في استطلاع للرأي «أقل ما يقال عنه أنه كوميدي» خلصت من خلاله إحدى الصحف المحلية إلى أن 61 في المئة من المواطنين في المحافظة الشمالية لا يثقون بالجمعيات السياسية، وأن الغالبية العظمى ممن يثقون بالجمعيات السياسية وبواقع 23.8 في المئة هم يثقون بالجمعيات السياسية المؤيدة للوضع الحالي حيث ذكرت نتيجة الاستطلاع أن 10.2 في المئة يثقون بجمعية المنبر الإسلامي، و6.8 في المئة يثقون في جمعية تجمع الوحدة الوطنية ومثلهم تماماً يثقون بجمعية الأصالة، في حين لم تتعدَّ نسبة من يثق بجمعية الوفاق الإسلامية نسبة 15.3 في المئة، وأن لا أحد تماماً «أي صفر في المئة» يثق بجمعية العمل الوطني الديمقراطي، في حين لم يشر الاستطلاع إلى أي من الجمعيات السياسية المعارضة الأخرى كجمعية المنبر التقدمي الديمقراطي أو جمعية الإخاء أو جمعية التجمع القومي، إذ يبدو أن هذه الجمعيات قد سجلت نسبة (- 10 في المئة).

ويذكر الاستطلاع أن نتيجة رد المواطنين في المحافظة الشمالية على الجمعيات السياسية التي يثقون بها، جاءت متساوية تقريباً مع نتيجة سؤال آخر حول الجمعيات السياسية التي يؤيدونها، حيث جاء في المرتبة الأولى عدم تأييد المواطنين للجمعيات السياسية بنسبة 59.3 في المئة، فيما احتلت جمعية الوفاق المرتبة الثانية بنسبة 11.9 في المئة، وفي المرتبة الثالثة جاءت جمعية المنبر الإسلامي حيث حازت على نسبة 10.2 في المئة «لاحظ أن الفرق بين من يؤيدون جمعية الوفاق وجمعية المنبر الإسلامي لا يتعدى 1.7 في المئة»، وحسب الاستطلاع فإنه تساوت نسبة من يؤيدون جمعيتي الأصالة وتجمع الوحدة الوطنية بواقع 8.5 في المئة، فيما لم تحصل جمعية العمل الوطني الديمقراطي إلا على نسبة 1.7 في المئة ما يعني أن من يؤيدون الجمعيات السياسية الموالية يفوق بأكثر من ضعف من يؤيدون الجمعيات السياسية المعارضة، حيث كان مجموع من يؤيدون جمعية الوفاق وجمعية «وعد» 13.6 في المئة في حين وصلت نسبة من يؤيدون جمعيات الأصالة والمنبر الإسلامي وتجمع الوحدة الوطنية لأكثر من 27.2 في المئة.

هذا ما يخص المحافظة الشمالية ولكن الاستطلاع يشير إلى أنه بالنسبة للبحرين بشكل عام فإن جمعية الأصالة جاءت في المرتبة الأولى من حيث نسبة المؤيدين بواقع 19 في المئة تلتها جمعية المنبر الإسلامي بواقع 17 في المئة ومن ثم جمعية تجمع الوحدة الوطنية بواقع 7 في المئة في حين لم تحصل الوفاق إلا على نسبة 4 في المئة وجمعية «وعد» 2 في المئة.

الغريب في الأمر أن هذا الاستطلاع الذي يحاول تلميع صورة المنبر الإسلامي «الإخوان المسلمين» في الشارع البحريني بوصفها ثاني جمعية تمتلك أكبر رصيد من المؤيدين حتى في معاقل المعارضة يتعارض مع ما حققته هذه الجمعية من إنجازات خلال الانتخابات النيابية الأخيرة حيث لم تستطع أن توصل إلا نائبين فقط من مجموع 40 نائباً في المجلس.

على من يريد قياس الرأي العام بشكل صحيح أن ينزل إلى الشارع، أو أن يشاهد فقط أي مسيرة من المسيرات التي تدعو إليها القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة، ليلاحظ مدى التعاطف الشعبي معها، وليس من خلال استطلاع وهمي مضحك يراد به دعاية انتخابية مجانية، لأطراف لا تمتلك أي رصيد في الشارع.