في اعتقادي المتواضع ان الرياضة في كثير من دولنا الخليجية لن تخرج من البيضة! وإن خرجت ستبقى كتكوتا صغيرا «لا يهش ولا ينش» ضعيف البنية، بطيء الحركة، لا يستطيع ان يجري ويقفز ويثب ويصبح له ريشا يطير به، وأنيابا يدافع بها وأرجلا قوية ينافس بها «الغير» في مسابقات الأعلى والأسرع والأقوى، بسبب قناعة البعض من المسئولين بأن الانجاز الرياضي الذي يجعلهم يتفاخرون به، لن يتحقق على يد اللاعب المواطن الذي يحتاج فترة إعداد طويلة ومغامرة غير محسومة النتائج... وان هناك لاعبين جاهزين مستعدين لأداء مهمة التمثيل وتحقيق الانجاز مقابل الدفع بالعملة الصعبة!
وقبل أن يقول البعض أنا أريد ان اقلل من شأن الانجاز الرياضي غير المسبوق الذي حققته بعثتنا في آسياد إنشيون الكورية التي حصدت 19 ميدالية منها 9 ذهب متفوقة على آسياد الدوحة التي حصدت 20 ميدالية ملونة بينها 8 ذهب... أقول بأن التجنيس الرياضي لم يعد مقتصرا على دولنا الخليجية بل أصبح ظاهرة عالمية حتى في الدول العظمى التي سبقتنا في هذا المجال... ولكن ما أطالب به هو المزيد من الاهتمام باللاعب المواطن والصبر عليه. والسبب ان الدجاجة التي تبيض أبطالا أمثال أبطال آسيا أحمد حمادة ورقية الغسرة وعلي خميس قادرة على أن تبيض مثلهم وأمثال أمثالهم.
وإن الدول المتقدمة التي تسعى إلى تحقيق الانجاز الرياضي هي من تلم بقدرات كتاكيتها وتعمل على رعايتهم صحيا وبدنيا ونفسيا، وتجري على عظام أجسامهم وقوة عضلاتهم الاختبارات والقياس من اجل اختيار اللعبة التي تناسب إمكاناتهم، وتصبر على تدريبهم قناعة بقدراتهم وقناعة من الجميع بأن دجاجتهم تبيض ذهبا.
كما واننا يجب ان نحسب حساب الدول الإفريقية التي نستورد منها اللاعبين اليوم ونوفر لهم الإمكانات الكبيرة من عقود مغرية ومعسكرات تدريب ومدربين متخصصين ومكافآت مالية لا يحصل مثلها اللاعبون المواطنون. هذه الدول قد تكون اليوم ظروفهم الصعبة. لكن ما أتوقعه أن تزول هذه الظروف تدريجيا ومن بعدها لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام مغريات الخليج وسيتوقف الذهب الأسود ولن تجد هذه الدول من يعينهم على تحقيق الانجاز.
وأخيرا اذكر المسئولين الذين يشجعون هذه الظاهرة باللاعب المستورد الذي أصبح له قيمة كروية بعد أن مثل منتخب البحرين لكرة القدم ولعب محترفا في دول الخليج كلاعب خليجي. بتصريحه غير المسئول والذي كررته الصحف أكثر من مرة، حينما قال بأنه يأسف على تمثيل المنتخب البحريني لأنه أصبح غير قادر على تمثيل منتخب بلده الأصلي الذي سيوصله إلى العالمية! فقد كان تصريحه يمثل إساءة بالغة لنا، لو حدث في دولة خليجية أخرى لقامت فيها الدنيا ولم تقعد.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 4418 - السبت 11 أكتوبر 2014م الموافق 17 ذي الحجة 1435هـ