العدد 4418 - السبت 11 أكتوبر 2014م الموافق 17 ذي الحجة 1435هـ

استمرار المعارك واعمال العنف في ليبيا رغم دعوة الامم المتحدة لوقف القتال

استمرت حالة الفوضى ودوامة العنف في غرب ليبيا وشرقها حاصدة المزيد من الارواح اليوم الأحد (12 أكتوبر / تشرين الأول 2014) غداة زيارة خاطفة للامين العام للامم المتحدة لطرابلس دعا فيها الجميع إلى وقف القتال.

وقتل 21 شخصا على الاقل واصيب اكثر من 60 آخرين بجروح منذ السبت في مواجهات قبلية غرب طرابلس، كما قال مصدر في مستشفى غريان الذي نقل إليه الضحايا.

ولم يحدد المصدر الذي نقلت عنه وكالة الانباء الليبية هل الضحايا مدنيون ام عناصر ميليشيات.

وقال شهود ان كتائب منطقة الزنتان (على بعد 170 كلم جنوب غرب طرابلس) هاجموا السبت مدينة ككلة التي يساند اهلها ميليشيات "فجر ليبيا" الاسلامية.

وكانت ميليشيات فجر ليبيا التي تشكل تحالفا غير متجانس يضم عناصر ميليشيات اسلامية ومن مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) طردت كتائب الزنتان من طرابلس في آب/اغسطس بعد اسابيع من المعارك الدامية.

وكانت كتائب الزنتان تسيطر آنذاك على قسم كبير من العاصمة بما في ذلك المطار الدولي.

وبعد طرابلس، وسعت ميليشيات فجر ليبيا عملياتها العسكرية الى غرب العاصمة بمنطقة ورشفانة المتحالفة مع الزنتان والمتهمة بايواء انصار للنظام السابق.

وتدور معارك شبه يومية بين الطرفين المتنافسين على رغم دعوة الامم المتحدة الى وقف اطلاق النار.

وخلال زيارة غير معلنة السبت الى طرابلس، دعا الامين العام للامم المتحدة الى وقف المعارك في ليبيا لبدء حوار سياسي لانهاء الفوضى الدستورية واعمال العنف الذي تجتاح البلاد منذ ثلاث سنوات.

وقال بان "نطلب من جميع المجموعات وقف القتال"، داعيا ايضا كافة الميليشيات الى "الانسحاب من المدن والمباني الرسمية".

وشدد الامين العام للامم المتحدة "فلنكن واضحين: من دون وقف فوري للمواجهات العنيفة ومن دون ارساء سلام دائم، سيكون الازدهار والحياة الفضلى حلما بعيد المنال".

ومنذ سقوط العقيد معمر القذافي في 2011 بعد نزاع استمر ثمانية اشهر، تفرض الميليشيات التي حاربته القانون في بلد غارق في الفوضى مع برلمانين وحكومتين تتنازعان الشرعية.

وجاءت تصريحات بان في افتتاح جولة جديدة من الحوار بين نواب متنافسين في البرلمان الجديد بحضور وزيرة الخارجية الايطالية فيديريكا موغيريني اضافة الى مبعوثي فرنسا وبريطانيا ومالطا وايطاليا الى ليبيا.

ويقاطع العديد من النواب اجتماعات البرلمان المعترف به دوليا لكنه يلقى معارضة مجموعة "فجر ليبيا" وهي عبارة عن تحالف ميليشيات سيطر على العاصمة طرابلس وميليشيات اسلامية سيطرت على ثاني المدن الليبية بنغازي (شرق).

وتمكن المبعوث الخاص للامم المتحدة لليبيا برناردينو ليون في 29 ايلول/سبتمبر من ان يجمع للمرة الاولى نوابا متنافسين في البرلمان في مدينة غدامس جنوب غرب ليبيا.

وقال بان "كانت تلك مرحلة اولى شجاعة سنبني عليها. وانا هنا لدعم العملية التي اطلقت في غدامس".

واضاف "لا بديل عن الحوار" مع اقراره بان "الطريق سيكون طويلا وصعبا".

