أطلق 4 شبّان بحرينيين حلمهم بتصوير أفلام تسلط الضوء على المشكلات الاجتماعية، وتحاكي ما يعانيه المجتمع من بعض الظواهر والمشكلات، وأصبح لديهم 6 أعمال مصورة نشروها على موقع «يوتيوب»، في الوقت الذي يؤكدون استعدادهم للتعاون مع أي شاب لديه موهبة التمثيل أو التصوير أو الإخراج.
الشبّان الأربعة وهم: محمود عبدالله (22 عاماً، طالب جامعي وموظف) وهو مخرج الأفلام، حسين عبدالعزيز (23 عاماً، طالب جامعي وموظف) وهو كاتب السيناريو، حسين ناجح (24 عاماً، طالب جامعي وموظف) أحد الكوادر، ومحمد حسين محمد (28 عاماً، موظف) أحد الكوادر أيضاً، بدأوا مشوار تصوير الأفلام من خلال معدات بسيطة، وبتصوير مقاطع قصيرة لأصدقائهم، إلا أنهم يعملون على تطوير هذه التجربة، وشراء معدات تصوير وأجهزة تمكنهم من إظهار موهبتهم في هذا المجال، وتصوير المزيد من الأفلام الاجتماعية.
مخرج الأفلام محمود عبدالله، تحدث عن بداية تصويرهم الأفلام في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي (2013)، وذكر أن «فكرة تصوير الأفلام جاءت مني شخصياً، وذلك بعد تجارب عدة لتصوير مقاطع مصورة لبعض الأصدقاء، والتي كانت تنال إعجاب الأهل والأصدقاء، إلى جانب أهالي القرية (قرية سند)، وقد تأثرت كثيراً في الإخراج بالأعمال السينمائية المحلية والخارجية».
وذكر أنهم بدأوا بتصوير أفلامهم من خلال اقتباس قصة واقعية منشورة على شبكة الإنترنت، إذ قاموا بتصويرها على بحر سند.
وقال: «بدأنا أعمالنا بتصوير فيلم (السعادة بالرزق)، وهو من قصة واقعية منشورة على شبكة الإنترنت، ومدة الفيلم 5 دقائق»، مشيراً إلى أن «فكرة الفيلم تتلخص في أن شخصاً فقيراً يعمل في الزراعة، يضع حذاءه ويذهب ليزرع، فيأتي شخص غني مع صاحبه، ويخاطبه قائلاً: لماذا لا نأخذ حذاءه ونخبئه، إلا أن صاحبه يقول لماذا لا نضع له مبلغاً من المال ونرى رد فعله، وبعد أن رأى الشخص الذي يعمل في الزراعة المبلغ، أخذ يلتفت يميناً وشمالاً ليرى ما إذا كان أحد قد نسيه، وبعد أن يتأكد من ذلك يدرك أن هذا رزق، فيسجد لله شكراً وحمداً».
أما عن الفيلم الثاني، وهو «ضياع الصلاة في أثر الحياة»، فذكر أنهم واجهوا انتقادات عديدة، وهي التي جعلتهم يتطورون في أعمالهم الأخرى، «إذ قمنا بتدوين ودراسة كل الانتقادات، وهل جعلتنا نتطور، فمن لا يخطئ لا يتعلم».
وأشار إلى أن الفيلم الثالث أخذ طابع التصوير الفردي، وحمل اسمه «نعيم الروح»، وهو فيلم ديني يصور سعادة الأموات في القبور، وذلك لأن النظرة العامة للموت أنه أمر مخيف، ولكن هناك أموات يكونون سعداء في قبورهم، وخصوصاً إذا أخرج أحد عنهم صدقة أو أي أمر خيّر، على حد قوله. وأضاف «هذا الفيلم نال إعجاب أهالي قرية سند، والجميع أشاد به».
وذكر الشاب عبدالله أنهم «بعد الأفلام الثلاثة، بدأنا بإنشاء قناة على موقع اليوتيوب، وقمنا بتصوير الفيلم الرابع، وهو (البلاء المجهول) هو الفيلم الذي انتشر على مستوى البحرين، وشاهده أكثر من 37 ألف شخص حتى الآن.
وتحدث عن الفيلم الرابع قائلاً: «من خلال الاسم يتضح أن هناك أمراً غامضاً يثير فضول المشاهد لمعرفة ما هو البلاء المجهول، وبالفعل كانت فكرة الفيلم غامضة حتى الدقيقة السادسة، فهو يتحدث عن الأكل الحرام، وأثره على حياة الشخص، وصوّرنا كيف أن الشخص عندما يأكل الحرام يصاب بآلام في جسده».
وفيما يتعلق بالفيلم الخامس الذي حمل عنوان «هكذا نكون»، فأشار إلى أنه «فيلم تم نشره في شهر رمضان، ويحكي قصة العادة القديمة التي بدأت بالاندثار في البحرين، وهي عادة تبادل أطباق الأطعمة في شهر رمضان بين الجيران، وهذا العادة بدأت بالاندثار».
