اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أمس الثلثاء (14 أكتوبر/ تشرين الأول 2014)، أن تصويت البرلمان البريطاني لصالح الاعتراف بدولة فلسطين «خطوة بالاتجاه الصحيح تعزز فرص السلام».
وأعرب الناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة ، في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، عن التقدير الكبير لهذه الخطوة «وسط الاعتراف الدولي المتزايد بالدولة الفلسطينية، وبعد التصويت التاريخي للجمعية العامة للأمم المتحدة على الاعتراف بدولة فلسطين» في نوفمبر/ تشرين ثاني 2012.
وحث أبوردينة الحكومة البريطانية على سرعة الاعتراف بدولة فلسطين «لأن حل الدولتين هو وفق قرارات الشرعية الدولية». وكان النواب البريطانيون أيدوا مساء أمس بغالبية ساحقة الاعتراف بدولة فلسطين في تصويت رمزي. وتبنى النواب بغالبية 274 صوتاً مقابل رفض 12 المذكرة التي تدعو الحكومة البريطانية إلى «الاعتراف بدولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل كمساهمة في تأمين حل تفاوضي يكرس قيام دولتين».
في المقابل، اعتبرت إسرائيل أن اعتراف البرلمان البريطاني بدولة فلسطين يسيء إلى عملية السلام. وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية أن «اعترافاً دولياً سابقاً لأوانه سيوجه رسالة مقلقة إلى القادة الفلسطينيين بأن بإمكانهم تفادي الخيارات الصعبة المفروضة على الجانبين وهذا من شأنه أن يقوض فرص تحقيق سلام فعلي».
من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس غداة تصويت مجلس العموم البريطاني، أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطين «في حينه» إلا أن هذا القرار يجب أن يكون «مفيداً للسلام» وليس «رمزياً» فحسب.
وقال فابيوس في كلمة ألقاها أمام النواب الفرنسيين «عندما نقول بضرورة وجود دولتين (إسرائيلية وفلسطينية) سيكون هناك بالضرورة اعتراف بالدولة الفلسطينية وهذا أمر بديهي ومنطقي». وتابع فابيوس «السؤال الوحيد هو ما هي الإجراءات وكيف ستتم لكي تكون فعالة بأكبر مقدار ممكن. ما نريده ليس مسألة رمزية بل نريد أن نكون مفيدين للسلام».
جاء ذلك فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال زيارة استمرت ساعات عدة لغزة أمس إنه يشعر»بحزن شديد» حيال الدمار الذي أصاب القطاع بعد العدوان الإسرائيلي مدمر استمر خمسين يوماً.
وبدأ الأمين العام زيارته غداة مؤتمر للجهات المانحة في القاهرة تعهد تقديم مبلغ 5.4 مليار دولار لإعادة إعمار القطاع، بجولة في حي الشجاعية الذي تعرض لدمار هائل في العدوان الأخير، ومخيم جباليا للاجئين. وقال بان كي مون في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نائب رئيس حكومة التوافق الوطني، زياد أبوعمرو بعد لقائه وزراء من الحكومة «جئت إلى هنا وأنا أشعر بحزن شديد... الدمار الذي شاهدته لدى وصولي يفوق الوصف»، مؤكداً «هذا دمار أكثر بكثير مما رأيته في العام 2009» في إشارة إلى عملية الرصاص المصبوب التي انتهت في العام 2009.
ورحب الامين العام بالتقارب بين حركتي التحرير الوطنية (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) وحكومة التوافق الوطني قائلاً «هذه فرصة رائعة لتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت قيادة فلسطينية واحدة». ووقعت الحركتان اتفاق مصالحة وطنية في أبريل/ نيسان الماضي بهدف إصلاح العلاقات بينهما.
على صعيد آخر، أعلنت مصادر أمنية فلسطينية أمس أن مستوطنين أضرموا النار في مسجد قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة. وبحسب المصادر فإن المصلين في قرية عقربا وصلوا إلى المسجد لأداء صلاة الفجر ووجدوا النوافذ مهشمة بالإضافة إلى أضرار لحقت بالطابق الأرضي في مصلى النساء بفعل الحريق.
وبحسب مصور لـ «فرانس برس» فإن المستوطنين كتبوا شعارات «دفع الثمن» بالعبرية بالإضافة إلى إشارة إلى مؤسس حركة «كاخ» العنصرية المعادية العرب والمحظورة في إسرائيل، الحاخام مئير كاهانا.
العدد 4421 - الثلثاء 14 أكتوبر 2014م الموافق 20 ذي الحجة 1435هـ