بعد إجراء تجارب دواء من فئة جديدة تسمى مثبطات «JAK» على فئران بنجاح، بدأ الباحثون في المركز الطبي بجامعة كولومبيا باستخدام أحد العقاقير يسمى «ruxolitinib» لزراعة الشعر، وتم إجراء التجربة على سبع نساء وخمسة رجال وكانت النتائج ناجحة.

أحد المرضى ويدعى براين (34 عاماً)، لاحظ أنه بإمكانه زرع شعر في وجهه ورأسه، لكن قبل سنوات لم يكن قادراً على زراعة الشعر، إذ تعرض براين لفقدان شعره في الوجه والذراعين والساقين، لأنه مصاب بداء الثعلبة، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تصيب نحو 1 في المئة من الرجال والنساء، مما يسبب تساقط الشعر عن جسم الإنسان.

وأضاف «بعد عدة محاولات علاجية، تم تجربة الدواء، وهو دواء معتمد لاضطرابات نخاع العظام يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر».

أستاذة الأمراض الجلدية وعلم الوراثة أنجيلا كريس تيانو إحدى الأشخاص الذين أجروا هذه الدراسة، تقول: «إن هذا الدواء يسستخدم للأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر بسسبب إصابتهم بمرض داء الثعلبة».

اختصاصية الأمراض الجلدية نضال خليفة تشجع على استخدام عقار «ruxolitinib» لمن يعانون الصلع، إذ إن الدواء مرخص في البحرين. وتضيف «الصلع هو مشكلة يصاب بها الرجال مثل النساء من مختلف الأعمار، مع اختلافة أسباب الإصابة به، سواء كان ذلك لأسباب وراثية أو انخفاض مستويات الحديد أو أسباب الإجهاد».

وتوصي خليفة «المصابين بالصلع بالحفاظ على نظام غذائي صحي من أجل تنظيم مستويات عنصر الحديد الذي يحتاجه الجسم وايضاً ما يحتاجه من فيتامين B».

وأكدت أن مصابي الصلع يجب عليهم «تعديل مستويات التوتر للتخفيف من فقدان الشعر من خلال ممارسة بعض الرياضات مثل «اليوغا» والتأمل».

من جهته أوضح أخصائي أمراض جلدية حسين جمعة، أن علينا التعرف في البداية على الأسباب التي تؤدي للصلع وطرق علاجه، مضيفاً «يجب اتباع تعليمات الأطباء حول استخدام الأدوية المخصصة بزرع الشعر، لأن هناك من يصابون بحساسية من بعض الأدوية التي لا تتناسب معهم».

وتابع «أظهرت نتائج دراسية أن استخدام دواء «ruxolitinib» مناسب للأشخاص الذين يعانون من مرض مثل داء الثعلبة لأن ليس لديهم خيار آخر».

المرض يختلف عن غيره من أنواع تساقط الشعر، بما في ذلك نمط صلع الذكور، وليس هناك دليل والدواء يعمل لتلك الشروط. والخبراء يحذرون من أنه حتى بالنسبة للثعلبة، فمن السابق لأوانه معرفة ما إذا كان العلاج سيعمل بالنسبة لمعظم المرضى، وإذا كانت هناك مخاوف تتعلق بالسلامة.

ويعتبر مرض الثعلبة مرضاً يصيب خصلات الشعر مما يؤدي إلى موتها. ويظهر هذا المرض بشكل مفاجئ. كما وجدت الدراسات أنه يأتي أحياناً بعد التعرض لوضع نفسي سيئ كفقدان أحد الأقارب أو من العوامل النفسية المفاجئة.

كما أن كثيراً من المرضى المصابين بمرض الثعلبة سواء كانوا رجالًا أو نساءً يعانون كثيراً من القلق والخوف والتوتر الناتج عن ذلك المرض، وذلك من أجل إيجاد حل لمشكلتهم، مما يسبب لهم قلقاً يكون عائقاً أمام استجابة المريض للعلاج. وقد يكون سبباً لتفاقم المرض، لأنه أثبت علمياً أن العامل النفسي هو أهم العوامل المساعدة لظهور المرض وانتشاره.