قال مصدر أمني خليجي أمس الثلثاء (14 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أبلغ العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز هذا الأسبوع أن بلاده بذلت قصارى جهدها لحل الخلاف الخاص بعلاقات الدوحة مع الجماعات الإسلامية المتشددة إلا انه يبدو أن العاهل السعودي غير مقتنع.
وقال المصدر إن الشيخ تميم وصل جدة يوم الاثنين لإجراء محادثات استغرقت ساعتين بشأن هذا الخلاف داخل مجلس التعاون الخليجي الذي يمثل صدعا غير معهود بين أغنى دول في العالم العربي له تداعيات في أرجاء منطقة الشرق الأوسط.
وقال المصدر - الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع - إن السلطات السعودية لا يبدو انها اقتنعت اقتناعاً كاملاً بتصريحات أمير قطر. ولم يذكر المصدر مزيداً من التفاصيل.
وكانت السعودية والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة قد استدعت سفراءها لدى قطر في مارس/ آذار الماضي متهمة الدوحة بعدم الالتزام باتفاق يقضي بعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى.
ويدور الخلاف حول دور الجماعات الإسلامية ولاسيما جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر في الدول الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي والمنطقة.
وقال المصدر الذي يتخذ من جدة مقرا له «أراد الشيخ تميم خلال الاجتماع أن يبلغ العاهل السعودي بالأساس أن قطر قد لبت جميع الشروط التي طلبها الملك عبدالله وان ذلك يتعين أن يكون كافياً لوضع نهاية رسمية لهذا الخلاف».
وأضاف «وعد أمير قطر العاهل السعودي أيضاً بأنه سيجعله على اطلاع دائم بالسياسة الخارجية لقطر في محاولة لزيادة الشفافية التي التزم بها بدرجة ما».
ومضى المصدر يقول إن القيادة السعودية لاتزال غير مقتنعة بأن قطر أوقفت تمويل ما ترى الرياض انها جماعات متشددة في المنطقة والتي تضم أيضاً جماعات في سورية مثل جبهة «النصرة».
وقال المصدر «يتعين الاعتراف بإحراز تقدم إلا انه لايزال يتعين عمل الكثير. تمويل الإرهاب لايزال مشكلة خاصة بقطر».
وقال المصدر الأمني الخليجي إن أمير قطر اجتمع مع العاهل السعودي يرافقه وفد يضم رئيس الوزراء القطري عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني.
وأضاف ان السعودية تشعر بالقلق أيضاً من دور قطر في إطلاق سراح رهائن.
وفي سورية توسطت قطر في الإفراج عن رهائن أجانب وسوريين في مناسبات عدة خلال مراحل الحرب الأهلية في سورية التي مضى عليها أكثر من ثلاث سنوات.
وينفي مسئولون قطريون دفع فدى مقابل إطلاق سراح الرهائن إلا ان مصادر دبلوماسية غربية في الدوحة تقول خلاف ذلك. وترفض السعودية دفع فدى مقابل إخلاء سبيل الرهائن.
وقال دبلوماسي غربي لرويترز «نعم قطر لديها شبكة طيبة من العلاقات مع جماعات مثل جبهة النصرة». ومضى يقول «هذا لا يمنع من نوع ما من المدفوعات بصورة مباشرة أو غير مباشرة لهذه الجماعات وهو الأمر الذي يشجعها على اختطاف المزيد من الأشخاص».
العدد 4421 - الثلثاء 14 أكتوبر 2014م الموافق 20 ذي الحجة 1435هـ