وأشاروا إلى أنهم توقفوا مدة شهرين عن إنتاج أي فيلم، وهو الأمر الذي دفع أهالي قريتهم للسؤال عن سبب عدم إنتاج أية أفلام.
وذكروا أن الفيلم الجديد الذي نُشر مؤخراً هو بعنوان «تأخر اللقاء»، وقد حمل الكثير من المفاجآت بعد أن عملوا عليه بصمت، على حد قولهم.
هذا وتحدث كاتب سيناريو الأفلام التي ينتجها الشباب، حسين عبدالعزيز مؤكداً أن أهم أمر في الأفلام هو التأثير الذي تحدثه في المجتمع، وهذا ما وجدوه ولمسوه في كثير من أهالي قريتهم.
ورأى أن «قوة التأثير ترجع لمن يعمل في الفيلم، ومدى قدرتهم على إيصال الفكرة، سواءً الممثل أو المصور أو الكاتب أو المخرج، هؤلاء حلقة متصلة ببعضها، ولابد أن تكون مترابطة، وهذا ما واجهناه في الفيلم الأول، إذ إن الحلقة لم تكن مكتملة من جميع الجوانب».
وفي حديثهم عن المعدات التي بدأوا بها تصوير أفلامهم، قال الشبان الأربعة، إنهم بدأوا بمعدات بسيطة، ويسجلون الأصوات بهواتفهم النقالة، معتبرين أن هذا أمر طبيعي، خصوصاً وأن جهودهم شبابية غير مدعومة من أية جهة.
وذكروا أنهم اشتروا جهازاً لتسجيل الصوت (مايكروفون) بمبلغ 55 ديناراً، وبعدها كشاف الإضاءة بمبلغ 45 ديناراً، وبعدها اشتروا جهازاً آخر بمبلغ 160 ديناراً، مشيرين إلى أنهم يستخدمون حالياً كاميراتهم الخاصة في التصوير.
وشددوا على أنهم عندما يحصلون على الدافع والدعم المعنوي، يدفعهم ذلك إلى الإنتاج حتى مع نقص المعدات التي يحتاجونها.
وفيما يتعلق بأماكن التصوير، أكدوا أنهم يحصلون على دعم من قبل أهالي قرية سند في هذا الجانب، إذ إنهم يستعينون ببعض المنازل للتصوير فيها، فيما يصوّرون بعض المشاهد في الأماكن العامة، كالسواحل.
وتحدثوا عن طموحهم بالقول: «الطموح الرئيسي أن نرى تأثير الفيلم في الأشخاص، ويسهم ذلك في تغيير سلوكهم، فنحن قبل نشر الفيلم نضع أنفسنا مكان المشاهد، ونسأل عن التأثير المحتمل بسبب الفيلم، والطموح الآخر هو رغبتنا في إشراك الطاقات الشبابية، فنحن نرحب بأي شخص يريد المشاركة معنا، سواءً من قرية سند أو غيرها من المناطق، ونحن في القرية حالياً نحفّز الرجال وكبار السن على المشاركة في الأفلام التي ننتجها».
وبسؤالهم عما إذا كان لديهم توجه للتعاون مع الطاقات الشبابية الأخرى التي تعمل في الاتجاه نفسه، بيّنوا أن هناك محاولات للتعاون مع إحدى الطاقات الشبابية، ولكن لم يوفقوا لها، لافتين إلى أن هناك نقاطاً محددة يجب الاتفاق عليها قبل بدء التعاون مع أية جهة، ومن بينها السيناريو والإخراج.
وذكروا أنهم بين فيلم وآخر يبحثون عن وجوه جديدة لتشارك معهم، مؤكدين أنهم مستعدون لإشراك أي شخص قادر على العمل معهم.
وعن كيفية تقييم أفلامهم، نوّهوا إلى أنهم يعرضونها على مختصين في مجال التمثيل والإخراج، بهدف ضمان عدم وجود أي جزء في الفيلم لا يتناسب مع الهدف منه، كما أنهم يراقبون ردود الفعل التي تصدر بعد نشر كل فيلم.
وأضافوا «نحن نزعم أننا من أوائل الناس التي اتجهت لتصوير الأفلام غير الخاصة بمنطقة أو قرية معينة، فبعض القرى لديهم طاقات شبابية وتقوم بأعمال فنية ولكنها تحمل اسم القرية، إلا أننا لا نقوم بأعمال تحمل اسم القرية، ولذلك اخترنا اسم (سوبر فيلم) حتى لا نكون مرتبطين بقرية أو منطقة».
العدد 4413 - الإثنين 06 أكتوبر 2014م الموافق 12 ذي الحجة 1435هـ
وسيفرز هذا المجتمع مبدعين أكثر وأكثر
ما شاء الله موفقين وإلى الأمام