العدد 4416 - الخميس 09 أكتوبر 2014م الموافق 15 ذي الحجة 1435هـ

منظمة العفو الدولية: نقل سجين مضرب عن الطعام إلى العناية المركزة لتلقي العلاج في مصر

نُقل السجين محمد سلطان، وهو مصري يحمل الجنسية الأمريكية، إلى المستشفى يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2014، بعد أن تدهورت حالته الصحية بشكل كبير عقب إضرابه عن الطعام والاقتصار على تناول المياه منذ ثمانية أشهر ، وذلك وفق ما نقل موقع منظمة العفو الدولية.

ونُقل محمد سلطان إلى مستشفى المنيل الجامعي في العاصمة المصرية القاهرة، بعد أن رفض الأطباء في سجن طرة تحمل المسئولية عن حالته المتدهورة، وذلك حسبما ذكرت عائلته لمنظمة العفو الدولية. ويُعتقد أنه في حالة مرضية حرجة وكثيراً ما يغيب عن الوعي، كما ينزف من فمه وأنفه. وهو يُعالج حالياً في وحدة العناية المركزة.

وقد قُبض على محمد سلطان في أغسطس/آب 2013 في إطار حملة القمع الشاملة على أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. وهو يُحاكم مع 51 آخرين بعدة تهم من بينها "تمويل اعتصام رابعة العدوية" و"نشر أخبار كاذبة" بغرض الإخلال بأمن البلاد. وسوف تُستأنف المحاكمة يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 2014. وترى منظمة العفو الدولية أن التهم المنسوبة إليه لا تُعتبر من الجرائم الجنائية المتعارف عليها.

وبدأ محمد سلطان، وهو مصري يحمل الجنسية الأمريكية، إضرابه عن الطعام يوم 26 يناير/كانون الثاني 2014. وفيما بعد، نقلته سلطات السجن إلى الحبس الانفرادي في سجن العقرب المشدد الحراسة على سبيل العقاب. وهو لا يتناول أي طعام ويقتصر على تناول المياه الممزوجة بالسكر. وذكر محامي محمد سلطان أن سلطات السجن في الماضي لم تكن تنقل موكله إلى العيادة الطبية بالسجن إلا بعد أن يفقد الوعي، وكانت تعيده في كل مرة إلى زنزانته عندما يستعيد وعيه.

وكان محمد سلطان قبل القبض عليه يعمل مع لجنة إعلامية كانت تنقل أنباء الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأمن ضد مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي. وفي 14 أغسطس/آب 2013، أُصيب محمد سلطان بطلق ناري في ذراعه اليسرى خلال أحداث العنف التي اندلعت عندما فرَّقت قوات الأمن اعتصام مؤيدي محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة. وقد أدت هذه الواقعة، التي قُتل خلالها مئات الأشخاص، إلى حملة قمع شاملة على مؤيدي محمد مريس وعلى جماعة "الإخوان المسلمين" التي كان ينتمي إليها.

وقد داهمت قوات الأمن منزل محمد سلطان في القاهرة يوم 25 أغسطس/آب 2013، بحثاً عن والده صلاح سلطان، وهو من عناصر جماعة "الإخوان المسلمين". وعندما لم تعثر قوات الأمن على الأب، ألقت القبض على الابن، وعلى ثلاثة من أصدقائه كانوا يزورونه عقب الجراحة التي أُجريت له لعلاج ذراعه المصابة. ونُقل محمد سلطان ما بين سجن وادي النطرون وقسم شرطة البساتين وقسم شرطة منشية ناصر، حيث ظل محتجزاً لمدة 15 يوماً في زنازين صغيرة ومكتظة.

وقد علمت منظمة العفو الدولية أن محمد سلطان نُقل يوم 27 أغسطس/آب 2013 إلى سجن وادي النطرون، الذي يبعد عن القاهرة نحو 120 كيلومتراً. ولدى وصوله، ظل محتجزاً مع غيره من السجناء داخل سيارة ترحيلات الشرطة لما يقرب من أربع ساعات. وورد أنه أُجبر على السير إلى السجن مع السجناء الآخرين وسط صفين من أفراد الشرطة، الذين راحوا ينهالون عليهم ضرباً وهم يسيرون إلى بوابة السجن. وقد وصف ذلك بقوله إنهم كانوا "يُضربون مثل الدجاج". وبعد ذلك، نُقل السجناء إلى قاعة وأُمروا بخلع ملابسهم والبقاء بالملابس الداخلية، واحتُجزوا في هذه القاعة وقد كُبلت أيديهم بالأصفاد، وطُلب منهم أن يديروا وجوههم إلى الحائط وحُذروا بأن كل من سيحاول النظر خلفه سوف يتعرض للضرب مرة أخرى. وقد ظل محمد سلطان في ذلك السجن لمدة ثلاثة أيام، ثم أُعيد إلى قسم شرطة البساتين، حيث ظل محتجزاً لمدة ثلاثة أسابيع، خضع خلالها للتحقيق أمام ضباط جهاز الأمن الوطني ومحققي نيابة أمن الدولة.

وفي نهاية المطاف، نُقل محمد سلطان إلى سجن استقبال طرة، حيث ظل محتجزاً في زنزانة صغيرة جداً مُعدة للحبس الانفرادي وسيئة التهوية والنظافة إلى أن نُقل لاحقاً إلى سجن العقرب المشدد الحراسة. وقد اضطُر إلى أن يخضع لإجراء طبي في زنزانته، بدون تخدير ولا تعقيم، بمساعدة أحد زملائه في الزنزانة، لإزالة الدبابيس المعدنية الداعمة من ذراعه، وذلك بعد أن رفضت سلطات السجن نقله إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية الملائمة.

وقد دخل عشرات المحبوسين إضراباً عن الطعام خلال الشهور القليلة الماضية احتجاجاً على الظروف السيئة في السجن وما يقولون إنها قضايا ذات دوافع سياسية رُفعت ضدهم. وحتى 8 أكتوبر/تشرين الأول 2014، كان هناك ما يزيد عن 140 محبوساً مضربين عن الطعام، وفقاً للمعلومات التي جمعتها حملة "حملة الحرية للجدعان [الشجعان]". كما شارك كثير من النشطاء خارج السجون في إضرابات عن الطعام تضامناً مع المحبوسين المضربين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:05 ص

      عفوا يا " منظمة العفو"

      القبض على الذين ينتمون لجماعات ارهابية فيه حماية للمجتمع وسيقول القضاء فيهم كلمته . أما نغمة الاضراب عن الطعام ففيها ابتزاز رخيص ومحاولة للتأثير على القضاء . هؤلاء الشباب يتقاضىون أموالا من الأمريكان وإذا قبض عليهم تنبري منظمات "حقوق الانسان " -الامريكية أيضا - للدفاع عنهم !! يجب أن يكون انتماء الشباب لبلدانهم فقط وليعلموا أن الاستقواء بهذه المنظمات المشبوهة لن يسمن ولن يغني من جوع. ينبغي أن تضرب هذه الفئة من الشباب عن الاستقواء بالخارج.

اقرأ ايضاً