أطلقت وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني منتصف الشهر الماضي الحملة الوطنية للنظافة (نسمو)، ولعلها الحملة الوطنية الوحيدة التي أطلقتها وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني خلال العقد الأخير الشاملة لجميع مناطق مملكة البحرين، بعد أن كانت كل بلدية تجتهد فيما بينها لإقامة حملات خاصة بنطاق حدود كل بلدية.
وتقوم هذه الحملة على استراتيجية ترتكز على مبادرات المجتمع المدني من خلال اللجان الأهلية أو مؤسسات المجتمع المدني وتوعية الجمهور بضوروة تحمل الجميع لمسؤولياته تجاه مناطقهم والاهتمام بها.
وفي ذلك يوضح مدير عام بلدية الشمالية يوسف الغتم أن بلدية المنطقة الشمالية أجرت عدة لقاءات مع ممثلي الأهالي والجمعيات الأهلية في بعض قرى ومدن المنطقة الشمالية من أجل استثمار الحملة الوطنية للنظافة «نسمو» ، مشيراً إلى أن العمل من خلال برامج الحملة سيستأنف بعد العيد مباشرة في بعض مناطق الشمالية من خلال حملات النظافة التي يشترك فيها الأهالي ومؤسسات المجتمع المدني.
وأوضح الغتم أن بلدية المنطقة الشمالية وضعت برامج يمكن لأي منطقة من مناطق الشمالية الاستفادة منها للارتقاء بالواقع البيئي، وتحسين مستوى النظافة، حيث تم عرض هذه البرامج وآليات التنفيذ على الجهات التي بادرت بالاتصال بالبلدية لاستثمار الحملة وتطبيقها في مناطقها.
ورأى أن حجم «التفاعل مع الحملة يسير بشكل جيد»، منوهًا إلى أن الحملة بدأت تأخذ صدى أوسع بدخول الجاليات الأجنبية ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية على خط المشاركة ودعم الأهالي في تطوير قراهم».
وبين أن «بلدية المنطقة الشمالية لديها تجربة رائدة في هذا المجال من خلال تطبيقها عدة برامج سواء من خلال حملة «ارتقاء بالوطن وللوطن، أو برنامج عاشوراء نرتقي أو من خلال برنامج أصدقاء الحدائق أو الإيكوسكولز (...) مما أوجد بيئة خصبة لتلقي مثل هذه المبادرات في المنطقة الشمالية» مشيراً إلى أن هذه الثقافة الموجودة حالياً في المجتمع هي نتاج تضافر جهود وتراكم خبرات سابقة.
وقال الغتم: «هناك فرصة حقيقية للجان الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني في كل منطقة من مناطق الشمالية لأن تتقدم بمبادرات وبرامج عملية من أجل الارتقاء بواقع المنطقة من حيث النظافة والتجميل والتخضير» مؤكداً أن بلدية المنطقة الشمالية لن تألو جهداً في توفير كافة المستلزمات وتقديم الدعم لتحقيق الأهداف المنشودة».
محمد بن أحمد: «نسمو»... عمل جماعي لتحقيق النجاح
من جهته، وصف مدير عام بلدية المنامة الشيخ محمد بن أحمد آل خليفة حملة «نسمو» بالفرصة للجان الأهلية والجمعيات التي تعمل على خدمة المجتمع، مضيفاً أن حملة «نسمو» هي من الحملات التي تهدف إلى تحسين المنظر العام وتعزيز وعي المجتمع بالسلوكيات الصحيحة للارتقاء بالنظافة في مملكتنا الحبية وذلك بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص».
وأضاف أن «الحملة ركزت على تحقيق استراتيجية وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني «إنماء وتنمية» الهادفة لتعزيز الدور التشاركي مع مؤسسات المجتمع المدني لتحقيق الإنماء الحضري المتوازن وما يلبي طموحات الرؤية الاقتصادية للمملكة 2030».
وأشاد محمد بن أحمد بمؤسسات المجتمع وفرق العمل التطوعية التي شاركت ودعمت الحملة، مؤكداً دعمه لتوفير جميع احتياجاتهم في تنفيذ المزيد من البرامج الوطنية، داعياً في الوقت ذاته إلى الاستمرار في العمل الجماعي الذي يعتبر إحدى الركائز الأساسية في تحقيق التنمية والاستدامة.
