سياسة «استغلال الفرص» خطيرة ومدمرة إذا كانت الجهة التي تتبنى هذه السياسة في قبضتها من الإمكانات الكثيرة، والأكثر خطورة ودماراً إذا كانت تلك الدول تطمح في اللعب بمصائر البشر والاستيلاء على مقدراتهم منتهجة سياسات غريبة مثل «الفوضى الخلاقة» أو «البقاء للأقوى».
وبشيء من الحركات والتمثيل المحسوب في دور من يرغب في إيجاد عالم أكثر أمناً وأماناً ورفاهية لشعوب العالم لن تحتاج عندها إلى الإغارة في كل مرة على منابع الثروات، وإنما تطلبها أحياناً فإذا طلبها مجاب.
وخاصة إذا كانت ترتع في ساحة انعدم بين حكوماتها التواصل والتفاهم على المصالح المشتركة بحكم الجوار والدين والجغرافيا المشتركة والتاريخ المشترك الغارق في القدم وبالتالي المصير المشترك.
تمتلك ما تسمى بالدول الكبرى من الأسلحة المرعبة ما يمكن بها تدمير هذا الكوكب اليائس بل المجموعة الشمسية عدة مرات... تصور!
ومن الأسلحة البيولوجية والجرثومية والميكروبية والشيطانية ما يمكن بها أن تجعل الأرض قاعاً صفصفاً، فتقضي على كل مقومات الحياة من زرع وماء وهواء. وهي تلجأ الآن في حل خلافاتها إلى المؤامرات والشحن النفسي وإثارة النعرات ونشر السلاح والموت والدمار ويقال لها «الدول العظمى» و «شر البلية ما يضحك».
ولكن هل ستكون تلك الدول بعيدة عن المخاطر؟
لقد صارت الفجوة بين الحكومات والشعوب تتسع حتى في الدول الكبرى وأوروبا، وازداد عدد المستائين والمتشائمين من المستقبل الذي لا خيار لهم فيه أنهم يرون جلياً أن حكوماتهم التي تتشدق بالديمقراطية والازدهار تلجأ إلى شن الحروب، وتأزيم الأوضاع من أجل الوصول إلى غايات تحفّ بها المخاطر.
وها نحن نرى الربيع الذي وعدوا به ينقلب إلى وبال على الدول المقهورة والعالم أجمع. هاهي أوروبا تتفاقم مشاكلها البيئية والاقتصادية وتتكدس منتجاتها الزراعية، ويزداد عدد العاطلين، وعدد الجرائم والمدمنين، وهانحن نرى أن الجزء الأكبر من موازنات الدول خوفاً من المجهول تتبخر في شراء الأسلحة، وها هي الإضرابات تصيب المواصلات، والمطارات بالشلل، والأصوات في أميركا تتعالى من أجل إنقاذ الأرض، أو الاستقلال، وإعادة الحسابات التي صارت نتائجها مخيفة بسبب كثرة الأخطاء... حتى الآن متفقون جميعاً على أن هذا الكوكب هو الوحيد الذي يمتلك عناصر الحياة، ويتلاعب بها من يملكون القدرة على التسلط والتدمير وإجراء التجارب فوق اليابسة، وفي أعماق البحار بلا هوادة، ويرفعون شعار المستقبل الأفضل للبشرية، ولكننا كشعوب لا نرى سوى الأسوأ الذي ينبئى لمستقبل قاتم ومخيف. فهل خلت الساحة من الحكماء؟!
جعفر شمس
سياسة «استغلال الفرص» خطيرة ومدمرة إذا كانت الجهة التي تتبنى هذه السياسة في قبضتها من الإمكانات الكثيرة، والأكثر خطورة ودماراً إذا كانت تلك الدول تطمح في اللعب بمصائر البشر والاستيلاء على مقدراتهم منتهجة سياسات غريبة مثل «الفوضى الخلاقة» أو «البقاء للأقوى».
وبشيء من الحركات والتمثيل المحسوب في دور من يرغب في إيجاد عالم أكثر أمناً وأماناً ورفاهية لشعوب العالم لن تحتاج عندها إلى الإغارة في كل مرة على منابع الثروات، وإنما تطلبها أحياناً فإذا طلبها مجاب.
وخاصة إذا كانت ترتع في ساحة انعدم بين حكوماتها التواصل والتفاهم على المصالح المشتركة بحكم الجوار والدين والجغرافيا المشتركة والتاريخ المشترك الغارق في القدم وبالتالي المصير المشترك.
تمتلك ما تسمى بالدول الكبرى من الأسلحة المرعبة ما يمكن بها تدمير هذا الكوكب اليائس بل المجموعة الشمسية عدة مرات... تصور!
ومن الأسلحة البيولوجية والجرثومية والميكروبية والشيطانية ما يمكن بها أن تجعل الأرض قاعاً صفصفاً، فتقضي على كل مقومات الحياة من زرع وماء وهواء. وهي تلجأ الآن في حل خلافاتها إلى المؤامرات والشحن النفسي وإثارة النعرات ونشر السلاح والموت والدمار ويقال لها «الدول العظمى» و «شر البلية ما يضحك».
ولكن هل ستكون تلك الدول بعيدة عن المخاطر؟
لقد صارت الفجوة بين الحكومات والشعوب تتسع حتى في الدول الكبرى وأوروبا، وازداد عدد المستائين والمتشائمين من المستقبل الذي لا خيار لهم فيه أنهم يرون جلياً أن حكوماتهم التي تتشدق بالديمقراطية والازدهار تلجأ إلى شن الحروب، وتأزيم الأوضاع من أجل الوصول إلى غايات تحفّ بها المخاطر.
