دعا مسئول قسم الحريات الدينية في مرصد البحرين لحقوق الإنسان الشيخ ميثم السلمان لإلى تشكيل هيئات رقابية مستقلة (غير حكومية) لمراقبة خطابات الكراهية في العالم العربي في ظل ما يشهده الإقليم والمنطقة من توتراتٍ وعنفٍ وتجاذباتٍ طائفية عميقة في المرحلة الراهنة، مشيراً إلى أن ظاهرة العنف أو التهديد بالعنف الديني والطائفي والمذهبي نمت في العالم العربي والإسلامي في زمن قياسي، موضحاً أن المنطقة بأكملها على صفيح ساخن وبالتالي لابد لمؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والقيادات الدينية والمجتمعية والأنظمة السياسية أن تتحمل المسئولية التاريخية والوطنية في التصدي العملي بكل تفرعاته المدنية والقانونية والاجتماعية والسياسية والدينية لظاهرة تنامي الكراهية في المجتمعات.

وأكد السلمان، أثناء مشاركته في ورشة عمل إقليمية، نظمتها الأمم المتحدة في تونس بعنوان «دور مؤسسات المجتمع المدني في تشجيع التسامح ومكافحة الكراهية «، يومي 16 و17 أكتوبر/ تشرين الأول 2014، أدارت جلساتها مديرة مركز الأمم المتحدة للإعلام في القاهرة (UNIC) الإعلامية البحرينية خولة مطر، مبدأ المسئولية الجماعية في التصدي لانتشار لغة التحريض على الكراهية الإثنية والدينية في العالم العربي والإسلامي؛ منوهاً إلى أهمية تشجيع المبادرات الصادرة عن مختلف القطاعات بما فيها مؤسسات المجتمع الديني والمؤسسات الدينية faith based organizations؛ معتبراً ذلك منسجماً مع الفقرة 35 من خطة عمل الرباط لمكافحة خطاب الكراهية، التي أكدت أن مبادرات مكافحة تنامي الكراهية لا يجب أن تعتمد على السلطة فقط؛ بل إن دور مؤسسات المجتمع المدني والقيادات المجتمعية والدينية لا يقل فاعليةً وتأثيراً.

واعتبر السلمان انتشار لغة الكراهية والتكفير في العالم أمراً خطيراً للغاية؛ بملاحظة أن الخطاب الديني المشوه بات للأسف الشديد أحد مصادر خطاب الحض والتحريض على الكراهية، وما يتبعه من انتهاكاتٍ جسيمة لحقوق الإنسان؛ بل من جرائم ضد الإنسانية والبشرية أحياناً انطلاقاً من تفسيراتٍ متطرفة وطائفية للدين بعيدة كل البعد عن جوهر الأديان.

وكشف السلمان عن قيام مرصد البحرين لحقوق الإنسان بتسليم رسالة كتابية للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في يونيو/ حزيران 2012، يطالبها فيها بدعم البحرين لتنفيذ توصيات «خطة عمل الرباط» الداعية لاعتماد تقييدٍ للخطاب الداعي إلى الكراهية من دون الخروج عن الحق المكفول في حرية التعبير.

وشارك مرصد البحرين لحقوق الإنسان في 10 ندواتٍ محلية ودولية في آخر عامين من أجل التثقيف والحث على ما جاء في خطة عمل الرباط؛ وذلك إيماناً منه بالعلاقة البنيوية بين تنامي الكراهية وانتهاكات حقوق الإنسان في البحرين وغيرها من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

كما حضر مرصد البحرين لحقوق الإنسان عدة حلقات عمل بشأن حظر التحريض على الكراهية القومية والعنصرية والدينية كان آخرها ورشة جنيف، والتي شارك فيها المقرر الخاص المعني بحرية الدين والمعتقد بيدلفيلد والمقرر الخاص المعني بالتمييز غير التقليدي. كما كان للمرصد حضوره في اجتماع اللجنة الخاصة في فبراير/ شباط 2013 وفي اجتماعات مايو/ أيار وسبتمبر/ أيلول 2013 وفبراير 2014.