أكد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أهمية بناء شراكة دولية من شأنها أن تساهم في القضاء على مظاهر التفاوت الحضري القائم بين الدول والشعوب، لأن ذلك سيقلل من مخاطر التحديات السياسية التي تهدد الأمن والاستقرار العالميين.
وأضاف سموه أن طبيعة التهديدات التي يمر بها العالم تحتاج إلى استجابات ديناميكية ونظرة مستقبلية من كل أطراف المجتمع الدولي هدفها تعزيز النمو الحضري وفق معايير أكثر عدالة تستفيد منها الدول الفقيرة والأكثر احتياجاً.
وقال سموه في رسالة وجهها إلى العالم بمناسبة اليوم العالمي للمستوطنات البشرية «الموئل» الذي يصادف اليوم الاثنين (6 أكتوبر/ تشرين الأول 2014)، ويقام هذا العام تحت شعار «أصوات من الأحياء الفقيرة»، (Voices from Slums): «إن المسئولية الأخلاقية تحتم على المجتمع الدولي أن يبادر إلى وضع سياسات تساعد الدول الفقيرة على تطوير أحيائها ومناطقها وفق تخطيط سليم، والنهوض بأوضاع شعوبها لمستويات معيشية أعلى تحقق لهم الحياة الكريمة والرفاه الاجتماعي».
وأكد سموه أن اليوم العالمي للمستوطنات البشرية «الموئل» يمثل فرصة لتذكير العالم بمهمة البرنامج الأساسية في تعزيز تنمية المستوطنات البشرية المستدامة اجتماعياً وبيئياً وتحقيق هدف توفير المأوى المناسب للجميع.
وشدد سموه على أن أول الخطوات المطلوبة على طريق تحقيق التنمية في مفهومها الأوسع هو تبني جهد جماعي لإرساء الأمن والقضاء على أسباب النزاعات التي تجتاح العديد من المناطق، ولاسيما في ظل وجود علاقة طردية بين استتباب الأمن وقدرة الدول على التنمية.
وأكد سموه أن الجماعات الإرهابية وانتقالها عبر الحدود يمثل أكبر تهديد للسلام والأمن العالمي والوجود البشري في حد ذاته، وما لم تتوحد الجهود وتتلاقى الإرادات فإن كل ما تحقق للإنسانية من تطور ونماء سيكون في دائرة الخطر.
وقال سموه إن التنمية من أجل عالم أفضل هي الهدف الذي ينبغي أن تتضافر جهود المجتمع الدولي من أجل إمضائه، مؤكداً سموه أن تفاقم الصراعات في العالم خلف ضحايا وأهدر طاقات وموارد كان يمكن أن توجه لخدمة الأهداف التنموية.
وأضاف سموه أنه آن الأوان لكي ينصت الجميع إلى صوت العقل والحكمة وأن تطوى صفحات الصراع والدمار لصالح التكامل والتعاون، حتى يتسنى تحقيق تطلعات الشعوب في الازدهار والتنمية المستدامة في مختلف أنحاء العالم من أجل أجيال المستقبل.
ونوه سموه إلى أن مملكة البحرين بقيادة عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حققت نجاحات متعددة في الوصول إلى مستويات عالية من العيش الكريم وجودة الحياة للمواطنين من خلال رؤية واقعية للتخطيط الحضري السليم.
وأشار سموه إلى أن حكومة مملكة البحرين عملت على تنفيذ العديد من المشروعات التنموية في مجالات الإسكان والصحة والتعليم والاتصالات والبنية التحتية التي راعت فيها الاحتياجات الحالية والتوقعات المستقبلية بما يضمن استمرارية منظومة النمو الاقتصادي وتحقيق الاستقرار الاجتماعي.
وشدد سموه على مساندة مملكة البحرين لأي جهد أممي غايته النهوض بأوضاع الشعوب الفقيرة وتأهيلها لتكون قادرة على تلبية الأهداف الإنمائية للألفية، وأنها في هذا الصدد تؤكد على دور القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في مساندة خطوات الحكومات نحو عالم خال من الفقر والعوز والفاقة.
وأكد سموه أن التحديات السياسية وما تشهده بعض الدول من فوضى وانفلات أمني يمثل تحدياً محورياً أمام برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في التعامل مع تراجع معدلات التنمية في هذه البلدان، وكيفية مساعدتها في النهوض مجدداً وإعادة بناء ما يتم تدميره من خدمات أساسية.
ونوه سموه إلى أن اتباع نهج متكامل لتنمية الأحياء الفقيرة يستلزم وجود تعاون دولي لتطوير قدرة هذه الأحياء على الإنتاج والحد من مستويات البطالة وإيجاد الظروف الملائمة أمام قاطنيها للإبداع والابتكار.
وأشار سموه إلى أن الزيادة السكانية تمثل تهديداً مباشراً لجهود الدول في التنمية الحضرية، وهو ما يستدعي وجود برامج وآليات للاستفادة من هذه الزيادة وجعلها مصدر قوة في سعي الأمم نحو البناء والتنمية.
ودعا سموه المجتمع الدولي إلى تبني آليات مبتكرة للتنمية الحضرية والمستدامة تقوم على دراسة الواقع الراهن للدول والشعوب وتوقع المشكلات المستقبلية ووضع الحلول والبدائل التي من شأنها تقليل العوامل التي تعوق التنمية السليمة.
وأشاد سمو رئيس الوزراء بجهود وإنجازات برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في دعم المساعي الدولية في مجال التنمية الحضرية والمستدامة وتحسين الظروف المعيشية للشعوب في مختلف أرجاء العالم.
العدد 4412 - الأحد 05 أكتوبر 2014م الموافق 11 ذي الحجة 1435هـ