في مكة المكرمة: أطهر وأقدس بلاد الدنيا، الحجيج هنا ينهلون من خير التوحيد وتجديد العهد مع الله سبحانه وتعالى.
في هذا الموسم العظيم المبارك، يُفترض ألا يكون هناك موطئ قدم للأشرار ولا سيما دعاة التكفير والطائفية والتناحر، ومنهم المتاجرون بالدين الذين يشعلون نيران الصدام بين أبناء الأمة الواحدة.
ربما يصبح هذا الكلام، من قبيل التكرار الكثير والممل، إلا أن الفرصة السانحة هي تلك الخطب التي قدّمها الدعاة هذا العام على سطح الحرم المكي الشريف، وقد تحدثت مع أحدهم متسائلاً عن نقطة طرحها في موضوعه المهم، وهي التحذير من دعاة جهنم ومشايخ الفتنة والخراب والدمار، وكان سؤالي هو: “من أين أتوا هؤلاء؟ من الذين مكّنهم وموّلهم وفتح لهم مساحة واسعة في الإعلام والفضائيات وأتاح لهم حرية التحرك من بلد إلى بلد لبث سمومهم؟”، فما كان من الداعية إلا ابتسم من باب إيصال إجابة من قبيل: “”في فمي ماء”.
الآن، يصبح التحذير والهجوم على مشايخ الفتنة والدعاة الموصوفين بأنهم على أبواب جهنم أمراً فيه ألعوبة مضحكة؟ ترى، كيف يمكن لجم هؤلاء من دون أن يتم لجم من يساندهم؟ ولماذا تتصدر التصريحات والخطب في العلن التحذير منهم، وفي الباطن الطبطبة على أكتافهم؟
حسناً، لنقف على نص الحديث الشريف الذي رواه البخاري في صحيحه، بسنده إلى حُذَيفَة بن اليمان، أنَّه قال: “كان الناس يسألون رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يُدرِكني، فقلت: يا رسول الله، إنَّا كنَّا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: “نعم، وفيه دَخَنٌ”، قلت: وما دَخَنُه؟ قال: “قومٌ يَهدُون بغير هَديِي، تعرِف منهم وتُنكِر”، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟، قال: “نعم؛ دُعَاة على أبواب جهنَّم، مَن أجابَهُم إليها قذَفُوه فيها”. قلت: يا رسول الله، صِفْهُم لنا؟ قال: “هم من جِلدَتِنا، ويتكلَّمون بألسنتنا”، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: “تلزم جماعة المسلمين وإمامهم”، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: “فاعتَزِل تلك الفِرَق كلها، ولو أن تَعَضَّ بأصل شجرة حتى يُدرِكَك الموت، وأنت على ذلك”.
على أية حال، أولئك الثلة ممن ينطبق عليهم المثل العربي: “رمتني بدائها وانسلت”، إلا أن الغريب في الأمر، ولاسيما على صعيد دول الخليج، أن دعاة جهنم المشهورين المشهود لهم بجهودهم الكبيرة العظيمة في إثارة الفتن والقلاقل و”اللعلعة” في الفضائيات بشيكات وهبات مسبقة الدفع، لايزالون يمارسون دورهم التاريخي الجبار في “إلحاق الأذى بالأمة”، بل زد على ذلك، أن هناك من يدافع عنهم بشراسة، ويصف الكلام بالتحذير منهم بأنه حملات شرسة على دعاة “سخروا أنفسهم لخدمة الدين الإسلامي”!