وها نحن نرى الربيع الذي وعدوا به ينقلب إلى وبال على الدول المقهورة والعالم أجمع. هاهي أوروبا تتفاقم مشاكلها البيئية والاقتصادية وتتكدس منتجاتها الزراعية، ويزداد عدد العاطلين، وعدد الجرائم والمدمنين، وهانحن نرى أن الجزء الأكبر من موازنات الدول خوفاً من المجهول تتبخر في شراء الأسلحة، وها هي الإضرابات تصيب المواصلات، والمطارات بالشلل، والأصوات في أميركا تتعالى من أجل إنقاذ الأرض، أو الاستقلال، وإعادة الحسابات التي صارت نتائجها مخيفة بسبب كثرة الأخطاء... حتى الآن متفقون جميعاً على أن هذا الكوكب هو الوحيد الذي يمتلك عناصر الحياة، ويتلاعب بها من يملكون القدرة على التسلط والتدمير وإجراء التجارب فوق اليابسة، وفي أعماق البحار بلا هوادة، ويرفعون شعار المستقبل الأفضل للبشرية، ولكننا كشعوب لا نرى سوى الأسوأ الذي ينبئى لمستقبل قاتم ومخيف. فهل خلت الساحة من الحكماء؟!
جعفر شمس
يريدون من الناس أن تقبل أي شيء دون أن تفكر فيه، يريدونهم أن يكونوا قطيع يسوده الجهل وتعمّه الفوضى. وما يحدث الآن من فوضى وقتل وخروج عن العقل والدين، هو ثمار الجهل والتغيب، وهو نتائج القمع والبطالة، والفقر، وعدم العدل، وسياسة التحطيم والإحباط.
لذلك فهم بهذا يريدون للناس أن يبقوا في مستوى الجهل نفسه حتى هم يشعروا بالطمأنينة. لذلك لا أحد يستطيع أن يفسد شعوباً حرة تفكر وتمارس حياتها بحرية وديمقراطية؛ ولكنهم يستطيعون أن يفسدوا شعوب تعاني القمع والإهمال والكبت وتعاني من الجهل والبطالة.
حتى الأحلام يحرّمونها على شعوبهم. والحياة بدون أحلام هي حياة مؤلمة وقاسية. جعلوا كل شيء محرم الرأي، جريمة النقد جريمة. خلقوا ستاراً حديداً بينهم وبين شعوبهم. وسعوا نحو تحطيم الثقة في الذات الوطنية بشعوبهم. جعلوا أعصاب شعوبهم متوترة. والمشكلة بأن بعض منهم يدعون التدين ويبشرون به. ساهموا كثيراً في بروز هذه الحالة المؤلمة التي تعانيها الشعوب وخاصة الشعوب المسلمة والعربية. فهم اتخذوا هذا الإيمان ستاراً ينشرون وراءه الفتنة والفرقة بين الناس. إنهم يعملون بأن يعيش الناس في الأوهام والخزعبلات. فهم يريدون من الناس بأن يعرفوا الله بواسطتهم. علموا الناس الجهاد في أفغانستان وشجّعوهم عليه. أدخلوا كلمة الجهاد في عقول الشباب اليافع حتى اعتقد بها، وأصبحت جزءاً من إيمانه بالله، ولكنهم لم يعلموه المعنى الحقيقي لوجوب الجهاد. كلهم يتحدثون باسم الإسلام وباسم المذهب، «داعش» و «النصرة» باسم الإسلام. حتى المذاهب شوّهوها وانحرفوا عنها، بئساً لهذا الجهاد الذي يهدمون به كل شيء، ولم يسلم أي شيء، هدموا الدين وشوّهوه.
خليل النزر
عندما تسلم العنان إلى الحب فأنت في الحقيقة تسير في حديقة فيها أزهار بلا أشوك و فيها أبواب بلا أقفال. هناك الكثير من الناس في العالم يختارون العيش بالمحبة، ولكن في الحقيقة قد يقضون معظم وقتهم يتألمون في العالم الداخلي الخاص بهم ثم في عالمهم المجاور، لأنه نحن نتكلم فقط عندما توصد أمامنا أبواب السلام عن أفكارنا، وعندما نعجز عن الوصول لحالة السكون في وحدة قلوبنا، نتحول لنستولي على شفاهنا، فالصوت يلهينا ويسلينا، وفي الكثير من كلامنا يكاد فكرنا ينفجر من الألم والكآبة، لأن الفكر طائر يمكنه أن يبسط جناحيه في قفص الألفاظ، ولكنه لا يستطيع أن يطير. إن الكثير منا يفضل العيش في النور، ونحن نحاول بلورة مثل هذه الحياة، إلا عندما تختفي تلك الحديقة في الضباب فإنه لن تعرف عيناك جمال الأزهار ولن تقدر كلماتك على فتح الأبواب.
كيف وأين تبحث عن الطريق بدونه؟ ومعنى الكلام أزلي أبدي خالد لا يتغير إلا ليتجوهر، ولا يختفي إلا ليظهر بصورة أسمى، ولا ينام إلا ليحلم بيقظة أبهى، قد نكون غير مدركين للأسباب، فإن البشر من حولنا تجد ألف طريقة لتفسير ذلك، وستبقى مستمرة مع هذه العادة في حياتهم. لكن الإنسان الذي رأى النور لا يستهويه كل ما فيه وكل ما في الأرض وكل ما سيكون في الوجود، إنه لا يحتفظ بالعنان في خزانة خشية أن تفقد قيمتها. أنه هو سليل الإنسان الإنسان، إن الإنسان الإنسان ليس هذا الكائن الملقى على الأرض، بل إنه بريق النجم المتسامي في النور.
علي العرادي
العدد 4416 - الخميس 09 أكتوبر 2014م الموافق 15 ذي الحجة 1435هـ