ماذا لو فهمنا ديننا الأجمل بشكلٍ سليمٍ بعيدٍ عن النعرات الطائفية والصراعات المذهبية والتشدّد الذي بات سمةً للمتبحّرين في المذاهب و«موضة» لمن يريد أن يعلي صوته وسط هذا الضجيج من الخراب والدمار؟
ماذا لو قررنا فجأةً، أن نفتح صفحة جديدة تعيد العمل بمبادئ الدين الإسلامي التي جاء بها الرسول الأعظم (ص) وجاهد وناضل من أجل إعلائها وتوسعة رقعة العمل بها، المبادئ التي عانى من أجل تثبيتها وأُهين على أيدي الأقارب قبل الأغراب، كي يوصلها بشكل عملي وليس بخطابات زائفة تقول ما لا يفعله أصحابها؟
ماذا لو أعدنا اهتمامنا بالعبر والأهداف والحكمة من وجود كل الشعائر والمناسك الإسلامية في حياتنا؟
ماذا لو جعلنا من الحج - والحج فقط - بداية لكل هذا، وما أجملها من بداية وما أعظمها من مبادئ أراد الدين الإسلامي ترسيخها من خلال هذا الركن، حيث الجميع سواسية ابتداءً من الملبس ومروراً بكل ما يعانيه الحاج من مشقةٍ وعناءٍ ممتزجين بالمتعة والراحة النفسية التي تضمنها تلك البقاع الطاهرة لكل من يزورها؟
نخصُّ الحج دون غيره؛ لأن به حكماً ومبادئ لا حصر لها، لم نفكّر يوماً في تبيينها في حياتنا اليومية إلا في الفترة التي نكون فيها منغمسين في أداء مناسكه، وكأن الدين مجرد أداء لفرائض وأعمال بعيداً عن كل ما تتطلبه من نظافة قلب وصفاء سريرة وحسن تعامل وثقة بالله، ونبش في وراء هذه الأعمال وهذه الشعائر.
حين نتيقن أن الله الذي سهّل لكل هؤلاء الحجاج حجّهم، وأمدّهم بالقوة والصحة والإرادة اللازمة لأداء كل تلك المناسك في تلك الفترة القصيرة وبوجود ملايين البشر في نفس البقعة الصغيرة من الأرض هو نفسه الله الذي يسير هذا الكون في الحياة اليومية ويعرف كل ما نعانيه في حيواتنا وما نحتاجه ونريد تحقيقه، ستكون ثقتنا به دليلاً لنا لنبدع ونعمل ونتوكل عليه في تحقيق كل أحلامنا وترتيب مستقبلنا بالشكل الذي يضمن لنا حياةً سعيدةً وراحةً حقيقية.
حين نلتفت أننا جميعاً خلقنا من ذات الطين وذات النطفة، وأننا سواسية أمام الله يوم الوقوف الأعظم، لن نظلم ولن نتكبر ولن نفكر فيما نمعن في التفكير به الآن من أمور لا هدف لها إلا زيادة الفجوات بين الناس، وزيادة التباين الشكلي بين الأفراد، وزيادة أرقام حسابات الوجهاء المصرفية وتلميع كراسي بعض الـ «كبار» من عرق جبين الـ «صغار»؟
في الحج يكون الناس خدماً لبعضهم، يسعون لمد أيديهم للجميع ممن يعرفون ومن لا يعرفون من غير التفكير بالمردود المادي أو المعنوي؛ لأنهم يكونون على فطرتهم الأولى البعيدة عن مغريات الحياة، وفي الحج يكون كل شخص هو بقلبه الأبيض وروحه المتعالية عن كل الصغائر التي تصغره إن فكر بها كما يفكر بها في حياته اليومية قبل فترة الحج وبعده.
لو أننا نبدأ لكانت هذه الملايين السنوية التي تبدأ بالتغيير في كل عام كفيلة بأن تغيّر العالم أجمع.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4415 - الأربعاء 08 أكتوبر 2014م الموافق 14 ذي الحجة 1435هـ
ياصباح الجمال استاذتنا المتالقة الحسناء
هههههههههههههههههههههه استاذة عجبني موضوعك وحطيته في الانستجرام ونقصو متابعيني وااجد ولي كتب بلووك يارافضي ولي انفلووو وتقولين نبدأ ؟ نبدأ ويششششششششششو استاذتي مع هالمخوخ هذولا خلااص عارفين ان اي احد يختلف معاهم قص رقبة .... إلا اذا تم تغيير منهج حصص الدين وخطب المساجد في الجارة الشقيقة يمكن تكون هاذي البداية
ما اكثر
لكن مع الأسف ما يتبادر للذهن هو كلام الامام زين العابدين - اتصور - ما اكثر الضجيج واقل الحجيج !
متى تغير هذا الواقع فالمسلمون بخير ولن يتغير حتى يغير المسلمون ما بأنفسهم فكيف لو كان التغيير الى الأسوأ كما هو حاصل اليوم ؟!
شكرا لك استاذة
الاسلام والاستسلام
نحن مستسلمون لوقائع تحاول أن تطمس السلم والسلام عن واقع الاسلام وروحه السمحاء