شيَّعت حشود من البحرين والخليج، عصر أمس الإثنين (13 أكتوبر/ تشرين الأول 2014)، العلامة الشيخ أحمد بن الشيخ خلف العصفور، لمثواه الأخير بمقبرة عالي.

تجربة «أبوخلف» تستقر في عالي... وعائلته تفقد عمودها وعميدها

الجموع تشيّع العلامة العصفور لمثواه الأخير...ومطالبات بتوثيق سيرة العقود التسعة

بوري، عالي - محمد العلوي

شيعت حشود من البحرين والخليج، عصر أمس الاثنين (13 أكتوبر/ تشرين الأول 2014)، العلامة الشيخ أحمد بن الشيخ خلف العصفور، الى مثواه الأخير بمقبرة عالي.

موكب التشييع، الذي انطلق عند الساعة 3 عصراً، احتاج لنحو ساعة ونصف، ليبلغ لمستقره، حيث المثوى المقرر للشيخ العصفور، بجوار قبر أستاذه العلامة الشيخ إبراهيم المبارك.

وشهد التشييع، حضوراً بحرينياً رسمياً وشعبياً متنوعاً، حيث “تناسى الجميع خلافاتهم، واصطفوا خلف جنازة العصفور، الذي شكل ركناً من أركان التوافق الوطني”، على حد تعبير وزير العمل جميل حميدان.

واشتمل الحضور على شخصيات رسمية، تقدمهم رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة، النائب العام علي البوعينين، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء سالم الكواري، إلى جانب كل من رئيس مجلس الشورى علي الصالح، ووزير العمل جميل حميدان.

فيما ضم الجانب الأهلي شخصيات علمائية وسياسية من داخل البحرين وخارجها، تقدمهم سيدجواد الوداعي، الشيخ عبدالحسين الستري، الشيخ حسن الصفار، والنائب الوفاقي المستقيل عبدالجليل خليل.

وعلمت “الوسط”، أن وفوداً علمائية ممثلة لمرجعيات دينية، ستصل البحرين اليوم (الثلثاء)، وذلك من أجل تقديم التعازي لعائلة الفقيد، إلى جانب وفود خليجية من رجال أعمال وأعيان.

وفيما تعذر على “الوسط” الحديث مع وزير العدل، بعد إشارته إلى أن الأجواء لا تسمح بذلك، شدد رئيس مجلس الشورى علي الصالح، على ضرورة توثيق مسيرة الشيخ أحمد العصفور، وبيّن أن “الحاجة ماسة لذلك، لحفظ ذلك للأجيال المقبلة ولكي تعرف مقامات الرجال، ممن قدموا وأعطوا للناس والبلد، وأنا على ثقة تامة في قدرة أبناء الفقيد على توثيق سيرته العطرة”.

وقال إن العصفور هو فقيد للبحرين وفقيد للجميع، ومثله لا يعوض، داعياً له بالرحمة والجنة، ومؤكداً أن مكانة الشيخ أحمد العصفور لا تقتصر على المناصب التي تقلدها، بل لوجوده مع الناس من كل الأطياف ومن كل المكونات، وكونه ينتمي لعائلة عريقة في البحرين وخارجها. كما عبر عن ثقته في أن تستمر ذرية الفقيد في القيام بما عمل على تأسيسه.

حميدان: الفقيد علامة بارزة للتوافق الوطني

إلى ذلك، قال وزير العمل جميل حميدان: “إن الفقيد العصفور هو أجمل وأكبر علامة للتوافق الوطني، حيث ان سعيه الدائم لتأليف القلوب وتحقيق اللحمة الوطنية محل تقدير الجميع، وكان يتحمل المعاناة باستمرار، ويوصل الليل بالنهار من أجل تثبيت القيم العالية في المجتمع، ليطمئن القاصي والداني بأن بلدنا بلد خير وسلام لكي ينخرط الجميع في العمل والإنتاج”.

وأضاف “في يوم توديعه شاهدنا تواجد طيف متنوع من البحرينيين، ليشكل ذلك أكبر دليل على محبة الجميع له ومن كل التوجهات، وهي كلمة حق تقال في حق هذا الرجل، كما أن ذلك يمثل انتصاراً للعقل وانتصاراً للاتزان والعدالة الاجتماعية”.

وأضاف “أقولها بكل فخر واعتزاز، فقد تربيت في مجلسه ومجلس أخيه الشيخ عبدالحسين العصفور، وكنت أرى كيف تتجسد الحكمة في حل المعضلات والصعوبات، حيث كان الفقيد يتحلى بمزاج وثقافة واسعة، وصبر منقطع النظير للتصدي لأية مشكلة وإيجاد الحلول المناسبة لها، كما كان مثالاً لما نحتاج اليوم من سلوك يجب أن يتجسد لدى الجميع في المرحلة المقبلة، من أجل الوطن وشعبه العزيز”.

وتابع “تلقيت نبأ الوفاة بصدمة كبيرة، فهو خالي لكنه بمثابة الوالد على اعتبار أنني فقدت والدي في صغري وتربيت في بيت الفقيد وفي بيت أخيه الشيخ عبدالحسين العصفور”.

ورأى أن “المبادئ التي عمل من أجلها الشيخ موجودة لدى عدد كبير من الناس، ونحن نأمل في أن نجد فترة من الاعتدال والاتزان والوسطية، التي تحتوي الجميع”.