ومع أن كلامه من قبيل الإنشاء والخطب الرنانة الفضفاضة المستخدمة للضحك على بسطاء المسلمين، ولاسيما من الآسيويين الذين تجدهم في الصفوف الأولى بطاقية على الرأس دون اتقان اللغة العربية، ذهب إلى القول ما نصه: “إننا نعلم أن هذه الحملة الشرسة الضارية على الدعاة إلى الله عز وجل لتشويه سمعتهم وتلطيخ صورتهم وتجريح دعوتهم والنيل منها للحيلولة بينهم وبين الأمة بصفة عامة والشباب المقبل على الله بصفة خاصة، لأن أصحاب هذه الحملة يعلمون يقيناً أن هذا الشباب إن عاد مرةً أخرى إلى العقيدة الصحيحة القويمة والتفّ حول قيادة مخلصة أمينة، سيحول مجرى التاريخ مرةً أخرى كما تحول أول مرة بالعقيدة الصحيحة والقيادة المخلصة الأمينة.. ومن ثم لم يدخر أعداء الله – في القديم والحديث – وسعاً في تجريح القيادة دائماً لزعزعة الثقة في القائد، ولبذر بذور الشك والريبة بينه وبين أتباعه وتلاميذه! ولم ينج قائد صادق من هذه الحرب على طول التاريخ قديماً وحديثاً... (انتهى الاقتباس).
فهو يرى أن الحرب الشعواء على أولئك الدعاة الجهنميين، هي في الأساس حملة ضد الأمة، ولا أعلم إن كان ذلك المعتوه يدرك أن من قال عنهم أنهم يعملون “لعودة الشباب مرةً أخرى إلى العقيدة الصحيحة”، إنما هم جعلوا الأمهات يخرجن على شاشات الفضائيات يلعنون من غرّر بأبنائهم في رحلة “العودة إلى عقيدة الخراب والدمار”، بالتكفير والتكبير الزائف وقطع الرقاب وتدمير بيوت الله؛ وأن “القيادة الأمينة المخلصة” كما وصفها، إنما هي أدواتٌ في أيدي دول وأقطاب قوى ومجاميع إرهابية. فمتى تترك الحكومات مجرد التحذير من هؤلاء وتنحو نحو تطبيق القانون عليهم؟
ولعل السؤال الأهم :ما هو سر قوة دعاة جهنم الذين يدمرون كل جميل في مجتمعاتنا، ولا تقدر عليهم دولهم التي يعيشون فيها ومنها يشعلون الحرائق ويرسلون الشباب إلى الموت في حروب خاسرة هي لصالح الصهاينة بالدرجة الأولى؟
إلى كل الحكومات أقول، دعاة جهنم، لن يرتاح لهم بال حتى يقتلعوكم من على كراسيكم إن تمكّنوا من ذلك وهذا حلمهم. هكذا قالوا ويقولون في أدبياتهم وتيوباتهم ووسائل إعلامهم، فاتركوا المواطن الذين يعمل ويتحرك ويطالب بسلميةٍ لينال حقوقه، وأظهروا قوتكم على الإرهابي الحقيقي الذين يريد تدمير بلاد الإسلام.
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 4417 - الجمعة 10 أكتوبر 2014م الموافق 16 ذي الحجة 1435هـ
يعرفون العلة ويغضون النظر
اولاً أود تقديم الشكر الجزيل للأستاذ سعيد محمد لما قدمه لنا كحجاج بحرينيين كإعلامي بحريني نفتخر به.. فلك كل الشكر على الجهد المميز خصوصًا يوم عرفة.. أما عن موضوع دعاة جهنهم.. فالعلة أن الدولة التي صنعتهم تعرفهم جيدًا لكنها من وجهة نظري عاجزة عن لجمهم لأنهم أصبحوا قوة... قوة اجتماعية ودينية وقوة تهديد للاستقرار فهم يحرقون شباب ا..... في محارق التكفير والطائفية.. على تلك الدول أن توقفهم عند حدهم
شمعة حجاجنا الكرام
منور حجاجنا الكرام بو محمد افتقدنا صوتك الرائع لا غاب
يجب محاربة كل إرهابي
يجب محاربة كل إرهابي سواء كان من داعش او حالش فكلاهما أنجلس
صعب عليهم هو الجواب
بسبب فرق تسد...تالله سينكووا بنارهم ان آجلا ام عاجلا.
أبناء غيرهم محرقة وأبناءهم يجولون ويدرسون في بلاد الغرب الكافر في نظرهم
انه الكذب الصريح يجعلون أبناء غيرهم حطبها وأبناءهم يدرسون ويصطافون في أوربا ومع الغرب الكافر معاهدات حماية عروشهم