نظمت جمعية البحرين لمكافحة السرطان، أمس الجمعة (10 أكتوبر/ تشرين الأول 2014)، الماراثون السنوي لدعم المصابين والناجين من مرض السرطان، وانطلق المشاركون سواء بالمشي أو الجري عند الساعة 5:30 مساء في كورنيش الغوص بمحافظة المحرق لدعم القضية الإنسانية، كما تم تخصيص مجموعة متنوعة من الأكشاك التي قدمت مواد تعليمية وتثقيفية لمرض السرطان مع مجموعة من التذكارات الخاصة بهذه المناسبة.
من جهته، تحدث الأمين المالي بجمعية البحرين لمكافحة السرطان أحمد النواخذة لـ «الوسط»، وقال: «إن هذه الفعالية تهدف لزيادة التوعية وتحفيز الناس بضرورة إجراء الفحوصات المبكرة بشكل منتظم، وذلك لاكتشاف ما إذا كانوا يعانون من أي مرض، سواء كان مرض السرطان أو غيره».
ويعتبر الكشف المبكر عن مرض السرطان بمثابة الخطوة الأولى والأساسية في مكافحة هذا المرض، لذلك أطلقت الجمعية حملتها التوعوية بعنوان «اختر الحياة افحص» في بداية العام 2014، بغرض التركيز على رفع مستوى الوعي بين الناس، من خلال إصدار النشرات والكتيبات وتوزيعها على المدارس والجامعات والمراكز الصحية والمستشفيات الخاصة.
وعند بداية الماراثون يوم أمس، تحدث مسئول الفعالية عدنان القصاب لـ «الوسط»، وتوقع أن «عدد المشاركين في الفعالية يصل إلى 2000 شخص»، منوهاً إلى أن «عدد الذين يساعدون في نشر التوعية بضرورة إجراء الفحوصات المبكرة لمرض سرطان الثدي يزيد بشكل متواصل».
وشاركت في الماراثون مجموعة من الجنسيات الأجنبية المقيمة في البحرين، وكان من بينهم مجموعة من الأصدقاء الأجانب الذين ارتبطوا بهذه الفعالية منذ 3 سنوات، وذلك بسبب إصابة واحدة من أفراد عائلتهم بمرض السرطان وقد استطاعت التغلب عليه، وكان ذلك بمثابة دافع لهم للحرص على التواجد في هذه الفعالية سنوياً من باب تقديم الدعم للمصابين بالمرض، كما التقت «الوسط» مجموعة من الجالية الهندية الذين حرصوا على حضور الفعالية لتمثيل الشركة التي يعملون فيها، وقالت إحدى المشاركات نوريتا دسوزة: «نسبة المصابين بمرض السرطان يتزايد بشكل سريع، ونسعى من خلال مشاركتنا في الماراثون لرفع الوعي بين الناس بهذا المرض».
ويشير التقرير الصادر عن المركز الخليجي لمكافحة السرطان في ديسمبر/ كانون الأول 2013 إلى أن «سرطان الثدي يعد من أكثر أنواع السرطان شيوعا لدى الإناث في دول مجلس التعاون الخليجي، ففي الفترة من يناير/ كانون الثاني 1998 إلى نهاية ديسمبر 2009 سجلت 14700 حالة إصابة بسرطان الثدي بدول المجلس بنسبة 11.8 في المئة من إجمالي حالات الإصابة بالسرطان المسجلة لدى الجنسين، وقد سجلت مملكة البحرين أعلى معدل عمري معياري لسرطان الثدي بين الإناث بمعدل 55.9 حالة لكل 100000 نسمة».
ويعمل الأعضاء والمتطوعون في جمعية البحرين لمكافحة السرطان على مدار العام لرفع الوعي ومساعدة المرضى بالعديد من الطرق والمبادرات التي تغطي مجموعة واسعة من الأنشطة والفعاليات والمحاضرات التثقيفية والتوعوية.
وتأسست الجمعية بجهود خيّرة من الأطباء والأفراد المهتمين بمكافحة السرطان في العام 1989 وهي جمعية أهلية طوعية غير ربحية تعمل بشكل وثيق مع وزارة الصحة لتقديم العلاج ومساعدة مرضى السرطان، وقامت الجمعية كذلك ومنذ بداية تأسيسها بالتبرع بمجموعة متنوعة من أحدث المعدات الطبية الحديثة من خلال جمع التبرعات والدعم السخي من الجهات المانحة والأفراد وتقديم المشورة والدعم للمرضى، أو من خلال منحهم فرصة التحدث بسرية إلى أفراد المجتمع الذين واجهوا التحديات نفسها، والتي من الممكن أن تساعد في تخفيف بعض الشكوك والمخاوف لديهم.
وتوجد الكثير من المستشفيات في البحرين التي تقدم العلاج لمرضى السرطان، ويتصدرها مجمع السلمانية الطبي الذي يقدم العلاج بالمجان للمواطنين، إذ تعمد جمعية البحرين لمكافحة مرض السرطان إلى تزويد المستشفى بالأجهزة التي يحتاجها مرضى السرطان، وذلك من حصيلة التبرعات التي تحصل عليها.
إلى ذلك، ذكر مدير التطوير والتسويق في مستشفى البحرين التخصصي ناصر الهاشمي، أن «نحو 200 امرأة تراجع المستشفى شهرياً وذلك من أجل الحصول على العلاج لإصابتهن بمرض السرطان، أو من اجل إجراء الفحوصات الخاصة بالتأكد من مدى إصابتهن بالمرض». وقدمت الجمعية مجموعة من النصائح بهدف الوقاية من خطر الإصابة بمرض السرطان، وتتمثل في «الابتعاد عن التبغ والتدخين، المحافظة على وزن صحي، ممارسة نشاط بدني بانتظام، الأكل بشكل صحي مع الإكثار من الفواكه والخضراوات، الامتناع عن تناول الكحول، القيام بفحوص دورية منتظمة واختبارات الكشف المبكر عن السرطان».
العدد 4417 - الجمعة 10 أكتوبر 2014م الموافق 16 ذي الحجة 1435هـ