العدد 4424 - الجمعة 17 أكتوبر 2014م الموافق 23 ذي الحجة 1435هـ

طقوس وتقاليد الزواج قديماً في البحرين

في دراسة تم إعدادها عن الألعاب الشعبية والأغاني الفلكلورية وأثرها في بناء الشخصية الاجتماعية (1)

تعكس دراسة تم إعدادها عن الألعاب الشعبية والأغاني الفلكلورية المستوى الثقافي والفني للشعب البحريني، وهي الأولى من نوعها في المملكة حيث إننا في الوقت الراهن نفتقر لوجود متخصصين ومراجع كافية للرجوع إليها في هذا المجال ونظراً لكون التجربة البحرينية حديثة ومع حركة الإصلاح طلب منا نحن أبناء الوطن الدراسة والاجتهاد من أجل سد الفراغات من التخصصات التي تتطلبها المصلحة العامة وسيتناول البحث دراسة وشرح وتحليل الألعاب والأهازيج الشعبية والمهارات الفردية وعلاقتها بالأغاني المعروفة في المجتمع البحريني خلال فترة الخمسينيات مع كتابة النوتة الموسيقية لها وتصوير حركتها بالصوت والصورة.

الأهداف الثقافية لمشروع الأوبريت مأخوذة من مقولة المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه وهي: «من ليس له ماضي ليس له حاضر ولا مستقبل» وهي:

- الدعوة للتمسك بالموروث الوطني والعودة إلى الجذور.

- إعادة تجسيد الأعمال والحرف اليدوية والصناعات التقليدية البسيطة وتطويرها.

- المحافظة على الفنون الشعبية القديمة والعادات والتقاليد واستمراريتها وإقامة مهرجان سنوي للتراث.

- الاهتمام بالرعيل الأول من الفنانين البحرينيين والعناية بالموسيقيين للنهوض بهذا الحقل الإبداعي المهم الدال على رقي شعب هذه الأرض الطيبة.

- توثيق تاريخ وأسماء مؤسسي الطرب في البحرين.

- إنشاء صندوق لرعاية الفنانين المتقاعدين وتشجيع المواهب للأجيال القادمة.

- عمل ملتقى أو جمعية للفنانين للتشاور والتحاور في القضايا والأمور الفنية.

ففي الخمسينيات من القرن العشرين، برزت إلى السطح كلمة (التراث الشعبي) ودخلت هذه الكلمة في مضمون اجتماعي واسع، حيث إنها تحرك في النفس الانتماء إلى الأرض والعاطفة الوطنية، وأصبح كل شيء شعبي يعني الأصالة: حفل شعبي، مطعم شعبي، فلكلور شعبي، ألعاب شعبية.

لقد تأثرت أنا أيضاً في هذه الفترة وكانت لدي عدة أعمال تراثية أطلقت عليها اسم الأغاني الفلكلورية والتي تضمنت بعض من العادات والتقاليد. ومن ثم حولتني هذه الاهتمامات الفلكلورية إلى أحد المتخصصين في هذا اللون الفني والذي يتطلب الجهد في جمع المعلومات الدقيقة لإبرازها بصورة صحيحة.

ونظراً لكون البحرين مجتمعاً زراعياً، فقد كانت معظم الزيجات تتم داخل نطاق العائلة الواحدة وكثيراً ما كانت تسمى البنت إلى ابن عمها أو خالها وهي لاتزال طفلة صغيرة وليس لها إذا نضجت حق التغيير من هذا المصير الذي أرادته العائلة.

الخطبة

والخطبة هي المرحلة الأولى للزواج وتبدأ عادةً بين نساء العائلتين فتذهب عمة الزوج أو خالته إلى عائلة الفتاة وتطلب يد الفتاة من والدتها وتعتبر هذه العملية عملية جس نبض أو تجسس قبل ذهاب والد الخاطب إلى والد المخطوبة.

وبعد أيام من الزيارة الأولى يعاود نسوة أهل الخاطب إلى بيت المخطوبة لمعرفة رأيهم الأخير فإذا وافق الأهل رتبوا زيارة للتواسي أي للاتفاق على المهر وتنتهي هذه الزيارة بتحديد موعد الملچة وموعد الزفاف أو العرس ثم يحضر الشيخ لعقد القران والتسليمة ويقوم أهل المعرس سابقاً بوضع الهدايا والثياب في عدة نقشات، وتوضع الحلويات والمكسرات وتزين الدار بالقماش والمشامر الجميلة الألوان ومساند الزري أو سعف النخيل ويزيّن جدران المنزل والبوابة بسعف النخيل.

وتوضع التسليمة في الصواني وتقوم النسوة بترديد الأغاني والجباب والصفاق ومن أمثلة هذه الأغاني (بأن الصبح بانية... وفي حوشنا دچة وليوان وثوب النشل)، (ولو ما دلالچ ما تعنينا) ويضعونه على باب بيت المعاريس وتستمر الأغاني حتى ساعات متأخرة من الليل. تغطى جدران حجرة المعاريس بالفرشة ويسمى القماش المعلق على الجدران بنديرة وتوضع فوق الجدران أقمشة لماعة ذات ألوان تسمى السناح وتتدلى من سقف الزينة زجاجات على شكل رمانة مزركشة وأثواب النشل ذات منظر جميل جذاب وترص المرايا الكبيرة وتوضع معها الشموع وفي أحد أركان الفرشة توضع الدواشك والمساند بجانب السرير الذي يسمى (السجم) وأحياناً يوضع سريران مختلفا الارتفاع وتوضع فوق السرير ناموسة وتوضع المخدة ويعرض الطرّاحة وتغطى عادة بقماش لونه أحمر وتوضع في ركن من الحجرة صندوق يسمى (مبوّت) على سلة كبيرة من السعف لحفظ ثياب العروس المعطرة بالرازقي والياسمين وتوضع المساند والتكيات ليستريح عليها الزوج وطاولة صغيرة عليها المباخر والمراشّه وماء الورد.

يذكر أن المعرس لا يرى العروس قبل الملچة لا تراها إلا الداية المسئولة عن تزيينها. وتقوم الداية خلال هذا الأسبوع بتزيينها ثم أخذ العروس إلى الحمامات الطبيعة مثل أبوزيدان أو حمام الشيخ أو عذاري للنسال وتقوم الداية بغسل شعر العروس بالطين وفرك جسمها باستخدام ليفه خشنة وتعطيرها بالطيوب والبخور والعطور، وتردد الأغاني لهذه المناسبة: قومي انسلي... حناچ عجين...

وبعد الانتهاء من الاستحمام تلبس العروس الملابس الجديدة والرداء الأحمر ثم يذهب بها إلى مسجد الصبور لقراءة المولد.

(صلوا على المصطفى... يا أيها الرسل) ثم يقومن بتقميع أظافر يدها ورجليها بمادة الخضاب وتوزيع الحلويات والممروس والخنفروش وعادة ما تستمر هذه الطقوس (سبع ليالٍ وليلتين وليلة... حتى نوصل دار أبوش يا الزينه).

ثم توضع الحناء في كفي ورجلي العروس وتسمى (حنة العجين) حيث تبرم العجينة على شكل خيوط تأخذ أشكال هندسية جميلة وتنام العروس على الدوشك وترفع رجليها على المسند وتبقى على هذا الوضع للصباح ليجف الحناء والعجين.

العدد 4424 - الجمعة 17 أكتوبر 2014م الموافق 23 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:28 ص

      طقوس وتقاليد الزواج قديماً في البحرين ذهب

      هالأيام موكل ما يلمع ذهب

اقرأ ايضاً