توقع أمين عام وزارة الخارجية العمانية بدر بن حمد البوسعيد، التوصل قريبا إلى حل للخلاف الخليجي مع قطر الذي أدى إلى سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين.
وقال البوسعيد لصحيفة «الشرق الأوسط» السعودية على هامش ندوة في لندن «أرى أن هذا النزاع، في الغالب، قد صار أمرا من الماضي، وأعتقد أن هناك ديناميكية مثيرة للاهتمام في علاقة العمل بين كافة الدول الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي، ولا سيما بين قطر والسعودية والإمارات». وقال: «أعتقد أنه من الإيجابي أن تسير الأمور في هذا الاتجاه، ونتمنى التوفيق للجميع. جرى تحقيق تقدم، والعمل لا يزال مستمرا».
وحول دور الوسيط الذي لعبته بلاده بين الولايات المتحدة وإيران في قضية الخلاف حول الملف النووي، قال البوسعيد لـ«الشرق الأوسط»: «نحن متفائلون، وندعم العملية بشكل كبير، وبالتالي يمكننا إزالة عبء إحدى القضايا الهامة للغاية التي قد تشكل خطرا على أمن دول منطقة الخليج». وأضاف: «أتمنى لهم جميعا كل التوفيق، وأتمنى أن تنجح هذه المفاوضات في تحقيق أهدافنا المشتركة بشأن المنطقة والعالم».
وقد حث البوسعيد أيضا، في خطاب له أمام أعضاء الجمعية الأنجلوعمانية في لندن الجهات الفاعلة الإقليمية على بذل المزيد من الجهود بغية تعزيز الحوار من أجل تسوية الأزمات الإقليمية التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط.
كما دعا البوسعيد، كلا طرفي الصراع الدائر في سوريا إلى «إظهار التزامهما» حيال مستقبل الشباب السوري «من خلال الرجوع إلى طاولة المفاوضات». ودعا إلى الالتزام بعملية جنيف.
وحث المسؤول العماني المفاوضين الإيرانيين والدوليين على المضي قدما وتسوية النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل قبل حلول الموعد النهائي للمحادثات الذي حدده كلا الجانبين.
وقال بدر بن حمد البوسعيد إن «الجغرافيا السياسية العالمية - مثلها مثل أي شيء آخر - تتعلق بالتوقيت، وقد حان الوقت الآن من أجل التوصل إلى حل». ودعا البوسعيد خلال كلمته إلى إيلاء المزيد من التركيز على الحوار من أجل حل النزاعات الإقليمية، كما حث الجهات الفاعلة الدولية إلى إيلاء المزيد من الاهتمام إزاء المسائل المحلية.
وفي هذا الصدد، قال: «لا يمكن فرض السلام»، مضيفا: «سواء كان ذلك في العراق أو أفغانستان أو سوريا أو اليمن، يتعين على السكان والقادة المحليين تحديد خياراتهم. وتعد القضايا والأوضاع التي تشهدها تلك المناطق فريدة من نوعها، وهم وحدهم بمقدورهم فهم تعقيدات تلك الخلافات.. وما هي النقاط التي يمكن التوصل لاتفاق بشأنها».
وفيما يتعلق بتنظيم داعش، دعا البوسعيد المجتمعات والحكومات لمكافحة أعمال التطرف كجزء من حل طويل الأجل، موضحا أنه لا يوجد «حل سحري أو انتصار سريع».
وقال: «إنها المعركة التي يتعين فيها على الأئمة والمدرسين وأرباب العمل والأمهات والآباء لعب دور جنود المشاة على خط الجبهة. إنها المعركة التي يمكن أن يلعب كل شخص عاقل بموجبها دورا إيجابيا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي».
وأضاف: «تواجه الحكومات تحديا لإجراء إصلاحات ونشر التوعية، وبناء سبل السلام. التطرف يتغذى على حالات عدم اليقين، والافتقار للفرص، وانتشار الجوع واليأس. يتعين على حكومات القرن الـ21 عدم السماح باستمرار تلك الأوضاع».