تم أمس الإثنين (20 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) تنصيب جوكو ويدودو أول رئيس في إندونيسيا لا تربطة أي صلة بنظام الدكتاتور السابق سوهارتو وسيواجه مصاعب جمة من أجل إصلاح أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا.
وبعد ثلاثة أشهر على انتخابه أدى حاكم جاكرتا السابق اليمين الدستورية في حفل تنصيب أمام البرلمان بحضور العديد من المسئولين الأجانب بمن فيهم رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت ووزير الخارجية الأميركي جون كيري.
وقال ويدودو الملقب بـ «جوكوي» الذي خلف سوسيلو بامبانغ يودويونو الذي حكم البلاد عشر سنوات إن «الوحدة والعمل يداً بيد هما بالنسبة لنا شرطان أساسيان لنكون أمة كبيرة».
وأضاف في خطاب تنصيبه «لن نصبح أمة كبيرة إذا تخبطنا في الانقسامات، إنها لحظة تاريخية بالنسبة لنا جميعا للتقدم معا والعمل».
ووصف جوكوي خصمه في الانتخابات الرئاسية الجنرال المتقاعد برابوو سوبيانتو بأنه «أفضل صديق» له فوقف هذا الأخير واقفاً في المنصة وحياه ملوحاً بيده في خطوة بدت وكأنها مؤشر انفراج جديد بعد التوتر الذي ساد مؤخراً بين المعسكرين.
وبعد ذلك جاب جوكوي شوارع جاكرتا على متن عربة تجرها خيول وهو جالس إلى جانب نائب الرئيس يوسف كالا وسط عشرات آلاف الأشخاص الذين هتفوا وصفقوا لموكبه وصوروه بهواتفهم النقالة، قبل الوصول إلى القصر الرئاسي.
وتم نشر أكثر من 24 ألف شرطي في العاصمة بمناسبة تسلم ويدودو مهامه.
وجوكوي المتحدر من أوساط متواضعة هو أول رئيس غير منبثق من النخبة السياسية- العسكرية التي كانت تمارس السلطة في أكبر دولة إسلامية في العالم عددياً منذ سقوط الدكتاتور سوهارتو العام 1998.
وعرف جوكوي (53 عاما) الذي انتخب في يوليو بعد حملة شرسة تنافس فيها مع الجنرال السابق المثير للجدل برابوو سوبيانتو، صعوداً مدوياً في السياسة بفضل شعبية اكتسبها أولا بصفته رئيساً لبلدية مسقط رأسه ثم حاكماً لجاكرتا في 2012.
ووعد خلال الحملة بالتصدي في المقام الاول للفساد المزمن والحد من الفقر، فأنعش بذلك كثيراً من الآمال في هذا البلد المسلم البالغ عدد سكانه 250 مليون نسمة يعيش نحو 40 في المئة منهم بأقل من دولارين في اليوم.
العدد 4427 - الإثنين 20 أكتوبر 2014م الموافق 26 ذي الحجة 1435هـ