وأضاف «أن الحملة تركز على المنظر العام للمنطقة بشكل أكثر شمولية، حيث سيتم بالإضافة إلى حملات النظافة في مختلف الحدائق والساحات والميادين العامة وتنظيف الشوارع، سيتم أيضاً إدخال عنصر التجميل الذي سيشمل واجهات المباني من خلال رسم الجداريات ذات الدلالات الثقافية والقيم المؤثرة على سلوكيات المجتمع، كما سيتم غرس الشتايل والورود أمام المباني المطلة على بعض الشوارع الحيوية». وتابع «أنه في إطار الحملة الوطنية للنظافة «نسمو» ستشهد المرحلة الثانية إطلاق حزمة جديدة ونوعية من الأنشطة والبرامج المختلفة، بعضها بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم عبر مشاركة (7) مدارس حكومية حيث سيتم إطلاق برامج توعوية وحملات نظافة وتشجير داخل المدارس».
الفضالة: رفع مستوى الوعي بثقافة العمل البلدي
إلى ذلك دعا مدير عام بلدية المحرق صالح الفضالة مختلف أفراد المجتمع إلى أبتكار طرق ومبادرات جديدة تخدم الصالح العام فيما يتصل بالنظافة والمحافظة على البيئة وتكثيف الجهود من خلال مشاركة المنظمات الأهلية والمجتمعية ومساهمتها في إيجاد أفكار توعوية بطرق مبتكرة وفي الوقت نفسه خدمة المجتمع بالعمل التطوعي».
وأوضح الفضالة إلى أن الحملة لاقت صدى واسعاً من خلال التفاعل المجتمعي من قبل المنظمات الشبابية والبيئية للمشاركة في الحملة حيث سيشارك عدد كبير من منتسبي هذه الجمعيات في الأنشطة والبرامج المعدة للحملة وخاصة ما يتصل بابتكار الشباب فكرة للتوعية من خلال أعمال فنية بتشكيلات على رمال الساحل وآخر على لوحات زيتية إذ تحضر في تلك الأعمال الفنية التربية والثقافة، بشكل يجعل منها وسيلة للتوعية بأهمية النظافة والمحافظة على النظافة والسواحل والبيئة وأهمية العمل البلدي».
وأوضح «وهذا بحد ذاته دافع نحو تعزيز هذه الثقافة في ظل وجود هذا التعاون بين كل شرائح المجتمع وبشكل متطور بعيداً عن الحملات التقليدية» كما تمنى الفضالة أن تحقق هذه الحملة أهدافها بما يضمن ويخدم التطلعات نحو مزيد من الإبداع والجودة وخدمة الوطن.
عبداللطيف: تفاعل المجتمع يسهم في نجاح الأهداف
من جهته رأى مدير عام بلدية المنطقة الجنوبية عاصم عبد اللطيف أن نجاح حملة «نسمو» هو نجاح للجميع، سواء مؤسسات رسمية أو أهلية أوقطاعات شبابية والذين هم العمود الفقرى للحملات التطوعية التي تصب في خدمة المجتمع».
وأضاف «بدأنا في البلدية الجنوبية خلال الأسابيع الماضية بحملة تنظيف ساحل بلاج الجزائر بمشاركة ما يفوق 200 شخص من طلاب وزارة التربية والتعليم ممثلين في فريق الكشافة والمدرسين وفريق النحت على الرمال والفرق والجمعيات واللجان الشبابية ومؤسسات القطاع الخاص. حيث تمت إزالة 31 شحنة مخلفات عدد 430 كيس مخلفات من الساحل».
وأضاف عبداللطيف بأن البلدية «أقامت ضمن حملة «نسمو «برنامج لصباغة الجداريات على امتداد شارع الرفاع العام والشارع المؤدي إلى قلعة الفاتح والتي تستمر فعالياتها حتى الآن لإنجاز أكبر عدد من البيوت بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني من الجمعيات والفرق واللجان الشبابية التي فاق عددها 150 شخصاً وكان لها دور أساسي وفعال كشريك مع البلدية في تجميل وصباغة الأسوار والجدران والبيوت الواقعة على الشارع، برعاية أصباغ همبل وشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (GPIC) و شركة سمر لاند للحاويات والإنشاء».
العدد 4414 - الثلثاء 07 أكتوبر 2014م الموافق 13 ذي الحجة 1435هـ