العدد 4413 - الإثنين 06 أكتوبر 2014م الموافق 12 ذي الحجة 1435هـ

هل يمكن لسحر «ستيف جوبز» القديم إنجاح منتجات «أبل»؟

هل كشفت شركة «أبل» النقاب عن المنتج الأفضل لها منذ ربع قرن؟ سؤال يطرحه المهتمون بصناعة التكنولوجيا بعد إعلان الشركة عن طرازين جديدين من هاتفها الذكي آي فون.

وقال أستاذ في علوم الإدارة سيدني فينكليشتي: «هل صرنا الآن بصدد شركة أبل وقد ارتدت حلة جديدة أسبغها عليها رئيسها التنفيذي الحالي تيم كوك»؟

الإجابة هي نعم، ولكن ربما لأسباب أخرى، بخلاف المبررات البراقة أو المحببة، التي قد تساور البعض.

فالرئيس الحالي للشركة «تيم كوك» وضع نفسه بالفعل موضع الانتقاد بعد إحيائه مراسم أسطورية سبق وأن جرت لتدشين منتجات للشركة في الماضي، مثل تدشين أول كمبيوتر من طراز (ماك)، وذلك بعدما اعتلى الرجل خشبة المسرح في مركز فلينت للفنون التعبيرية بمدينة كوبرتينو في ولاية كاليفورنيا، لإزاحة الستار عن المنتجات الجديدة لشركته.

وأضاف «في ذلك الحين، تبخرت كل المقارنات التي طالما عُقدت بين كوك وسلفه ستيف جوبز، منذ اللحظة التي عرف العالم فيها أن ذلك الرجل سيخلف جوبز في قيادة «أبل»، لكن هناك شيء آخر إضافي. فربما كان كوك في واقع الأمر أحد أكبر المجازفين والمخاطرين».

مضيفاً «بالنسبة للشركات التي ينصب عملها على مجال الاختراع والابتكار، يشكل التراجع عن السير على درب الحداثة والجرأة وتقديم كل ما هو جديد، خطراً حقيقياً عليها».

وذكر «من ثم؛ فبعد انتهاء حالة النشوة الحالية، وهو ما سيحدث أقرب مما قد يتصور أحد، سيدور السؤال حول ما الذي سيقوله جحافل المتحمسين لمنتجات أبل بشأن ما فعله كوك في الشركة»؟

وقال فينكليشتي «طرح «أبل» لطرازين جديدين من هاتف آي فون بشاشات أكبر حجماً ليس إلا خطوة من جانبها للحاق بالركب، إذ أن شركة سامسونغ سبق وأن فعلت ذلك منذ فترة من الوقت من خلال هاتفها من طراز (غالكسي)».

مضيفاً «لا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة لإضافة الشركة خاصية تُطلق من خلالها نظام دفع إلكتروني عبر الهواتف الذكية، فعلى الرغم من أن هذه الخاصية جديدة، على الأقل في الولايات المتحدة، فإن ذلك لا ينفي أن الصين استحدثت الخاصية نفسها منذ سنوات».

من جهة أخرى، فإن الطرح الأوليّ المقرر في الولايات المتحدة لأسهم شركة «علي بابا» الصينية العملاقة في مجال الإلكترونيات، سيساعد في توضيح ذلك القدر من الخبرة والتطور الذي يحظى به منافسو شركة أبل على الساحة الدولية.

ساعات ذكية منافسة

وفي هذا السياق، هل يمكن القول إن كشف الستار عن ساعة «أبل ووتش» الذكية هو بكل تأكيد الورقة الرابحة أكثر من غيرها مقارنة بما أعلنت عنه الشركة مؤخراً؟ الإجابة هي ربما.

فشركة «أبل» تدرك أن التصميمات التي تقدمها وكذلك علامتها التجارية لا تزال تحظى جميعاً بإقبال جنوني من قبل المشترين.

ولكن كما هو معتاد، جاء خوض الشركة غمار المنافسة في فئة «الساعات الذكية» متأخراً. فقد سبقتها في ذلك شركتا (سامسونغ) و(إل جي). وحتى شركة (سوني)، ذات المكانة العظيمة في الأيام الخوالي، لديها باع في هذا الأمر أيضاً.

ولكن ما يختلف في هذه المرة، أن ساعة «أبل ووتش» لا تشتمل على تطبيق (آي تيونز)، وهو التطبيق الذي لا غنى عنه عادة لمستخدمي منتجات أبل.

وقد مكن هذا التطبيق لجهاز (آي بود) في السابق اكتساح الأجهزة المنافسة له، في عالم تشغيل الملفات الصوتية من نوع (إم بي ثري).

في الوقت نفسه، ومع إعلان أن هذا المنتج سيباع بـ 349 دولاراً أمريكياً لكل ساعة، يبدو أنه كان من الأفضل أن يُدرج في هذه الساعة تطبيق (آي تيونز).

وبعيداً عن (أبل ووتش)، يمكن أن نقول إن منتجات أبل من الهواتف الذكية من طراز (آي فون) كانت تشكل تقدماً كبيراً بكل معنى الكلمة. كما أن ظهور أجهزة الحاسب الآلي اللوحي من طراز (آي باد) أدى لظهور فئة جديدة كلية من المنتجات في السوق.

وكان القاسم المشترك بين كل هذه الابتكارات ليس فقط كونها جديدة، ولكن أيضاً أنها جاءت على نحو جذري وشامل.

المفهوم الأخير - بحسب اعتقادي - لا ينطبق على أي من منتجات أبل الجديدة التي كُشف عنها النقاب مؤخراً.

والسؤال الذي يسترعي الانتباه هنا يتمثل في تحديد القيمة التي يمكن أن تضيفها آبل إلى نفسها، وهو هل أصبحت الشركة تعكف فقط على إدخال تحسينات تقنية إضافية ومحدودة على منتجاتها القائمة بالفعل، وذلك بغض النظر عن الطريقة التي تُدشن بها هذه التحسينات، أو الضجة التي يثيرها الإعلان عنها؟

العدد 4413 - الإثنين 06 أكتوبر 2014م الموافق 12 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً