تدخل الضربات الجوية من قبل التحالف المكوَّن من 40 دولة، والذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد «داعش»، الشهر الثالث إذا أضفنا 148 ضربة جوية شنها الجيش الأميركي منذ الثامن من أغسطس/ آب الماضي في شمال وغرب العراق، من دون أن تحقّق نتائج تذكر.
مدينة كوباني المتاخمة للحدود التركية، وعلى رغم شراسة المقاومة واستماتتها؛ في الطريق إلى السيطرة على الجزء الأكبر منها، على رغم استمرار الضربات الجوية التي تحاول أميركا إقناع العالم بحقيقتها وجدواها! ما سقط من مقاتلي «داعش» على يد المقاومين في كوباني يتجاوز أعداد الذي سقطوا جراء القصف الجوي؛ بحسب بعض المحللين الذين لم يبرحوا مساحة التهكّم في تناولهم للأحداث!
محافظة الأنبار وهي أكبر المحافظات العراقية (غرب، وتبلغ مساحتها 138،500 ألف كيلومتر - ثلث مساحة العراق - ويبلغ سكّانها مليوناً و900 ألف نسمة) في طريقها إلى السقوط بعد أن تم إحكام حصارها والهجوم عليها من ثلاثة محاور. مسئول عسكري أميركي صرّح قبل يومين لإذاعة «بي بي سي»، بأن مقاتلي «داعش» لا يفصل بينهم وبين مطار بغداد سوى أقل من 30 كيلومتراً، وقال المسئول نفسه: «لن نسمح لهم بالاقتراب من المطار. نحن بحاجة إلى المطار»! وضمن مساحة التهكّم على التصريح أيضاً: «لا بأس إنْ سيطروا على مناطق في بغداد باستثناء المطار»!
وبالنسبة إلى محافظة نينوى التي تبلغ مساحتها 37.323 كيلومتراً، تمت السيطرة على مركزها (مدينة الموصل) التي تبلغ مساحتها 14,411 كيلومتراً قبل شهور، عدا تقدم المسلحين إلى مناطق في الأطراف، يقترب «داعش» من السيطرة تقريباً على ما يعادل نصف مساحة العراق، ولن يكون صعباً، بالتكتيك الذي لم يكن جديداً والمتمثل في عمليات التفجير المستمرة في العاصمة بغداد، وغيرها كتمهيد لبسط المسلحين سيطرتهم على الأجزاء التي يعمدون إلى إشاعة جو من الرعب والحرب النفسية لدى سكانها بتتابع تلك العمليات، كما تشهد مدنٌ أخرى مثل تلك التفجيرات وإنْ بدرجةٍ أقل، يضاف إلى ذلك الأداء العسكري البائس لقوات التحالف، التي وضعت العالم في الصورة التي تريدها أميركا بشكل مسبق، بإعلانها أن الضربات الجوية لن تتمكن من حسم الموقف بتلك السهولة التي يتصورها كثيرون، «الحرب قد تمتد إلى شهور وربما إلى سنوات».
الحرب البرية غير واردة في هذه المرحلة، وخصوصاً مع توافر غطاء لانسحاب مقاتلي «داعش» إلى الحدود المتاخمة لسورية، والتي أحكم التنظيم السيطرة على أجزاء كبيرة منها، واستقرت فيها مؤسساته، إذا صح إطلاق اسم مؤسسات عليها!
لكل حساباته. لتركيا حساباتها برفضها المستميت مد المسلحين الأكراد في كوباني بالسلاح الذي يمكّنهم من الصمود ربما لشهر مقبل؛ عدا حاجة المدينة إلى المواد الغذائية والأدوية التي هي في طريقها إلى النفاد.
لا يمكن إقناع العالم بأن الولايات المتحدة، بكل أقمارها الاصطناعية ومركز تجسسها الأكبر في المنطقة الذي يتخذ من سفارتها مقراً له، لم تستطع رصد تحركات مقاتلي «داعش» طوال الشهور الماضية، وهي الأخرى لها حساباتها؛ إذ اكتفت لفترة بتوجيه طائراتها من دون طيار فيما يشبه الطيران الاستطلاعي، والقصف الذي لم يقدم ولم يؤخر، لولا حادث النحر لأحد مواطنيها الذي وجدت فيه سبباً كافياً واستثماراً طويل الأجل لاختراع التحالف، والذهاب إلى ما يشبه النزهة في الجو!
كلفة التحالف «الكرتوني» له فاتورته الكبيرة التي لن تقل عن 500 مليار دولار، بترك أمَد مواجهة «داعش» مفتوحاً؛ ليتجاوز الرقم ذاك فواتير حرب استمرت 8 سنوات بين العراق وإيران، وكانت وقتها 400 مليار دولار تم تمويل الجزء الأكبر منها من خزائن دول المنطقة!
وليست من الطأفنة في شيء حين نشير إلى أن مصالح بعض دول الإقليم التي دخلت التحالف، لم تكن بمنأى عن المصالح الآنية؛ إذ طوال أسابيع أمعن «داعش» في قتل الآلاف (سبايكر يظل الشاهد الأكبر لا الوحيد)، والتفجير والسبي وكل ما هو على صلة بالهمجية والحيوانية من دون أن تحرك ساكناً ولو ببيان إدانة. لم يفعل بعضها ذلك إلا حين امتدت آلة القتل والنحر إلى بعض المكوّنات العراقية المحسوبة عليها. وذلك بلاء وشر عظيم يتم حصد نتائجه اليوم وغداً، ولن تكون سارة، ولن تبعث على استقرار أي مكون في هذه المنطقة؛ عدا التهديد الذي يمتد إلى العالم... كل العالم.
في ظل المصالح تلك، لا أحد يدفع الثمن المكلف وربما القاتل سوى شعوب المنطقة، ولو ظلّت الآلة الإعلامية تضرب على وتر الفرز والانتقاء والنظر بعين واحدة أحياناً، وكأنها طوع الجهات والقوى التي تريد استدراج المنطقة إلى الحدود النهائية للجحيم، الذي نعيش - حتى الآن - أول فصوله!
من قال إن بعض المصالح، وبتلك النظرة التي عايشنا ونعايش اليوم، لا تقود إلى الجحيم؟
أهلاً بكم في الجحيم!
العدد 4422 - الأربعاء 15 أكتوبر 2014م الموافق 21 ذي الحجة 1435هـ
من واقع منطقتنا
هذه الحقيقه برمنه الضحك على ذفون الناس
هناك من يستعد ان يدفع مادام جالس علي كرسي الحكم
الموضوع واضح والغباء لدى من عنده الإستعداد ليصنع بطلا كداعش وثورة العشائر ليأتي بعدها ليأكله بعد ذلك على طريقة الكفار واصنام التمر قبل الإسلام ونقول اللعبة واضحة مند البداية واتضحت أكثر بأصوات من محافظة الأنبار تطلب تدخل قوات أمريكية واخرين قوات عربية لأنهم بيكونون من نفس النسيج والنتيجة هي الحقد الذي سيدمر العراق العظيم وايضا هي كرة الثلج المراد لها أن تكبر وتدمر سوريا واحسبوا كم دولة عربية انتهت