يبحث عن أي بلد، أو أي موضوع، ويمكن زيارة صفحات تعريفية ترشد المتصفح لمواضيع أو بلدان محددة، كالبحرين مثلاً، http://www.qdl.qa/en/country-profile-bahrain، ويمكنه الدخول على آلاف الصفحات التي تحتوي على كلمة «البحرين».

الشراكة بين المكتبة البريطانية ومؤسسة قطر لإطلاق هذه البوابة الإلكترونية تستمر على مدى عشر سنوات، من العام 2012 إلى العام 2022، وكلفت المرحلة الأولى نحو تسعة ملايين جنيه استرليني.

البوابة الإلكترونية التي أطلقتها المكتبة البريطانية ووفرت من خلالها كنزاً من الوثائق التاريخية عن منطقة الخليج تعتبر بداية لمرحلة جديدة لفهم ودراسة تاريخ المنطقة، وهي ثورة معلوماتية بكل ما للكلمة من معنى. فالبوابة الإلكترونية المفتوحة للجميع تفسح المجال للباحثين والمهتمين وكل من يود الاطلاع على تقارير ورسائل ووثائق تخص الفترة التي كانت بريطانيا تسيطر على منطقة الخليج، طوال الفترة التي سبقت، وتخللت وأعقبت القرن التاسع عشر، ومن ثم التحولات الكبرى في القرن العشرين، وهذه ستكون المرة الأولى التي تتوافر فيها كمية كبيرة جداً من الوثائق ذات القيمة العالية مجاناً على الإنترنت، ومن مصدرها الأساسي.

الوثائق التي يمكن الولوج إليها أخذ كثير منها من أرشيف حكومة الهند البريطانية من 1858 حتى العام 1947، وعلى الرغم من أن الخليج لم يصبح رسمياً جزءاً من الامبراطورية البريطانية، إلا أن المصالح التجارية زادت بشكل مطرد من العام 1763، بعد إنشاء مكتب المقيم السياسي في الخليج. وكانت المقيمية السياسية في الخليج تتمركز في بوشهر، ثم انتقلت إلى البحرين.

المكتبة تحتوي أيضاً على قسم من الوثائق القديمة جداً التي تظهر تأثير علماء العرب في مجالات العلوم والطب والفلك والرياضيات والجغرافيا، ويعود تاريخ هذه الوثائق إلى القرن التاسع الميلادي».

إلى ذلك، قال كبير المحاضرين في جامعة إكستر البريطانية، والمتخصص في تاريخ الخليج، جايمس أونلي: «إن هذه البوابة الإلكترونية ستحول فهمنا لمنطقة الخليج». وأضاف «إن المكتبة الرقمية تحتوي على أكبر مجموعة في العالم الرقمي من السجلات التاريخية عن دول الخليج وإيران، وإطلاق هذه المكتبة يعتبر معلماً رئيسياً في دراسة هذه البلدان، والآن يمكن لأي شخص الوصول إلى الوثاق التي تكشف عن تاريخ المنطقة من أي مكان، وهذا الوصول السهل سيمكن العلماء حول العالم من اكتشاف أشياء جديدة وسيمكنهم من كتابة التاريخ من جديد بصورة موسعة، وفي نهاية المطاف ستغير هذه الوثائق فهمنا عن المنطقة».

أما السكرتير الخاص السابق لوزير الخارجية البريطاني، كيث سيمبسون، فقد قال: «إن الشراكة بين المكتبة البريطانية ومؤسسة قطر هي مبادرة رائعة وستوفر مورداً لا يقدر بثمن للناطقين باللغتين العربية والإنجليزية، إذ إن توفير نصف مليون صفحة بصورتها الأصلية سيعزز الاتصالات بين الخليج وبريطانيا والعالم الأوسع، وستكتسب من المدارس والجامعات بصورة خاصة».

وقال الرئيس التنفيذي للمكتبة البريطانية رولي كيتينغ: «لقد كانت واحدة من أكبر العوائق التي تحول دون تعزيز البحوث عن التراث الثقافي العربي والتاريخ البريطاني في الخليج هي ضرورة تواجد الباحث بنفسه في المكتبة في لندن، أما الآن فبنقرة واحدة على الزر يرتفع العائق ويمكن إجراء البحوث من أي مكان في العالم، إذ نوفر الآن إمكانية الوصول الحر والمفتوح لمئات الآلاف من المخطوطات والمحفوظات والخرائط والتسجيلات الصوتية والصور من المنطقة في أعلى مستوى من الجودة. إن هذا المشروع كنز من المعرفة على الصعيد العالمي».

وقالت أستاذ التاريخ بجامعة لندن نيليدا فوكارو: «لقد أهمل المؤرخون نسبياً التاريخ الامبراطوري للشرق الأوسط، وحتى وقت قريب، كان الخليج نوعاً من المساحة الغامضة، وغالباً ما ينظر إلى الخليج على أنه معدوم التاريخ، ولكن هذا ليس منصفاً لأن دراسة تاريخ الخليج بالغ الأهمية لفهم تاريخ المنطقة التي كانت مرتبطة بسياسة بريطانيا نحو الهند على مدى فترات طويلة، مهمة جداً شكلت الوضع السياسي الحالي، والبوابة التي تم إطلاقها ستملأ الفراغ بصورة نوعية».

يذكر أن المكتبة البريطانية هي واحدة من أكبر المكتبات البحثية في العالم، وتوفر خدمات المعلومات للجامعات والشركات ومراكز البحوث العلمية، وتوفر خدمة لا مثيل لها لأكبر وأشمل مجموعة من الأبحاث على مستوى العالم، وعمرها أكثر من 250 عاماً، وتتجاوز محتوياتها 150 مليون بند عن كل عصر من الحضارات ويشتمل أرشيفها على الكتب والمجلات والمخطوطات والخرائط والطوابع والموسيقى وبراءات الاختراع، والصور، والصحف والتسجيلات الصوتية بجميع اللغات المكتوبة والمنطوقة.