واوضح ان هدف الحوار هو في مرحلة اولى انهاء ازمة المؤسسات "فالبلد ليس بوسعه ان يستمر منقسما سياسيا لفترة بهذا الطول. ليبيا بحاجة الى برلمان يمثل الليبيين كافة".

ودعا بان كي مون الى تعزيز شرعية البرلمان المنتخب في 25 حزيران/يونيو الذي اضطر لعقد جلساته في طبرق على بعد 1600 كلم شرقي العاصمة للافلات من ضغط الميليشيات.

كما ابدى تاييده لتشكيل حكومة وحدة وطنية "حكومة قوية تكون قادرة على تنفيذ قراراتها".

لكن السبت وبالتوازي مع زيارة بان ، قتل سبعة عسكريين في الجيش الليبي وأصيب أكثر من عشرة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في اشتباكات مع مسلحين اسلاميين في محيط مطار مدينة بنغازي شرق ليبيا، بحسب ما أفاد الأحد مصدر عسكري وكالة فرانس برس.

وقال متحدث باسم القوات الخاصة للجيش الليبي إن "الجيش خسر في معارك السبت سبعة جنود قتلوا في اشتباكات عنيفة دارت طوال يوم السبت في محيط مطار بنغازي ضد مسلحين إسلاميين".

وأوضح أن "مساء السبت شهد اشتباكات عنيفة بالقرب من مطار بنغازي (بنينا الدولي) بعد تقدم للمجموعات المسلحه الإسلامية وتحصنها داخل منطقة بنينا السكنية الواقعة في الضاحية الجنوبية الشرقية لمدينة بنغازي والتي يقع في نطاقها المطار".

وقال لفرانس برس إن "الجيش تبادل إطلاق النار مع المسلحين الإسلاميين بعد دخولهم منطقة بنينا السكنية وتحصنهم داخل مساكن المواطنين الذين نزحوا من المنطقة"، مؤكدا "كبدنا الإسلاميين خسائر فادحة فى الارواح والعتاد وتم دحرهم وطردهم من منطقة بنينا بالكامل" على حد قوله.

وتابع قائلا أن "المطار والقاعده الجوية والمنطقة السكنية بنيا تحت سيطرة الجيش والشرطة".

وتتقدم قوات مجلس شورى ثوار بنغازي باتجاه المطار ومنطقة بنينا التي تعتبر خط الدفاع الأول للجيش، ودارت معارك عنيفة في مختلف أحياء منطقة بنينا وفي محيط المطار مع الجيش.

وتسعى هذه المجموعات الإسلامية منذ مطلع أيلول/سبتمبر للسيطرة على المطار الذي يضم مدرجا للطائرات المدنية وقاعدة جوية.

ومنذ تموز/يوليو، تدور معارك يومية بين الإسلاميين الذين باتوا يسيطرون على القسم الأكبر من مدينة بنغازي والقوات الامنية الموالية للواء المتقاعد من الجيش خليفة حفتر.

ويقود حفتر منذ 16 ايار/مايو الماضي حملة عسكرية باسم "الكرامة" تهدف كما يقول الى "اجتثاث الارهاب" في ليبيا، وهو في مواجهة ائتلاف الكتائب والمقاتلين الاسلاميين وخصوصا أعضاء جماعة أنصار الشريعة الذين شكلوا عقب الحملة مجلسهم المسمى بمجلس "شورى ثوار بنغازي".

وكان تحالف "فجر ليبيا" شكل بعد سيطرته على طرابلس نهاية آب/اغسطس حكومة موازية في طرابلس في حين استانف المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق) الذي يهيمن عليه نواب اسلاميون ومن مصراتة، العمل رغم انتهاء ولايته مع انتخاب برلمان جديد. وهو ما زاد من تعقيد الوضع.

 

وبعد طرابلس وسع فجر ليبيا عملياته الى غرب طرابلس الى منطقة ورشفانة حليفة الزنتان والمتهمة بايواء موالين لنظام معمر القذافي.

من جهة اخرى سقطت بنغازي التي تشكل مسرحا لاعمال عنف يومية بايدي ميليشيات اسلامية بينها بالخصوص انصار الشريعة المصنفة تنظيما ارهابيا من واشنطن.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً