العدد 2489 - الثلثاء 30 يونيو 2009م الموافق 07 رجب 1430هـ

الرياضة بين الأمس واليوم

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

حينما ننظر في شأننا كرياضيين خصوصا من هم عاشوا مرحلة تأسيس الاتحادات الرياضية في منتصف السبعينات من القرن الماضي، نجد أن هناك فوارق شاسعة بين ممارسة الرياضة بين الأمس واليوم، ونظرة المجتمع إلى هذه الممارسة... فبعد أن كانت مجرد المشاركة مع الفرق الرسمية خطا احمر من قبل أولياء أمور اللاعبين، الذين يخافون على أبنائهم من ممارسة الرياضة ولعبة كرة القدم خصوصا لكونها اللعبة الشعبية الأولى. والسبب أنهم يرون في ممارستها إضاعة للوقت، وسببا رئيسيا للفشل في الدراسة. وإذا حدث أن انضم احد اللاعبين لأحد الفرق المشهورة، كان يداري مشاركته حتى لا يفتضح أمره خوفا من بطش آبائه أو إجبارهم على عدم ممارسة الكرة.

أما اليوم، وبعد أن كانت ممارسة الرياضة لهوا ولعبا، أصبحت (الرياضة) علما يدرس في الجامعات، ويتخصص فيه المدربون والمدرسون، وأصبحت مهنة كباقي المهن «تأكل عيش» على رأي إخواننا المصريين. وزاد من تعاظم شأن الرياضة وكرة القدم في السنوات الأخيرة بعد أن تفتحت أبواب الاحتراف وأصبح اللاعب يحصل على مبالغ طائلة لم يكن هو وأهله يحلمون بها. وحينما نتابع قصص نجوم كرة القدم مثل اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي أصبح أغلى لاعب في العالم، أو سيرة اللاعب البرازيلي ادريانو أو رونالدينيو سنجد أن النجاحات الرياضية لم تصبه هو فقط بل انتقلت إلى عائلاتهم وكل من له صلة بهم. وأتذكر ما ذكرته الصحافة الصينية بعد انتهاء دورة الألعاب الأولمبية بالصين، أن الحكومة الصينية أصدرت أوامر للمسئولين بضرورة الاهتمام بكل قرية ولد فيها بطل أولمبي بتزيينها وتبليط شوارعها بما يتناسب مع مقام الميدالية الاولمبية. وأكثر من ذلك ان المسئولين عن الرياضة في الولايات المتحدة الأميركية اعدوا دراسة مستفيضة عن شعب كوستاريكا بعد أن كسر العداء اوساين بولت الأرقام القياسية للمسافات القصيرة!

والإيمان بأهمية الرياضة في حياة الشعوب يجب ألا تقتصر على الأفراد، بل على الحكومات أيضا، واضرب مثلا على ذلك لحكومتنا في مملكتنا، وأقول ان البحرين شهدت في الثمانينات سياحة رياضية في فصل الصيف كانت تدر أموال طائلة على الفنادق والمواصلات وتنعش الأسواق، لان كل الفرق والمنتخبات الرياضية الخليجية كانت تحرص على إقامة معسكراتها في البحرين؛ بسبب وجود صالتين حديثتين آنذاك تصلحان للتدريب عليهما وإقامة المباريات عليهما الصالة الرياضية بأم الحصم ومركز الشباب بالجفير. وبالتالي نطالب مواكبة الزمن والاهتمام اكبر ببناء منشآت حديثة للأندية والاتحادات الرياضية.

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 2489 - الثلثاء 30 يونيو 2009م الموافق 07 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً