العدد 4424 - الجمعة 17 أكتوبر 2014م الموافق 23 ذي الحجة 1435هـ

أحيت أمسية في بيت الشعر... العمانية بنت خاطر تبث هواجسها لزرقاء اليمامة

أحيت الشاعرة العمانية سعيدة بنت خاطر أمسية شعرية في بيت الشعر (بيت إبراهيم العريض) مساء يوم الإثنين 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2014، وذلك ضمن برنامج «الحلم والأمل» من فعاليات الموسم الثقافي الرابع عشر لمركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث.

وطاب لابنة خاطر خلال الأمسية أن تحلق في قصائدها بين تخوم نبرة ذاتية غنائية، وفضاءات هجس بالآخر، حيث دندنت مرة بأوتار العشق من جبال الحب في عمان إلى شواطئ اليامال في البحرين، ثم ألقت عصا الترحال لتحكي قصة تعالقها مع نص للشاعر نزار قباني، منتظرة رده، ولمّا لم يهجس سوى بدعابات غزلية في حديث عابر تركته، عادت لتقرأ شيئاً في رثائه لما رحل، ثم انطلقت لتسرد نصاً آخر أسرجت به حكاية زرقاء اليمامة لتبثها ما تهجس به من شجون في هذا الزمن العربي الحالك علّها تتبصر الطريق كجدتها اليمامة.

كم قلت يا وجعي أفق

هذا البريق إلى أفول

يا قوم كحلي ليس للبيع

وليس للعرس المضمخ بين زغردة الطفول

أسرجت صوتي للرياح تصره سراً دفين

لا طسم تسمعني ولا صوت الخلاخل تستبين

كم قلت يا وجعي أفق كم قلت يا ليل استفق

إني أرى شجراً يسير

شجرٌ طوى شعب المشارف والدروب

لكن قومي ما ارتضوا حرفي الدليل

قالوا هرمت وخانك النظر الكذوب

يا آل يعرب يا جديس ويا طسم

ما عاد يعبث من تلاحقه سكاكين تسن بقلب ليل

إني أرى شجراً أتى من كل ناحية يسير

هاهم تكاثر جمعهم وتكالبوا

نهشوا القلوب

يا من تجرع كيدهم وجعي

دمائي من سنين لا تسملوا عيني تباعاً مرتين

إني وهبت الرائيات ثمين كحل لايزال لسحره

ذلك الشوف المكلل بالزهور

وثقت عهد الرصدات على المشارق والغروب

وأنا هناك أنا هناك ولم أمت خبأت سري في العيون

كلما احتبس الضياء نادتني آهات النساء

ولما أفاقت من وجع الحروف راحت توظف حكاية زرقاء اليمامة مضيئة سيرتها بهوامش علّها تبوح بما تريده من معنى فزرقاء اليمامة التي ترى من مسيرة يوم واحد أو أكثر بحسب الأسطورة ستكون عيونها التي تبحث بها في المكان العربي عما لا تستطيع أن تبصره من نذير، مشيرة إلى لعبة الأعداء حين حمل كل رجل مهم غصناً لخداعها، فقالت «إني أرى شجراً يسير».

وبعد ترحال الحروف في زمن راهن عادت العمانية سعيدة بنت خاطر ظامئة تبحث في تفاصيل المكان العربي من شامه إلى يمنه بعيون زرقاء اليمامة، علّها ترتوي من عطش السؤال، فألقت رحالها أمام ينابع تهامة الجافة، وسد مأرب الشحيح، وبروج بابل المهجورة، وقصور الزباء المتهالكة، في وقفة تأمل هي ليست نبرة رثاء حديث لممالك قديمة، بل عبور في الزمان والمكان القديمين، إلى هموم الزمان والمكان الحديثين، مخاطبة جدتها اليمامة أن تعيرها كحل عينيها لتستبين الطريق بعيداً كذب نبوءات العرافين.

«الليل في فمه مرايات الصباح.

- والصبح ليل أظلمت جنباته وإن استنار.

- لبست الشتاء لهيب صيف حارق،

- والصيف كفن شمسه.

- حين اقتدى ثلج الشتاء.

- والعين عاجزة البصيرة جدتي

- والقوم جمعاً يسخرون

- لكم رأيت وكم رأيت

- كم قلت يا زرقاء إني من ورثت اللعنة الكبرى

- شجراً أراه قد نكست منه الرؤس وثماره متدحرج فوق التراب

- وجذوره من أرضها قلعت بغدر وارتمت دون قرار

- يا جدتي إني أرى .. حسان بألف وجه

- وكما استباح دماك .. ها هم صوتي يدبحون

- أو يسفك العربي دم اليعربي».

العدد 4424 - الجمعة 17 أكتوبر 2014م الموافق 23 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً