تمكن الراحل العلامة الشيخ أحمد بن الشيخ خلف العصفور، من جمع البحرينيين تحت قبة مأتم الحاج حسن العالي بقرية عالي، حيث المكان المخصص لمجلس عزائه.
المجلس، الذي أقيم أمس الثلثاء (14 أكتوبر/ تشرين الأول 2014)، ضم حشوداً كبيرة من البحرينيين، تصدرهم نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، والذي قال في حديث لـ»الوسط»: «إن الفقيد له معزة خاصة لدينا جميعاً، فهو من رجال البحرين الأوفياء ممن قاموا بدور وطني مشهود، ويمثل رحيله خسارة للبحرين وللأمة الإسلامية جمعاء، فهو من الرجال الذين قدموا وأسهموا في خدمة الدين والوطن، وندعو له بالرحمة وأن يدخله الله الفسيح من جناته».
وبجانب ذلك، فقد ضم المجلس في يومه الأول، حضور عدد من الشخصيات الرسمية، من بينهم رئيس مجلس الشورى علي الصالح، رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني، وزير الديوان الملكي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، مستشار جلالة الملك لشئون الإعلام نبيل الحمر، مستشار جلالة الملك للشئون الدبلوماسية محمد عبدالغفار، النائب العام علي البوعينين، وعدد من الوزراء.
كما شهد الحضور، تواجد عدد من السفراء، بما في ذلك السفير الكويتي الشيخ عزام مبارك الصباح، والسفير الأميركي توماس كراجيسكي، إضافة إلى حشد من علماء الدين من الطائفتين الكريمتين، ورجال القضاء وشخصيات سياسية عامة.
الظهراني: التواضع والتواصل صفة الفقيد
إلى ذلك، تحدثت «الوسط» مع عدد من الشخصيات التي توافدت لتقديم التعازي، حيث عبر رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني عن حزنه على فقد العلامة الشيخ أحمد العصفور، مؤكداً أن الفقيد يمثل الشيء الكثير للبحرينيين كافة، وبجميع طوائفهم، حيث عرف عنه تواصله مع الجميع وحبه لهم، كما أن مواقفه في لم الشمل معروفة، ولذلك فإننا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحمه ويسكنه الفسيح من جناته».
وتعليقاً على تواجد الطيف المتنوع من البحرينيين في مجلس العزاء، قال الظهراني: «الفقيد يمثل جميع أطياف الشعب البحريني، حيث يمتاز بالتواضع والإخلاص والتواصل مع الجميع»، مبيناً تواصله الشخصي معه وفي الكثير من المناسبات، وموضحاً أن «الفقيد يبادلنا أيضاً التواصل عبر زيارتنا، ولذلك فهو يمثل الشيء الكثير لنا، وفقدنا له فقد لعطائه وإخلاصه، داعين له بالرحمة والغفران».
وزير الديوان الملكي: رحيل الفقيد خسارة للجميع
من جهته، قال وزير الديوان الملكي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، في تصريح لـ «الوسط»: إننا مهما تحدثنا عن الفقيد فلن يكون ذلك كافياً، فرحيله يمثل خسارة للجميع، حيث عرف عن تواصله مع الجميع، ودليل ذلك هذا الحضور الكبير من الناس ومن مختلف التوجهات».
البوعينين: للراحل أسلوبه الحكيم في القضاء
فيما تحدث النائب العام علي البوعينين، عن مشاعره حيال الفقيد، مشيراً إلى أن «محبة هذا الرجل في القلب هي أكبر من كل شيء»، ومؤكداً أن رحيله خسارة لا تقتصر على القضاء وحسب، بل للبحرين جميعاً، «فقد جمع البحرين في حياته وفي مماته، وأقل ما يمكن قوله هنا هو مقدار ما يتمتع به من حكمة، حيث تجلى ذلك في معالجته للمواقف كافة، العام منها والخاص».
كما نوه بحكمة العصفور في التعاطي مع ما مرت به البحرين من أحداث، ومعالجته للأمور وهو في القضاء بين أطراف الدعوى، مضيفاً «عندما يحضر المتقاضون من الطرفين كان الفقيد يعالج النزاع بطريقته الهادئة والتي تتسم بالحكمة، وله في ذلك أسلوبه المميز الذي استنسخه واستفاد منه الجميع».
