أكد عدد من الأطباء، عدم وجود أضرار صحية جراء شرب شاي الكرك، وحذروا، رغم ذلك، من الوصول لحالة الإدمان والإفراط في شرب أكثر من 5 أكواب يومياً.

يأتي ذلك، في ظل تزايد أعداد محلات بيع هذا النوع من الشاي في البحرين، والذي يعود لأصول هندية، ويعتمد في إعداده على الغلي لمدة طويلة، بغية الحصول على شاي «ثقيل» أو «جامد».

ووفقاً لحديث «الوسط»، مع رئيس قسم طب الأسرة والمجتمع في جامعة الخليج العربي فيصل الناصر، فإن «للشاي بشكل عام فوائده المعروفة، إلا أن شرب الكثير منه تحديداً الشاي الأسود، قد ينتج أضرارا، وهنا نتحدث عن شرب أكثر من 5 أكواب يومياً».

أما عن شاي الكرك، فيؤكد الناصر أن لا خطورة منه على صحة الانسان، قبل أن يستدرك للإشارة إلى عاملين اثنين، يشملان عامل النظافة على اعتبار أن «القليل من المحلات هي التي تلتزم بمستويات مقبولة من النظافة، وقد يؤثر ذلك سلباً على صحة زبائنها».

وأضاف «أما العامل الثاني، فيتمثل في الطريقة المعتمدة في إعداد شاي الكرك، تحديداً في كمية السكر المضافة إليه والتي تمنحه بعضاً من لذته»، محذراً في السياق ذاته المصابين بأمراض السكر من ذلك.

وبيّن أن «كل غرام واحد من السكر يعطي 4 سعرات حرارية، وإذا افترضنا أن كل كوب من شاي الكرك يتضمن نحو 20 غراما من السكر، على اعتبار أن المحلات تضع في الكوب الواحد ملعقتي سكر وأكثر، وهذا يعني وجود أكثر من 80 سعرة حرارية تعطى للانسان دون أن يشعر بها».

وأوضح «بشكل عام لا وجود لمخاطر من شرب شاي الكرك، إلا في حال تجاوزت الكمية المعدل الطبيعي، كما أن علينا ألا ننسى أن الشاي منبه ويؤثر بسبب ذلك على الجهاز العصبي، وبالتالي يؤدي للقلق والتوتر وزيادة نبضات القلب، وأحياناً قد يؤدي للإصابة بفقر الدم بسبب منعه لامتصاص الحديد».

وبشأن غلي الحليب لفترة طويلة، قال الناصر إن ذلك قد يفقده بعض عناصره والتي يحتاجها الجسم، لكن لا علاقة لذلك بتأثيرات على الصحة.

ولا يرى الناصر رابطاً بين إدمان البعض على شرب شاي الكرك، وبين طعمه الخاص، مبيناً أن الطعم يعود لتركيبة الشاي وطريقة إعداده ولا علاقة لذلك بأمور أخرى.

بدورها، قالت استشارية طب العائلة سمية الجودر، إن أضرار شاي الكرك، تعتمد على مجموعة تفاصيل تتمثل في معدل شربه، عدد الأكواب، مدة وعدد تكرار غلي الشاي مع الحليب، مشيرةً إلى أن مزج الحليب مع الشاي يفقده الاستفادة من مواد ضد الأكسدة المتواجدة في الشاي، إضافة إلى منع امتصاص الحديد.

وحذرت من إدمان بعض الأشخاص على شرب الكرك، معتبرةً أن ذلك سيتحول لإدمان نفسي وفسيولوجي، واستدركت لتبين أن لا ضير في شرب كأس أو كأسين في اليوم، منوهةً بالفوائد الاجتماعية لهذه المشاريع التي «فتحت باب رزق لبعض الشباب»، على حد قولها.

وتفسيراً لجزئية الإدمان على شرب البعض لشاي الكرك، قالت الجودر: «إن الأمر يعود لعوامل نفسية وجسمانية، أكثر من أي شيء آخر، وأضافت ان «تأثيرات ذلك قد تطول النشاط العام للشخص، أو زيادة السهر، وقد لا يؤثر ذلك إطلاقاً».

وتعليقاً على القول بوجود أضرار صحية جراء الإدمان على شرب شاي الكرك، ذكرت أن المسألة تتفاوت من شخص لآخر تبعاً للفوارق الفردية، إذ قد يؤدي الإدمان إلى أضرار للمعدة على هيئة حموضة فيما لا نجد ذلك لدى أشخاص آخرين.