المفتاح: على تلامذته ونحن منهم، تخليد تراثه
إلى ذلك، قال وكيل وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف فريد المفتاح: إن «رحيل الشيخ أحمد العصفور، يمثل خسارة كبيرة وعظيمة، فالبحرين فقدت برحيله عالماً جليلاً وعلامةً وفقيهاً، وواعظاً وقاضياً، ومحدثاً وخطيباً»، لافتاً إلى «أننا أمام شخصية متميزة وفذة، كان لها دور عظيم منذ عقود كثيرة في جمع الكلمة ولم الشمل ووحدة والصف، وفي دروسه كان يحضر الكثير من طلبة العلم والناس على مختلف توجهاتهم ومذاهبهم».
وأضاف «بفقده، فإن البحرين حزينة ولا شك في ذلك، فقد كان صاحب منهج متميز ومتفرد بتفرد شخصيته، ولا أظن أنها تتكرر، وهنا ينبغي علينا أن نفيد من رؤى هذا الشيخ العلامة ومن أفكاره ومن أطروحاته، ومن منهجه الوسطي والمتزن والمعتدل، والذي كان يراعي فيه الحكمة ويراعي فيه الروية، حيث كان حريصاً على أن لا يخاطب فيه فئة معينة إنما يخاطب جميع فئات البحرين، بل حتى على مستوى العالم الإسلامي».
وتابع «ماذا نقول عن الفقيد، الذي رأيناه قاضياً ورأيناه خطيباً، ورأيناه في وزارة العدل وفي المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يناقش ويعطي بحكمته أفكاراً كانت تصب دائماً في مصلحة الجميع، وتصب في مصلحة الأمتين العربية والإسلامية».
وأكد المفتاح أن «البحرين تفخر بأن يكون لديها أمثال هؤلاء العلماء العظام، فالبحرين ولادة، ونحن أمام عالم جليل ينبغي على طلبة العلم وعلى تلامذته ونحن منهم، أن نستفيد من أطروحاته وأن ننقل أفكاره ورؤاه، حتى يفيد منه الناس جميعاً، وأن نبث علومه وأن نحيي تراثه وأن نعمل من أجل أن نخلد هذه الشخصية، فتبقى شخصية تتوارث أفكارها وأطروحاتها وبحوثها العظيمة التي أفدنا منها الكثير».
وبين أن «العلامة العصفور، نال إشادة الجميع، فالكل يثني عليه ويرى له مكانة شريفة، وكان يأتينا في المحرق وفي جميع محافظات المملكة، ويجد من الجميع الاحترام والتوقير، ولا غرابة في ذلك فنحن أمام شخصية عرفت كيف تتعامل مع الناس على اختلاف مذاهبهم».
المدني: رحيل العصفور خسارة لأحد أعمدة التيار الديني
من جانبه، قدم نائب محافظ العاصمة حسن المدني، تعازيه للبحرين والأسرة العلمية في العالم الإسلامي قاطبةً بوفاة هذا العالم الجليل والكبير والذي أثرى المكتبة الإسلامية وأثرى المنبر الحسيني وهو عميده، معتبراً أن «رحيله بشكل خاص يمثل خسارة كبيرة للتيار الديني والصحوة الإسلامية في البحرين والمنطقة الإسلامية، بوصفه أحد أعمدة وأركان هذا التيار».
القطان: الفقيد وحد الناس حياً وميتا
بدوره، قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان: «إن هذا اليوم هو يوم حزين ومؤلم، ونحن هنا لنعزي البحرين في فقيدها، والذي كان مثالاً للوسطية والاعتدال والحب لجميع أبناء البحرين بمختلف طوائفهم»، مشيراً إلى أن «الفقيد تميز بتواصله حتى إذا طال الغياب بيننا يبادر بنفسه للسؤال عنا».
وذكر «أننا نرى جميع الأطياف البحرينية متواجدة هنا في مجلس عزائه، ليعبر ذلك عن قدرته على توحيد البحرينيين حياً وميتاً، ونسأل الله عز وجل بأن يتغمده برحمته».
وتعقيباً على توحد البحرينيين، عبر تواجدهم في مجلس عزاء العلامة العصفور، عبر النائب الوفاقي المستقيل جاسم حسين، عن أمنيته بأن يستمر ذلك، مؤكداً في الوقت ذاته أن «الحضور لا يشكل أية مفاجئة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تواجد الفقيد في جميع المحافل وقربه من الجميع، وهي فرصة من وجهة نظري لننادي بضرورة عودة البحرينيين لبعضهم البعض ونرى التزاور فيما بينهم، وأن لا يقتصر ذلك على الأحزان بل يشمل الأفراح والمناسبات السعيدة».
وأثنى حسين على حديث السفير البريطاني، تحديداً عبر قوله بأن الشيخ العصفور قد تجاوز حالة الانقسام الطائفي، معتبراً أن ذلك كلام صحيح، قبل أن يستدرك ليقول: «لكنني أطالب بالعمل على تعزيز هذه الحالة وأن لا نكون أمام حدث عابر ينتهي بعد 3 أيام مع انتهاء فترة العزاء، وهو دليل على طينة المجتمع الطيبة ومدى استعدادهم للتعايش السلمي ونبذ الخلافات، ويبقى التحدي في الاستمرار على ذلك».
كمال الدين: أحب الجميع فبادلوه ذات الشعور
من جانبه، قال عضو جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) إبراهيم كمال الدين: «تربطنا علاقات وثيقة وتاريخية مع عائلة العصفور، ويأتي ذلك امتداداً للعلاقات مع المرحوم الشيخ خلف العصفور، الذي نكن له كل التقدير والاحترام على مواقفه الوطنية التي أداها في حياته»، منوهاً في هذا الصدد بسلالة العصفور، ومعبراً عن ثقته في أن تتخذ نفس النهج الذي نهجه الشيخ خلف العصفور، والشيخ أحمد العصفور.
وقدم كمال الدين تعازيه لعائلة العصفور ولجميع محبي العائلة، ولشعب البحرين، بوفاة العصفور، مضيفاً «نكن لهذا الرمز كل الاحترام، فهو رجل أحب الناس والوطن فأحبه الجميع».
العدد 4421 - الثلثاء 14 أكتوبر 2014م الموافق 20 ذي الحجة 1435هـ
رحمك الله ابا خلف
رحم الله شيخنا الجليل وعالمنا القدير... حشرك الله مع النبيين والشهداء والاولياء
لله ما أخذ ولله ما أعطى
الله يرحمه ,, في المواجيب تطلع معادن الناس سواء كانوا شيوخ أو مواطنين بدون ألقاب !! البحرينيين شعب واحد نعم ولكن يجب أن لا ندفن رؤوسنا في التراب. المذاهب تختلف فيما بيننا ووجهات النظر حول القضايا السياسية تختلف ولكن المهم أن لا يصل فينا الحال إلى الخلاف المذموم وتداعياتها المقيتة. حفظ الله الجميع
نحتاج تنتأمل.. ما نعمله في الحياة هو ما نراه في الممات..
القطان: الفقيد وحد الناس حياً وميتاً ..
انظر للعقول المدوية بصمت..!
رحمه الله عليك، مت ولا زلت تعطي دروسا ولازال وجودك وكأنه حقيقي كهذا الجمع وكأنك موجود! ربي اسكنه جنتك وارحمه رحمة منك وارفعه درجات عالية من الجنة امين
إلى رحمة الله
رحمة الله عليك يا ابا خلف
ألف رحمه على الشيخ العصفور
هذة طيبة أهل البحرين الأصليين التي أذت إلي هذة النتيجة وليس المسؤولين في الدولة
الى جنان الخلد
الله يرحمه برحمته الواسعة فقد كان نعم العالم العامل
الى رحمة الله
الله يرحمه برحمته الواسعة
عظم الله أجوركم
الله يرحمه برحمته الواسعة و يسكنه فسيح جناته و يلهم أهله و ذويه الصبر و السلوان و يصبرنا على فراقه
محمد الموسوي \\ الكويت
الله يرحمه ويغفر له ويسكنه الجنه ان شاء الله تعالى *** عظم الله أجركم و احسن الله عزاكم يا اهل مملكه البحرين